إذا كان الفن ينبع من رحم الحركات الاجتماعية وتحولاتها فإنه أيضا يمهد للأحداث واحيانا يسبقها حتي إذا جاء الحدث نجده يتبوأ مكانته ويكون ذات تأثير قوي.. هذا ينطبق علي الظواهر الفنية التي بدأت تنطلق في ميدان التحرير تحتضن أفكار الشباب ولكن بشكل فني تتعانق فيه الكلمة مع الموسيقي التي هي لغة الشعوب والتي تكون دائما جسرا للوجدان والمشاعر الوطنية. فرق كثيرة ظهرت مثل "أنا مصري" التي تقف ضد الفتنة الطائفية وفرقة الفنان يحيي غنام وفرقة "مصريين" للشربيني وغيرها ومن أهم هذه الفرق فرقة "اسكندريللا" التي تجلس في ميدان التحرير لتغني للشعب نهارا وليلا عكس الفنانين الفرادي الذين نراهم في الليل فقط. وفرقة "اسكندريللا" اتيح لي رؤيتها وسط حشد كبير من المتظاهرين تقدم فقرتها بصوت عازف العود والمغني "حازم شاهين" الذي يري أن لغة الغناء والموسيقي أقوي من جميع الخطب الرنانة. فرقة "اسكندريللا" ظهرت منذ حوالي 4 سنوات واستطاعت ان تكون جمهورا لها في مدينة الاسكندرية وفي القاهرة حيث قدمت عروضا في ساقية الصاوي والتي تشهد اقبالا كبيرا. الفرقة يتعاون فيها أحمد حداد ابن شاعرنا الكبير فؤاد حداد الذي نسمع أشعاره مغناه علي عود حازم هذا الفنان الذي تلقي تعليمه في بيت العود ويلحن ويغني اشعار صلاح جاهين وبيرم التونسي وفؤاد حداد كما تؤدي الفرقة أيضا أغاني لأحمد فؤاد نجم والشيخ امام وسيد درويش تخصصت في الغناء الوطني الحماسي. حازم يعزف علي العود ومعه عدد من افراد فرقته ينشدون معه بالاضافة لعازف علي آلة الدف.. بدأ الغناء ليفاجأ بالجميع يرددون معه هذا بالرغم من انه طلب من الجميع ان يستمعوا له والهتاف يكون بعد الغناء ولكن الآن الموسيقي اعتمدت علي الكلمات وتمازجت معها في نسيح واحد كان التصفيق والترديد الذي تصاعدت حدته مع أغنية بلادي لسيد درويش والتي كانت خير ختام لهذه الفقرة الفنية التي تجيء دائما بين مجموعة من الأشعار والكلمات التي تشكل فقرات منفصلة.