يبدو أن التليفزيون المصري هو الوحيد الذي لم يشعر حتي الآن بقيام ثورة يناير و"خلع" مبارك.. وإلا.. لماذا يمنع عرض مجموعة من الأفلام السينمائية "الوطنية" التي تكشف وتندد بما ينتشر في المجتمع في العهد البائد من اهمال وسلبيات ومعاناة من المنظومة الحاكمة لأكثر من 30 عاماً. هذه الأفلام صورت قاع المجتمع المزدحم بالفقر والذل والانكسار وفقدان التكافل الاجتماعي.. وأكثر من ذلك تنبأت بأحداث الثورة. وصدق أو لا تصدق.. هذه النوعية من الأفلام تم منع بعضها تماما من العرض لجرأتها السياسية.. والبعض الآخر يعرض علي فترات متباعدة جدا.. بخلاف أحد الأفلام لم يعرض منذ أكثر من 30 سنة! تعالوا نتعرف علي بعض هذه الأفلام الممنوعة من العرض علي شاشة التليفزيون الوطني! * وداع في الفجر: إنتاج عام ..1965 اخراج حسن الإمام ويدور حول "طيار" يفقد في الحرب.. بطولة كمال الشناوي وشادية وسراج منير ويحيي شاهين وعبدالمنعم إبراهيم.. وتصوروا أن منع عرض هذا الفيلم حتي الآن علي شاشة التليفزيون بسبب ظهور الرئيس "المخلوع حسني مبارك" في مشهدين داخل قاعدة جوية يوجه ضباطه لتنفيذ احدي العمليات باعتباره قائد سرب طيران.. وبالطبع.. طوال فترة رئاسته صدرت التعليمات بعدم عرضه.. ومازالت هذه التعليمات مستمرة! * المذنبون: إنتاج عام 1976 اخراج سعيد مرزوق عن قصة لنجيب محفوظ تدور حول فنانة تعمل مع مراكز القوي وتقوم بتربيطات بين كل عناصر الانحراف في المجتمع.. وهو بطولة سهير رمزي وحسين فهمي. * البداية: إنتاج عم 1986 اخراج صلاح أبوسيف.. بطولة أحمد زكي وجميل راتب وصفية العمري وحمدي أحمد وصبري عبدالمنعم وسعاد نصر وتدور أحداثه حول تفجير احدي الطائرات بعد أن تسقط في الصحراء ويفاجأ ركابها الناجون بوجودهم في واحة ويحاول أحدهم "جميل راتب" ممارسة سيطرته واستبداده. * وراء الشمس: إنتاج 1987 قصة زميلنا في "المساء" الراحل حسن محسب واخراج محمد راضي ويتناول انحرافات مراكز القوي وتعذيب المسجونين بطولة نادية لطفي ورشدي أباظة وشكري سرحان. * زائر الفجر: اخراج ممدوح شكري عن رجال أمن الدولة الذين كانوا يختارون الفجر كموعد لاعتقال السياسيين.. بطولة ماجدة الخطيب وعزت العلايلي. * ناجي العلي: إنتاج ..1991 قصة بشير الديك واخراج عاطف الطيب بطولة نور الشريف وهو عن حياة رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي الذي اغتيل في العاصمة البريطانية لندن. * حائط البطولات: إنتاج عام 1998 قطاع الإنتاج بالتليفزيون بالاشتراك مع الدكتور عادل حسني عن قصة لإبراهيم رشاد.. يروي من خلالها الدور البطولي لقوات الدفاع الجوي قبل وأثناء حرب أكتوبر 1973 بطولة محمود ياسين ونور الشريف وفاروق الفيشاوي وخالد النبوي وحنان ترك وعايدة عبدالعزيز ومجدي كامل وندي بسيوني.. ونكرر السؤال: لماذا لم يتم عرض هذا الفيلم خاصة بعد زوال أسباب المنع خلال فترة حكم الرئيس المخلوع الذي كان يري انه هو الوحيد رمز القوة والانتصار في حرب أكتوبر! وأفلام أخري مثل: "لاشين" إنتاج عام 1938 و"أسياد وعبيد" لمحمود ياسين وحسين فهمي و"احنا بتوع الأتوبيس" لعادل إمام وعبدالمنعم مدبولي واسعاد يونس ومشيرة اسماعيل وعقيلة راتب و"عايز حقي" لهاني رمزي و"ظاظا" و"جواز بقرار جمهوري" لطلعت زكريا. هذه الأفلام وغيرها من إبداع الأسرة السينمائية المصرية التي عاني معظمها من العصر البائد.. هل ينصفهم جهابذة ماسبيرو الذين تولوا قيادة التليفزيون بعد ثورة يناير ويقومون بالافراج عنها والسماح بعرضها؟