توقع القسم الأكبر من قراء "المساء" علي الانترنت وأصحاب الصفحات الخاصة علي "الفيس بوك" و "تويتر" ان المظاهرات السلمية المتواجدة في ميدان التحرير تحول مصر إلي دولة ديمقراطية قوية في المرحلة القادمة. وتعكس توقعات القراء الكثير من الرؤي المطروحة علي الساحة الاعلامية حول العالم من مستقبل الثورة المصرية التي انطلقت قبل اسبوعين وتمخضت حتي الآن عن عدة قرارات. ويري الشباب ان المواقع الالكترونية اصبحت منبراً سياسياً للتعبير عن مطالبهم العادلة. ومن ثم قادوا حركة اجتماعية- سياسية علي الأرض تهدف إلي تمكين الناس من تحقيق مجتمع عادل ينتهج الاسلوب السلمي في التغيير ويروي شهود العيان من الشباب الذين خرجوا وينقلون الصورة من ميدان التحرير علي صفحاتهم الخاصة وبالصوت والصورة ايضا وجود الصحفيين العرب والاجانب باجهزتهم التقنية المتطورة من لاب توب واجهزة البلاك بيري والاتصالات والكاميرات الحديثة لنقل وقائع الاحداث علي الهواء إلي مواقعهم وقنواتهم بكل حرية وان المتظاهرين يتحدثون بحرية للمراسلين والوكالات ومندوبين من شتي انحاء العالم. أشار نشطاء "الفيس بوك" إلي ان المتظاهرين من أبناء مصر ليس لهم انتماءات سياسية. والبعض القليل منهم أعضاء وشباب احزاب وجماعات وتيارات القوي الوطنية التي التزمت بألا ترفع اعلاماً أو شعارات سوي علم مصر. لأن هذه الثورة هي ثورة مصر. ولا يستطيع أحد أن يملي عليهم أجندات خارجية أو لغات مختلفة. كان رد فعل الشباب والناشطين ايجابياً بعد الاعلان عن اطلاق سراح وائل غنيم المؤسس الخاص لصفحة "كلنا خالد سعيد" علي الفيس بوك التي ألهمت الكثيرين وكانت أحد الداعين إلي ثورة 25 يناير التي قادها الشباب. وائل غنيم ناشط الكتروني يعمل كمدير تسويق بشركة جوجل العالمية. قدم للشباب نموذجاً لما قام به من مشاركات ايجابية وفعالة في مجال تكنولوجيا المعلومات ودعم المحتوي العربي علي شبكة الانترنت. بالاضافة إلي مشاركته الاخيرة معهم في مظاهراتهم السلمية منذ 25 يناير الماضي والتي غيرت ملامح مصر السياسية والاجتماعية. وأثار اختفاء "غنيم" الكثير من اللفط حيث انتشرت عشرات المجموعات والصفحات علي شبكة الفيس بوك تتضامن معه مثل : "اسمي وائل غنيم". "كلنا وائل غنيم". فين أستاذنا وائل غنيم؟. "أين وائل غنيم" وغيرها وانتشر مقطع فيديو لشخص شبيه بوائل غنيم يتعرض للاختطاف في الشارع من قبل عناصر امنية بزي مدني مما أكد الشكوك التي ترددت حول وقوف جهات أمنية وراء غيابه. الا انه سرعان ما قوبل هذا الفيديو بالنفي من قبل اسرته مؤكدين علي أن الشخص الموجود في الفيديو ليس وائل. كما شنوا حملة إلكترونية علي تويتر للضغط علي جوجل لتضع اسم موظفها وائل غنيم مكان شعارها في صفحتها العربية بالاضافة لتبادل الرسالة الاخيرة التي قام غنيم بكتابتها علي حسابه الشخصي علي تويتر التي كتب فيها "صلوا من أجل مصر. إنني قلق للغاية. يبدو أن الحكومة تعد لجريمة غداً ضد الشعب. جميعنا مستعدون للموت". يذكر أن وائل غنيم ناشط إلكتروني يعمل مدير تسويق بشركة جوجل العالمية لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. كما يشرف علي تعريب وتطوير منتجات الشركة التي تفيد المستخدم العربي وله جهود ومشاركات في مشروعات عديدة متنوعة تهدف إلي دعم المحتوي العربي علي الانترنت. علي هامش مظاهرات ميدان التحرير كتب موقع ال "سي ان ان" الامريكي عن انتعاش مبيعات علم مصر والمأكولات الخفيفة داخل الميدان الاشهر والاكبر في البلاد. مستغلة الاعداد الكبيرة التي تؤم الميدان يومياً علي مدار اسبوعين. وفي ميدان التحرير يقول بائع أعلام يدعي عبد البديع ان تزايد المتظاهرين في الميدان دفعهم للإقبال علي شراء العلم المصري. في ظل حالة الزخم الشديد والحس الوطني. ويتراوح سعر العلم ما بين 5-10 جنيهات. أرسل عدد كبير من المثقفين العرب والاجانب رسالة تضامن مع شباب مصر بميدان التحرير. أكدوا فيها علي تضامنهم مع مطالبهم مشيرين إلي انها مطالب شرعية. وذكروا في رسالتهم وقوفهم مع وقفتهم الصامدة في كل بقعة من مصر. وفي كل مدينة وقرية. وكل شارع وميدان سواء في الدلتا أو في الصعيد. ركزت الميديا الامريكية علي عودة الهدوء فقال موقع صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الامريكية انه برغم استمرار المظاهرات المناوئة للنظام في ميدان التحرير. عادت الحياة جزئيا إلي أوصال العاصمة بعد أن توقفت لأكثر من أسبوع تزامنا مع مظاهرات "الغضب" التي اجتاحت شتي أنحاء البلاد. بينما ذكر موقع "نيويورك تايمز" الامريكية ان بث فضائية الجزيرة العربية والانجليزية لم يتوقف. وكذلك مواقعها الالكترونية. قال موقع "نيوزويك" الامريكية. ان تأثير الازمة التي تشهدها مصر حالياً علي أسواق النفط لم يتضح بعد. وأشارت إلي ان أسعار النفط. بسبب الطقس البارد وازدياد الطلب من الدول النامية. قد شهدت ارتفاعا قبل ان يتظاهر المصريون في الشوارع. اعتبر الكاتب البريطاني ايان بلاك. محرر شئون الشرق الاوسط بصحيفة "الجارديان". ان هناك ضرورة عدم تجاهل الاخوان المسلمين. مع اعلان الجماعة استعدادها للعمل في إطار ديمقراطي. أشارت الميديا الاماراتية إلي التحديات والازمات التي تواجهها المنطقة العربية والاحداث التي يشهدها عدد من العواصم العربية. مؤكدة ان لأرض الكنانة حقا علي عاتق كل عربي يعايش هموم أمته ويتألم لآلامها وأن ما يحدث هناك مما نري ونسمع هو مدعاة للهلع والقلق علي هذه الدولة الموغلة في التاريخ حضارة وتعايشا وتواصلا.