.. أخيرا وقع المحظور. وتحرك رأس جبل الجليد في السودان. وتم الاستفتاء. وتشير كل الوقائع علي الأرض أن الاتجاه الغالب هو انفصال الجنوب عن الشمال. وهذا هو أول الغيث. واولي محطات الأجندة الأمريكية في تفكيك هذا القطر الشقيق. وادخال المنطقة العربية في بؤرة الغيبوبة. وخلق سايكس بيكو جديدة خدمة لإسرائيل ومنحها المزيد من الدعم. باعتبارها الشوكة المزروعة في الحلق العربي. إلي جانب زرع خوازيق الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين. وتشجيع تذمر الطائفية والمذهبية وهذا يدفعنا الي التساؤل عما سيفعله العرب لمواجهة تلك المخططات الشيطانية التي تستهدف مستقبلهم وثوابتهم وهويتهم..!! * السودان ليس هو أول ضحايا تلك السياسة الاستكبارية ولن يكون الأخير. فقد سبقه العراق. ومازالت التوابع تتوالي.. ورغم أننا لانعفي الحكومة المركزية في الخرطوم من تحمل النصيب الأكبر من تلك المأساة الكارثية بسبب فشلها في ادارة الأزمات الاقتصادية والتنموية والبشرية. مما أدي الي نجاح السياسة الاستعمارية من اختراق اللحمة الشعبية. واشعال الحروب الأهلية. وتأليب الطوائف وتأجيج الصراع القبائلي. ساعدهم في ذلك التقاعس العربي في عدم مد يد المساعدة للشعب السوداني واخراجه من مشاكله التي تضاعفت في السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن تطول تلك السلبية المنطقة بأكملها بما فيها دول الجوار الأفريقية. ودول حوض النيل. واخشي ما تخشاه الشعوب العربية اندلاع الفوضي التي قد تتيح الفرصة لزيادة التدخلات الخارجية المتربصة بثروات المنطقة. ** اللافت للنظر في المشهد السوداني هو تكاثر التواجد الأمريكي الإسرائيلي في منطقة الجنوب. والتصريحات الرنانة حول المساعدات اللوجستية والتكنولوجية والسياسية. تحت مسمي تحويل مشروعات التنمية واعادة بناء البنية الأساسية وتدريب كوادر الأمن. واعادة تأسيس قواعد مؤسسات الدولة الجديدة التنفيذية والتشريعية والتعليمية والصحية. ** الخلاصة أن مؤامرات الدول الكبري علي دول الشرق الأوسط قد نجحت في تحقيق أهدافها. وبدأت في قطف ثمارها.. ولعل تلك المحن تكون درسا لشعوب المنطقة لتأخذ حذرها. وتستعد جديا لمواجهة كل ما يدبر لها وراء الكواليس في الغرف المغلقة بواشنطن وتل أبيب. وخاصة دول حوض النيل من اول المنبع وحتي المصب. وأن يسارعوا بدعم العلاقات الأخوية فيما بينهم. ويعيدوا بناء أسس جديدة واستراتيجية ثنائية للتعاون الجاد فيما بينهم في مختلف المجالات من واقع قراءة الماضي والحاضر والمستقبل. حتي يتمكنوا من التصدي لتلك الهجمات البربرية الغربية. وفتح الطريق أمام قطار التعاون للوصول الي محطته الآمنة.. ولن يكون ذلك بالشيء الصعب إذا ما حسنت النوايا. وترفع الجميع عن الصغائر. وباشروا أنشطتهم السياسية والاقتصادية بقلب مفتوح. والدخول جماعة في مرحلة جديدة من التحدي لكل ما هو امبريالي استعماري. وسد كل المنافذ التي يستطع الاستعمار الجديد النفاذ منها. واللعب في ملعبهم بلا رقيب.. لأن في الاتحاد قوة. وفي التفرق تراجع وتخلف.