لاشك أن معهد الكونسرفتوار إحدي علامات الحضارة وتنطلق منه النهضة الموسيقية في بلادنا لتساير الأمم المتحضرة وبعد أيام قليلة سوف يتم اعادة افتتاح هذا الصرح بعد أكبر عملية ترميم ليس في المبني فقط وإنما في نظم التعليم الموسيقي التي سوف تجعلنا إلي حد ما نسير خطوات إلي الأمام ولأننا علي هذه الصفحة نهتم بالشأن الموسيقي كان لزاما علينا أن نتتبع هذا التغيير والتجديد في الشكل والمضمون لنا السبق والانفراد في كشف النقاب عن هذا الحدث الذي به يتم إرساء قواعد عملية تعليمية ينتج عنها المؤلف والعازف الذي يحمل علي كاهله عبء التطور. معهد الكونسرفتوار تم بناؤه عام 1959 ضمن أكاديمية الفنون وكان أول عميد له المؤلف الموسيقي أبو بكر خيرت الذي كان هو أيضا المهندس المعماري الذي صمم المباني الستة التي تضمها هذه الأكاديمية والمعهد يضم حالياً حوالي 500 طالب و100 أستاذ في أقسام البيانو والنفخ والوتريات والغناء الأوبرالي بالإضافة لقسمي التأليف وموسيقي الشعوب.. المعهد يضم حاليا مبنيين الأول في المبني الجديد للأكاديمية الذي اسسه د. فوزي فهمي وسوف يخصص للمدرسة بمراحلها الثلاث الإبتدائية والإعدادية والثانوية أما المبني القديم والذي تم ترميمه فسوف يكون للمرحلة العليا "الجامعية" فقط وقد تولي عملية الترميم جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بوزارة الدفاع والكلام للمهندس رجب مرتضي مدير الإدارة الهندسية بأكاديمية الفنون .. ويضيف: المعهد يتكون من 7 أدوار تم تجديد حجرات الدرس التي كانت مصممة بالحوائط العازلة للصوت ولكن الإضافة الحقيقية كانت إعداد قاعة أبو بكر خيرت وتزويدها بكل الوسائل التقنية الحديثة لتصبح قاعة للحفلات الموسيقية ولتنفيذ مشروعات التخرج كما تم إنشاء قاعة أخري تصلح لمناقشات رسائل الماجستير والدكتوراه بالإضافة لقاعات للبروفات والتدريبات ايضا من الإنجازات إعداد المكتبة والتي تعد من أهم المكتبات الموسيقية في الشرق الأوسط وتم تجهيزها بالوسائل السمعية والبصرية. كما أن المبني تم تزويده بكل وسائل الآمان والأمن وأصبح به كافتيريات ودورات مياه حديثة ويختتم حديثه المعهد من الناحية الإنشائية يماثل كبري المعاهد في البلاد المتحضرة. تطور تعليمي هذا من ناحية المبني ولكن ماذا عن العملية التعليمية؟ الإجابة جاءت علي لسان د. محمود بيومي العميد الشاب الذي تولي منصبه منذ سنتين بالانتخاب والذي هو أيضا عازف الكمان الذي تخرج من المعهد وأكمل دراسته العليا بإنجلترا يقول: أول الإنجازات اننا بدأنا الإنفتاح علي العالم ونعقد إتفاقات بيننا وبين المعاهد المماثلة والشهيرة منها بروتوكول تعاون مع معهد سبيلويس بفنلندا وهناك تبادل طلابي وورش عمل كما نحن في طريقنا للإشتراك في رابطة كونسرفتوارات أوربا والتي تتيح لنا تبادل بيننا وبين كل معاهد الرابطة في الطلبة وأعضاء هيئة التدريس كما أن شهادتنا تعتمد في كل هذه المعاهد وايضا شاهدتهم تعتمد عندنا هذا جعلنا نطور في المناهج الدراسية من حيث ساعات التدريس ونظم المناهج حتي يكون هناك تماثل ولهذا هناك مناهج إختارية للطالب يكمل بها درجاته وهنا نعطي حرية للطالب لاختيار فرع آخر يدرسه أو نوع مختلف عما ندرسه في المنهج مثل موسيقي الجاز أو الموسيقي العربية أو الموسيقي الشعبية أو بعض علوم التأليف الموسيقي وهكذا كما أصبحت الموسيقي المعاصرة تعد من أبرز أنشطة المعهد. يشير د. بيومي أن هناك اهتماماً بالموسيقي العربية لأنه سوف يأتي إلينا طلبة من معاهد أوروبا من أجل التعرف علي موسيقانا وسوف ندخل في معهد التعليم الموازي والذي يتيح لهواة الموسيقي أن يدرسوا بشكل علمي صحيح من خلال دراسة غير نظامية وحتي تنوسع في نشر هذا التعليم الراقي والمتخصص في باقي المحافظات سوف نعطي اعتمادات لمعاهد خاصة حيث نعطيهم مناهجنا ثم يكون الامتحان النهائي عن طريقنا ومن يجتازه يحصل علي شهادة معتمدة من الكونسرفتوار. من ناحية أخري يؤكد عميد الكونسرفتوار أن هناك تعاوناً بين معظم المراكز الثقافية الأجنبية بأسلوب علمي ومن خلال خطة بمعني أننا نحدد ما ينقصنا ونستكمله من خلالهم مثل ورش التدريب والإستعانة بالخبراء أيضا هناك تعاون بيننا وبين الأوبرا منها عمل مشاريع قسم الغناء الأوبراي هناك للاستفادة من وحدات الملابس والديكور وإمكانيات المسرح. وعن المشاكل التي تواجههم يقول الكادر المالي للخبراء الأجانب الذي أصبح متواضعا ومعه لانستطيع الإستعانة بأساتذة عالميين في التخصص ولولا أن الخبراء الذين معنا ارتبطوا بمصر منذ زمن طويل لانجد في المعهد خبيراً واحداً ونحن نسعي لحل ذلك عن طريق الورش كما أن اشتراكنا في الرابطة العالمية سوف يكون هناك تبادل في الأساتذة. وعن فرق المعهد قال: وضعنا خطة لتكون الفرق لها حفلات في مواعيد منتظمة وخاصة إننا أصبح لدينا القاعات ويتم حاليا تدريب الفرق وإعادة هيكلتها حيث لدينا أوركسترا سيمفوني يقوده د. سعد باشا وكورال الشباب بقيادة مني حافظ وكورال أطفال بقيادة تحية شمس الدين وفريق الباند "النفخ والإيقاع" بقيادة طارق مهران وأوركسترا الطلائع بقيادته حيث أنني اسسته منذ هودتي من الخارج ويختتم هذا الإنجاز كفاح بدأه الرواد وكل من سبقونا ونحن نكمل المشوار مع جميع الزملاء علي أمل أن نرسي قواعد علمية علي أسس عالمية.