أجل تغيرنا.. في زماننا ثوابت الدنيا تغيرت.. ألفاظ كلماتنا تبدلت.. قيم نسائنا تحطمت.. حتي أشكالنا تحورت.. تارة في السيرك نحن قرود.. وتارة تسمع لنا فحيحاً.. وأخري تسمع لنا نهيقاً.. ربما عواء أو نباح.. أصواتنا تغيرت.. وأجسادنا أشباح.. كلنا أصبح منافقين.. لا حق يردعنا ولا دين.. ألوان الطيف علي الوجوه وشاح.. والكذب في أوطاننا مباح.. وعقوق الوالدين تاجنا.. فالنجع لم يعد النجع... وأشجار التين والزيتون ضنت بما خلقت له.. الحادي كف عن الحداء.. الكل انشغل بالكل والضحية نجع كان بالأمس مضرب المثل في الأمن والأمان والحب والتعاون وأصبح الكل يصارع الكل علي ماذا لا أحد يدري؟؟ ولكن الكل لديه القناعة انه علي حق.. ومع انشغال سكان النجع بتطاحناتهم ومصارعاتهم ومهاتراتهم لم يدركوا مغبة الخطر الذي قرب من نجعهم أو كاد فقد هب الإعصار وحرك بحراً من الرمال التي تتحرك بسرعة لإغراق النجع في غفلة من المتصارعين الذين غابوا عن الوعي ولم يدركوا أن طوفانا قد حل عليهم ليغرقهم وهم علي خلاف ولا يدركون حجم الخطر المحدق بهم.. خطر قد يضر بكل سكان النجع دون تمييز.. صغيرهم وكبيرهم لأنهم يعيشون علي بقعة واحدة من الأرض ويتنفسون نفس الهواء ويرتوون من بئر ماء واحد ولكنم غيبهم الشقاق حتي اشرفوا علي حافة الاندثار تحت رمال الإعصار دون أن يدرو.. أو يفيقوا من ثمالة الخلاف. فأيا سكان النجع ألا انتبهتم بأن الماء أوشك أن ينضب وإن زرعكم كاد أن يجف وإن وجوهكم لم تعد وجوهكم وأنكم تبدلتم وتحورتم وفرطم في وحدتكم بلا طائل.. دعوتي إليكم إن انتبهوا فطوفان الشقاق لن يرحم أحداً وحافظوا بل وأعيدوا لنجعلكم الأمان.. واعلموا أن هناك عدواً من خلف التل يريد لكم الهلاك.. ورغم ماتحمله نفسي من هموم للنجع الذي كان أراني مشدوداً لمخاطبة أمي بمناسبة عيدها رغم أنها فارقتني وأنا مازلت في مهدي لأقول لها يا أمي تعقدت الحياة.. وبلغ مني الكبر.. وشاب الشعر.. وجف الشعر.. وأصبحت عجوزاً عجوزاً بهم الزمان.. وأفعال البلهاء ومطالب الأبناء.. أصبحت كهلاً قبل الأوان.. يا أمي مازلت اذكر دقات قلبك.. مازال نبضك في عروقي.. مازلت أنت تمثال طهري.. ورغم الخطايا ورغم الذنوب.. مازلت أنت فوق الذنوب.. مازال حضنك شوقي.. مازال نصحك دربي.. مازال احتياجي إليك كطفل صغير مدلل.. وكلا وألف كلا.. لن أنساك يوماً يا أمي. همسة رب دهر بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه.