دار المسنين .. قصص من الحرمان وجحود الأبناء

عيد الام هو مناسبة بسيطة جدا لتكريم الامهات يختلف في كل دولة عن الاخري وفي كل بيت دون غيره وبالرغم من كونها مناسبة جميلة يحتفل فيها الابناء البررة بامهاتهم الا انها غالبا ما تحمل زكريات مؤلمة في كثير من البيوت التي اما ان تكون قد رحلت عنها الام او ان تكون الام نفسها قد انكوي قلبها علي رحيل الزوج او احدا من فلزات اكبادها كأمهات شهداء الثورة والاحداث التي تبعتها ونوعا اخر وهو الذي يمثل قمة المأساه وهو غالبا ما يكون سببه جحود الأبناء وقسوتهم علي والديهم وطردهم من منازلهم او ابعادهم عنها ليكملوا باقي عمرهم في دار للمسنين ينتظرون پمن يدخل عليهم في مثل هذه المناسبة او في اي عيد اخر يتزكرهم بكلمه طيبة او هدية بسيطة.. و"المساء" التقت ببعض الامهات المسنات في دار جمعية مصطفي كامل الخيرية لمعرفة احوالهم.
قالت امينه مصطفي كامل 67 سنه انا ليس لي اولاد لاني لم اتزوج وضحيت بمصيري وحياتي من اجل الاعتناء بوالدتي التي ارتبطت بي وارتبطت بها ارتباطا شديدا بعد وفاة والدي وزواج اخوتي السته واقمنا سويا في منزل والدي وعندما توفت والدتي كان عمري وقتها 40 سنه فعشت پمع اخي الكبير وهو الذي كان يعولني وبعدها توفي فحدثت مشاكل بيني وبين زوجته وطردتني علي اثرها من المنزل ولم اجد الا دار المسنين لاقيم فيه الذي عوضني فيه الله عن اخوات وابناء وبنات من الموظفين والعاملين احبهم جدا ويحبوني پواضافت بان ابناء شقيقاتها هم من يسئلون عنها وان ابنة شقيقتها الكبري سوف تصطحبها للاحتفال بها خارج الدار بمناسبة عيد الام واشارت الي ان اولاد الحلال بينظموا لهم رحلات في عيد الام وشهر رمضان.. ونظيمه محمد سليمان عمرها 77 سنه قالت اقيم في الدار منذ 8 سنوات بعد ان تركت شقتي لابني الاصغر ليتزوج فيها واشارت الي انها لم تنوي الاقامه مع ابنائها لاحراجها من ازواج وزوجات اولادها واضافت بان زوجها توفي منذ 21 سنه وكان يعمل مدير خزينة المحكمة وتتقاضي معاش شهري 850 جنيه تتقاسمه هي وابنتها الارملة پوتدفع منهم 340 ايجار غرفه كامله وتنفق الباقي علي علاج قصور الشرايين واضافت بانها في اوقات كتير لاتجد قيمة الايجار واثناء حديثها استقبلت مكالمه من ابنها الاصغر كانت فاترة وبعدها انسابت دموعها علي خديها ورددت الحمد لله علي كل حال وعن عد الاستمتاع بالجلوس مع الاحفاد قالت احفادي كلهم خريجين وطلبة جامعه ومفيش حد بيزورني منهم واشارت الي انها مريضه بالقلب وبابتسامه ساخرة قالت الشيئ الوحيد في الدنيا دي حلو هو معاش الراجل ولولاه كنت اترميت في الشارع رمية الكلاب.. واضافت سعده صالح 72 سنه پانها تقيم في الدار منذ 11 سنه بعدما تركت شقتها الايجار القديم لصاحب المنزل ولم تأخز منه اي مقابل مادي لانه حرام تاخد حاجه مش من حقها علي حد قولها وقالت بعد وفاة زوجي منذ 20 عاما احسست بالوحده والفراق خاصة ان الله لم يمن علي بالاولاد ولا الاشقاء حيث كنت وحيدة والدي ولكن الله عوضني بجيراني الذين يداومون علي زيارتي حتي پمن توفي منهم فاولادهم يقومون بزيارتي.. وفي غرفه تبعد عنهم حوالي 20 متر تتخلل تلك المسافه بعض الغرف للرجال المسنين پتقيم سيده محمد ابراهيم والتي تعاني من خشونه في مفاصل الركبتين ارغمت بسببها علي الجلوس علي كرسي متحرك وبسؤالها پعن عمرها اجابت " والله يابني ما انا عارفه " وقالت العامله الخاصه بها بانها تعاني من اعراض ألزهايمر وان عمرها يقارب ال 82 سنه وبالا ستفسار منها عن زيارة اولادها لها انخرطت في البكاء وقالت متقلبشي علي المواجع واجابت العامله بانها لم تنجب ولكن اولاد اشقائها يوفرون لها جميع سبل الراحة.
.. وتكريم 9 من رائدات العمل الاجتماعي والقيادات المتميزة بالشرقية
الشرقية عبدالعاطي محمد:
كرم المستشار حسن النجار محافظ الشرقية الأمهات المثاليات علي مستوي المحافظة ومنحهن شهادات تقدير ومبالغ مالية وهن فاطمة إبراهيم السيد كعبيل وعواطف حلمي أحمد ونادية إبراهيم محمد غمري وفوزية أحمد إمام وماجدة عبدالهادي رضوان.
كما شمل التكريم 9 من رائدات العمل الاجتماعي والقيادات المتميزة في رعاية المرأة والرائدات الريفيات.
قال المحافظ إن الأم كرمها الله عز وجل وهي التي علمتنا العبادة والتوحيد والعمل والعطاء وقدمت للبشرية أروع الأمثلة وهي مصدر الحضارة والسعادة مشيداً بدور الأمهات المثاليات في بذل كل الجهد والتضحية من أجل أبنائهن رغم مرورهن بظروف قاسية ومؤلمة.