أنا شاب في أواخر الثلاثينيات.. من أسرة متوسطة الحال وكنت أعلم ذلك منذ صغري فجمعت بين العمل والدراسة والحمد لله تخرجت وأعمل مهندسا في شركة محترمة ولكن كنت أعيش لتصحيح الوضع المادي لأسرتي وبجانب عملي قمت بعمل مشروع خاص فكنت أعود من الشركة في اجازة لأواصل العمل في مشروعي الخاص. في مقابل ذلك نسيت انني لم أتزوج ولو كنت نويت الزواج لفعلت بعد التحاقي بالشركة بفترة قصيرة.. لكني فضلت العمل حتي أحيانا كان البيت مكانا للنوم فقط حتي أستطيع متابعة مشروعي الخاص بنفسي فمن الصعب الاعتماد علي أحد غيري في ذلك. لكن مع مرور الأيام ومقابلة الأصدقاء نجلس فنقول ان فلانا تزوج وآخر لديه أطفال.. ووو.. ثم يأتي الدور علي فأتحجج بأن النصيب لم يأت بعد وعندما يعرضون عليّ في المنزل فتاة للزواج منها لا أجد فيها مواصفات فتاة الأحلام.. فأنا أري ان تفكيري كبير وانني غير اصدقائي ولي حياتي الخاصة ولابد أن أكون متميزا في كل شيء حتي في زواجي. مع مرور الأيام تعرفت علي فتاة عربية الجنسية عن طريق "فيس بوك" وكنت أكلمها يوميا ثم صارحتني بأنها علي استعداد للزواج مني لكن شعرت بالخوف وساورتني الشكوك ان كانت قد قالت نفس الكلام لرجال غيري وبدأت أبتعد عنها ومنعت نفسي عن "النت" بسببها. في أحد الأيام رن تليفوني وجاءني صوت فتاة وكانت مكالمة خطأ فتكلمت معها باحترام ثم أغلقت ثم كلمتني مرة أخري للاعتذار عن المكالمة وعندما شعرت بالارتياح نحوي حكت لي قصتها وهي سيدة مطلقة.. نشأت بيننا صداقة وتكلمنا في كل شيء حتي الجنس علما بأنها لا ترغب في الزواج مرة أخري من أجل ابنتها. هنا تأكدت انني أجهل أشياء كثيرة في عالم الأنثي وتأكدت انه لابد لي من زوجة ولكني لا أثق في أي بنت بسهولة فأنا أري ان قلبي لابد وأن أعطيه لفتاة مثلي حتي أعطيها حبي كله علما بأنني قمت بواجبي تجاه اسرتي خاصة شقيقاتي وتزوجن جميعا. أشعر انني تائه في الدنيا علما بأنني أجلس مع رجال أعمال وأعقد صفقات والجميع يشهد بذكائي وأخلاقي وحسن تعاملي مع الناس بالإضافة إلي تديني.. فماذا أفعل. A_A القاهرة دققت في قراءة رسالتك فلم أكتشف السر في عدم ثقتك بالبنات فأنت لم تتعرض لخيانة من فتاة أو تتلقي صدمة عاطفية تجعلك تشعر بالشك والريبة.. ثم ان البيئة التي تعيش فيها بين أسرتك وأصدقائك تقدم لنا نماذج ناجحة جدا ومستقرة سواء الأصدقاء المتزوجون أو شقيقاتك المتزوجات. فلماذا الشك والريبة والحذر الشديد.. فهل تأثرت بطبيعة عملك الذي تعمدت أنا اخفاءه حتي لا يتعرف عليك المحيطون بك اذا قرأ أحدهم رسالتك.. فهل تأثرت بهذه الطبيعة أم ان تحملك لهموم كثيرة منذ صغرك تسبب في نسيانك لنفسك واهمالك لقلبك فلم تعطه حقه. عموما لن أشاركك التفكير في الماضي وأسباب ما حدث فهو قد حدث فعلا ولن يتغير.. الأهم الآن أن تنشغل بالمستقبل وهو لن يتغير كثيرا إلا اذا تغيرت أنت فأنت انسان مجتهد إذا أردت شيئا تنجح دائما في تحقيقه وتاريخك يشهد بذلك وما عليك إلا أن تريد دخول مملكة الحب. نعم إذا أردت ذلك فعلا وتخففت قليلا من مخاوفك ستجد الانسانة المناسبة وما أكثرهن.. وللشاعر الصحفي الراحل كامل الشناوي كلمة موجزة فيقول: الحب جحيم يطاق.. والحياة بدون حب نعيم لا يطاق.. فأقبل علي الحب وضع ثقتك في الله ثم اختار من يرتاح لها قلبك وعقلك الكبير. اعلم ولا تنس ان الدنيا لن تتوقف عند أحد والسنوات تمر والعمر يجري وخسارة أن تضيع منك الفرصة تلو الفرصة.. كفي تعقيدا للأمور بلا داعي وقد من الله عليك بالمركز المناسب والحالة المادية الميسورة وليس هناك سبب واحد لتأخير الزواج أكثر من ذلك.. مع تمنياتي لك بالاختيار الموفق والزواج السعيد.