وقعت عملية هجوم مسلح علي مقر قسم شرطة مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء من قبل مجموعات من البدو المسلحين الذين واصلوا احتجاجاتهم منذ أمس الأول. أفاد شهود العيان والمصادر الأمنية بأن المجموعات المسلحة من البدو المحتجين لم يكتفوا بغلق طريق العريش رفح الدولي باشعال اطارات السيارات ووضع أحجار كبيرة علي الطريق الدولي عند مدينة الشيخ زويد ومنع المارة من العبور تحت تهديد السلاح وتوجهت مجموعة كبيرة ملثمة منهم الي مقر قسم شرطة المدينة القريبة من المكان.. وأطلقوا وابلاً كثيفاً من النيران عليه. كما قاموا برشق الجنود بالحجارة.. مما دفع رجال الشرطة الي اطلاق القنابل المسيلة للدموع حتي وصل الأمر الي عملية تبادل إطلاق النيران بين قوات الشرطة والبدو المحتجين. يأتي ذلك في اطار تصعيد خطير لأحداث الاحتجاجات البدوية الجارية في شمال سيناء والتي لم تلق أي مشاركة شعبية من بدو سيناء في حين رفضت جميع قبائل سيناء مظاهر العنف خلال هذه الاحتجاجات. يشار الي أن المواجهات استمرت بين البدو المسلحين وقوات الشرطة خاصة بعد قيام مديرية الأمن بدفع تعزيزات كبيرة من عشرات المصفحات والمدرعات في اتجاه مدينة الشيخ زويد التي تحولت الي ما يشبه ساحة حرب وشوهد اشتعال الحرائق في جميع أرجاء المدينة وقيام البدو بضرب ورشق المدرعات بالرصاص والحجارة. ونتيجة لأحداث الشغب في مدينة الشيخ زويد بدأ مئات المواطنين بينهم سيدات وأطفال وعجائز بالهروب من منازلهم الي أماكن بعيدة بسبب الكم الكبير من القنابل المسيلة للدموع التي خيمت بأدخنتها الخانقة علي سماء المدينة بالكامل. تخللت الأدخنة داخل بيوت المواطنين بعد المواجهات الساخنة التي اندلعت أمس بين قوات الشرطة والبدو الذين يطالبون بالافراج عن أقاربهم المعتقلين. أدي تصاعد الاشتباكات بين الأمن والمتظاهرين الي قيام الشرطة بتعزيز تواجدها بأطراف مدينة الشيخ زويد.. كما قامت قوات الأمن بمواجهة المتظاهرين عن طريق المدرعات واطلاق القنابل المسيلة للدموع بطول الطريق ما بين العريش والشيخ زويد لمسافة 30 كيلو متراً. أكد شهود عيان أن عشرات المدرعات والمصفحات تقوم الآن بعملية تمشيط للمدينة للسيطرة علي الأوضاع.. التي نتج عنها سقوط عشرات المصابين ورغم تصاعد حدة الاحتجاجات إلا أن بعض القبائل البدوية رفضت المشاركة مثل قبيلة "الترابين" التي انتقدت أعمال العنف التي تجري بين الأمن والمتظاهرين. كانت قوات الأمن المصرية قد رفعت حالة الطواريء. بمدينتي رفح والشيخ زويد وانتشرت حول معسكر حفظ السلام.. بعد تصاعد حدة الاحتجاجات البدوية التي انتقلت من أمام الحدود الإسرائيلية الي أمام مقر قوات حفظ السلام الدولية بالشيخ زويد. من ناحية أخري صرح موسي الدلح المتحدث باسم قبيلة الترابين بأن قبيل الترابين ترفض بشدة وتنتقد الاحتجاجات التي قام بها مجموعة من البدو أمس علي الحدود الإسرائيلية وأمام معسكر قوات حفظ السلام وأكد الدلح بأن قبيلة الترابين لم ولن تشارك في مثل هذه الاحتجاجات التي قد تخدم قوي سياسية معارضة لها مصالحها الخاصة وأوضح بأن تقاليد وموقف سيناء يختلف تماماً وقبيلة الترابين تناشد البدو الغاضبين بالالتزام بتقاليد البدو والبعد عن العنف والاحتكام الي الحوار مع الحكومة كما تعودنا ونجحنا من قبل في الوصول الي العديد من مطالبنا حفاظاً علي سمعة أبناء سيناء وعدم الانصياع لأية دسائس من شأنها الفوضي. قال نحن في قبيلة الترابين عقدنا اجتماعاً في قرية وادي العمرو بوسط سيناء لاعتماد وثيقة عرفية مقدمة من كبار وعواقل ومشايخ قبيلة الترابين نحو المساهمة المجتمعية الفعالة لضبط الأمن والمحافظة علي الاستقرار والسلم الاجتماعي بسيناء. قال سالم أبو لافي أحد كبار وعواقل قبيلة الترابين بأن اجتماع اليوم الذي انعقد بقرية وادي العمرو كان مؤجلاً من يوم الخامس عشر الماضي من الشهر الجاري وذلك للتصدي لكافة الظواهر السلبية في سيناء من خطف وتوثيق سيارات وتهريب أفارقة الي إسرائيل وغيرها من الظواهر السلبية الأخري وأضاف بأننا لدينا طرق مفتوحة مع الحكومة لتحقيق المطالب. في وقت لاحق قام اللواء مراد موافي محافظ شمال سيناء بعقد اجتماع طاريء مع جميع مشايخ مدينة الشيخ زويد وعلي رأسهم قبيلة السواركة لوضع حلول سريعة لانهاء الاحتجاجات وأعمال العنف الجارية منذ يومين بين البدو والشرطة بمدينة الشيخ زويد وحضر الاجتماع جميع القيادات الأمنية بمحافظة شمال سيناء وفي ضوء الأسباب الجوهرية للاحتجاجات الجارية وأهمها مطالب المحتجين بالافراج عن المعتقلين. أكد محافظ شمال سيناء أن السيد حبيب العادلي وزير الداخلية قد أوفي بجانب كبير من وعوده في اطلاق سراح معتقلي أبناء سيناء لما لسيناء مكانة خاصة لدي القيادة السياسية وقد أطلقت وزارة الداخلية خلال الفترة القليلة الماضية قرابة 220 معتقل من أبناء بدو محافظة شمال سيناء ليبقي قرابة 200 معتقل فقط من أبناء سيناء تجري الدراسة والبحث من قبل الوزارة لإطلاق سراح أعداد كبيرة منهم وقد طرح اللقاء الهام أفكارا سوف يقوم مشايخ وعواقل قبيلة السواركة بنقلها لبدو المحتجين بمدينة الشيخ زويد.