أتون الأحداث مستعر .. ونار الخلاف تلتهم كل ما حولها وتمتد .. الكل علي خلاف والغاية لم تعد واحدة والبلد يضيع .. سنوات الكبت والحرمان حولت البعض إلي مدمني كلام وحديث ولغو ولا أحد ينظر إلي صالح عام فالكل يريد الزعامة والمنصب ولا أحد ينظر لصالح الوطن .. والتخوين أصبح من الأمور المباحة لكل من يريد فمن يخالفني الرأي متآمر ويعمل لحساب أجندة خارجية ولا احد يعطي لنفسه مجرد فرصة ولو لبرهة ليحلل الواقع ليدرك الحقيقة بأن سفينة الوطن اصابها العطب وهي في مواجهة أمواج عاتية وأنواء قاسية ورعد وبرق ومد وجزر وقراصنة متربصين بالصيد الثمين الذي سيحقق لهم مآربهم بأيدي أبناء الوطن المغيبين. صرخة أطلقها لنفيق ونخرج من غيابات جب الضياع الذي كاد يفتك بنا ويومها لن يفرق بين أحد فجميعنا في قارب واحد ولن ينج أحد من الطوفان .. إن الأوضاع الاقتصادية للبلاد متردية وتكاد تصل إلي حد الكارثة أن لم تكن قد وصلت بالفعل ولا أحد يتحرك ولا أحد يعير ذلك أدني اهتمام .. والوضع جد خطير ان لم ندرك الآن وفوراً أننا هالكون لذلك لابد من نبذ الخلافات والايديولوجيات والمعتقدات والتفاهات ونضع اليد في اليد بصفاء قلب ونقاء سريرة وأن نجنب الأنا لنحافظ لبلدنا علي تاريخها الذي تلتهمه نار الشقاق. أن هؤلاء المتصارعين في الحلبة المتكالبين علي الغنائم يغرقون البلاد في أعاصير الفرقة والشقاق والنتائج معروفة لأنه حين يكون الخلاف غاية وحين يكثر الكلام يربو الخطأ وتزداد هوة الشقاق وتكون النتائج وخيمة .. إن الاوضاع التي تعيشها مصر الآن قد تكون طبيعية لاي شعب بعد قيام الثورة ولكن غير الطبيعي هذه الحالة من الانفلات والتعالي ومحاولة فرض الرأي بالقوة غير المشروعة .. يا هؤلاء إن مصر بلد عظيم له مؤسساته وله مكانته فأتركوا لكل جهة مسئولياتها ولا تكونوا الدبة التي قتلت صاحبها حبا .. فالوطن معتل والبدن مريض وخلاف الأطباء في تشخيص العلاج لن يجني ثماره إلا المريض. اجتمعوا علي كلمة سواء يكون صالح البلاد تاجها وجنبونا الشقاق يرحمكم الله فنحن لم نعد نطيق الشقاق والخلاف واحفظوا للدولة هيبتها وكرامتها وكفي صغائر وضغائن. همسة : لا يبلغ الأعداء من جاهل ما يبلغ الجاهل من نفسه