أكد الدكتور مدحت مختار رئيس الهيئة العامة للاستشعار عن بعد أن زيادة ميزانية وزارة البحث العلمي إلي 290% أدي إلي دعم الهيئة ومساعدتها علي إعداد الدراسات والاستكشافات التي تحمل الخير والنماء لمصر فتم اكتشاف خزان مياه جوفية بإدفو يساهم في زراعة مليون ونصف المليون فدان واكتشاف ثروات معدنية في سيناء والتنبؤ بالكوارث مبكراً بالإضافة إلي انشاء البوابة الإلكترونية للبنية التحتية لمصر وغيرها من بشائر الخير في حواره للعدد الأسبوعي. * ما هي أهم المهام التي تقوم بها الهيئة؟ ** إنشاء الهيئة يعتبر قراراً حكيماً وهي كيان ليس له مثيل بالدولة حث تضم كافة الهيئات المعنية بالتنمية علي مستوي الدولة وبهدف إدارة عجلة التنمية بالاسلوب العلمي اعتماداً علي أحدث تكنولوجيا بتطبيقات الاستشعار عن بعد واكتشاف موارد التنمية في باطن الأرض وتوطينها بالدولة وقامت الهيئة بكامل دورها في بداية التسعينيات عندما تلقت الدعم الكافي وإنشاء علي أثرها وحدة معلومات جغرافية تجمع المعلومات عن طريق التصوير بالأقمار الصناعية والتصوير الجوي في إعداد المشروعات.. ولكن نتيجة ضعف الموازنة فاق العالم المتقدم في استخدام التكنولوجيا المتقدمة متمثلة في تطبيقات الرادار بالليزر والتصوير الطائفي والحراري واستطاع أن يحدث طفرة في استكشاف ما في باطن الأرض وفي الأماكن التي يصعب الوصول إليها. * وماذا عن ميزانية الهيئة في الموازنة الجديدة؟ ** أمر الرئيس مرسي بزيادة ميزانية البحث العلمي 290% وهذا ساعد علي أن نبدأ في إجراء الدراسات لتدارك القصور خلال السنوات الماضية وبالفعل جار إعداد معامل وامكانيات التصوير بالهيئة لتوطين تلك التكنولوجيا وهذا يعتبر تحديا جديداً للهيئة للقيام بدورها لإحداث طفرة في التنمية من خلال التصوير الطيفي والتحديد الدقيق لطبيعة الموارد بالإضافة إلي رصد الملوثات والزراعات والمياه وكل ما هو علي وجه الأرض. * وماذا عن آخر الدراسات التي تقوم بها الهيئة؟ ** قامت الهيئة مؤخراً بإجراء دراسات استكشافية علي الثروة المعدنية في جنوب شرق البلاد باستخدام طائرة التصوير المزودة بأحدث كاميرات في العالم بالإضافة إلي أن الهيئة تقوم الآن بدراسات مشتركة مع وزارة الصحة والخدمات البيطرية لمحاصرة ورصد نواقل الأمراض مثل البعوض والناموس ومجابهة خطر الجراد وانتشار الأمراض الوبائية التي تداهم البلاد من جهة الجنوب.. إلي جانب دور الهيئة في التنبؤ بالكوارث والسيول والانهيارات الصخرية والانزلاقات الأرضية وهذا يتطلب ضرورة تفهم جميع أجهزة الدولة للتعاون المشترك لمواجهة الأخطار المتوقعة التي رصدتها الهيئة. بوابة إلكترونية * آخر انجازات الهيئة التي تبشر بالخير؟ ** سيتم الانتهاء من انشاء البوابة الإلكترونية للبنية التحتية المصرية في يوليو القادم محاولة لالحاق بالمبادرة الدولية والإقليمية لانشاء البوابة الإلكترونية للبلاد العربية والتي لم تستطع مصر المشاركة فيها أو الاستفادة منها ولهذا بدأت الهيئة منذ عامين في إنشاء البوابة الإلكترونية المصرية والتي توفر لجميع المسئولين المعلومات والاطلاع والتعرف علي بيانات التنمية لمساعدة متخذي القرار والأجهزة التنفيذية دون الحاجة لمجهودات. هذه البوابة توفر المعلومات المتكاملة دون تناقص أو تناقض وسيتم افتتاح تلك البوابة قريباً ليبدأ التطبيق الفعلي للدراسات التي تمتلكها الهيئة خاصة عن شمال وجنوبسيناء مما يساعد في خروجها إلي النور بدلاً من أن تظل حبيسة الأدراج. كما أن هناك دراسة مهمة عن منطقة إدفو تحمل بشائر الخير وذلك بالتعاون مع جامعة قناة السويس وجامعة بوسطن بأمريكا حيث تم اكتشاف خزان ضخم للمياه الجوفية في منطقة درب الجلابة وهي أحد أفرع محور التنمية التي أشار لها العالم فاروق الباز وهذا الخزان يساهم في زراعة مليون ونصف المليون فدان قابلة للزراعة... والمشكلة في هذه المنطقة كانت توصي برفع مياه النهر لدي هذه المنطقة ولكن توقف بسبب التكلفة الباهظة وبالتالي فيمكن حل الأزمة باكتشاف هذا الخزان العملاق لزراعة مساحات تعوض ما تم استقطاعه والتعدي عليه وتحولها إلي مبان وبالتالي يساهم في ضخ الغذاء خاصة أن المنطقة من أجود الأراضي الزراعية. ثروت سيناء * وماذا عن التنمية في سيناء؟ ** الهيئة تقدم دراسة متكاملة لاستخدام الأراضي في سيناء تشمل المياه والثروة المعدنية والتربة والزراعة والبيئة والتخطيط العمراني والسياحة والتنمية الشاملة لسيناء.. ومن خلال هذه الدراسة اكتشفنا ثروات معدنية ممتدة في باطن الأرض بالإضافة إلي أن الساحل الشمالي يحمل الخير والثراء للبلاد لأنه يحمل ثروات معدنية وتنمية زراعية وامتداداً عمرانياً وهي من أكثر المناطق الجاذبة للاستثمار بل ينقصها التخطيط الصحيح لاستثمارها. * هناك بيانات جديدة عن انخفاض الدلتا تؤكد عدم غرقها ما صحة هذه البيانات؟ ** جامعة الإسكندرية ومدينة الأبحاث العلمية ببرج العرب بالتعاون مع الهيئة تؤكد دراساتها الحديثة تقليل الصورة المخيفة لانخفاض مستوي الدلتا فإن الصورة ليست قاتمة حيث اتضحت الأماكن المحتمل إغراقها في حال ثبوت صحة ارتفاع مستوي سطح البحر وتبين أن أكثر المناطق عرضة للغرق غرب الإسكندرية وشرق بورسعيد والهيئة تقوم بالتقييم الحقيقي من خلال صور الأقمار الصناعية بمجس الترمتير تقيس مستويات التربة بالنسبة لسطح البحر وهي انخفاض ضعيف جداً خاصة أن منظمة تغير المناخ بقطر أكدت في تقريرها عام 2011 أن الخطورة علي الدلتا ضعيفة جداً لأن مستوي ارتفاع الطريق الساحلي بموازاة خط الشاطئ في الدلتا 6 أمتار وهذا يؤكد أن احتمالات غرق الدلتا كما يطلق البعض غير دقيق وهذا يتفق مع وثائق الهيئة بالإضافة إلي أن حركة القشرة الأرضية بطيئة جداً وليست بالصورة التي كانت من قبل. * هل هناك دراسات عن حجم التلوث؟ ** هناك تصوير يوضح درجات التلوث في الجو والنيل والبحيرات ويمكن معرفة درجة التلوث بالمبيدات في التربة عن طريق التصوير الطبقي بالإضافة إلي التلوث في البحيرات الذي دمر الثروة السمكية والتي وصل إلي 10% عما كانت عليه منذ 10 سنوات ولهذا قامت الهيئة بعمل بروتوكول مع الثروة السمكية علي أن تقوم بإجراء ثلاثة مشروعات قومية بهدف الحد من التعديات علي البحيرات المصرية وإنتاج خرائط معتمدة من الجهات المختصة بحدود البحيرات ومنع التعديات علي هذه البحيرات.. والمشروع الثاني بناء نظام معلوماتي بالمشاركة مع وزارة الاتصالات لبناء وحدات معلومات مميكنة في جميع مناطق الثروة السمكية بهدف تنمية وزيادة المخزون السمكي في مصر. أما المشروع الثالث إنتاج خريطة استثمارية للاستزاع السمكي خاصة أن الصحراء الشرقية وبعض المناطق في الصحراء الغربيةوسيناء واعدة بمشروعات الاستزراع ويتوقع زيادة الاستزراع في هذه المناطق من 600 ألف طن إلي مليون طن. مشيراً إلي أن بحيرة المنزلة من أكثر البحيرات تلوثاً حيث تصب فيها 10 مصارف ببحر البقر 5.9 مليون لتر مكعب من الملوثات وبمجهودات عديدة أدي إلي تحسن طفيف. القمر المصري * برنامج الفضاء المصري وعلاقته بالتنمية؟ ** الدولة اهتمت بتكنولوجيا الفضاء وقامت بتدعيم البرنامج المصري بهدف امتلاك تكنولوجيا التصنيع لخدمة المخططات التنموية بالدولة وهذا الاتجاه من شأنه إعادة مصر لوزنها الحقيقي بمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا وهذا ما حدث مع دول أخري مثل الصين والهند حيث أصبح الوضع السياسي لهما بقدر ما أصبح ما يمتلكونه في الفضاء وقد بدأ البرنامج المصري اعتماداًَ مع وكالة الفضاء الإقليمية وبالتعاون مع الجانب الأوكراني وقد حقق البرنامج نجاحات بتكلفة 15 مليون دولار تقريباً في الفترة السابقة وفيها تم إعداد كوادر ولكن توقف دعم الدولة لهذا البرنامج أدي لهروب الكوادر ولكن بعد زيادة موازنة البحث العلمي بنسبة 290% في موازنة 2013 بدأ البرنامج في استعادة الكوادر لتنفيذ استراتيجية الدولة في برنامج الفضاء وتعويض سنوات التوقف والبدء في مشروع القمر الصناعي المصري سات 2 بإدارة وخبرات مصرية وقد بدأنا في تنفيذ المرحلة الأولي والتصميم بفريق عمل مصري وهذا يثبت أن مصر قادرة علي العمل بروح الفريق بدون إدارة أجنبية ولكن لن يتم انجاز المرحلة القادمة بدون التكامل مع الجهات البحثية والأكاديمية والتصنيعية بالإضافة إلي أن دور الشريك الأجنبي لن يكون إلا بعد الانتهاء من مراحل التصميم والتي تستغرق سنة ونصف السنة من الآن ليكون دوره محصوراً في مراجعة واعتماد ما تم تنفيذه ونسعي لاستكمال البنية التحتية للبرنامج ليتم في مصر ومن المتوقع انتهاء القمر سات 2 في منتصف 2015 بهدف امتلاك تكنولوجيا مصرية ودعم الخطط التنموية بالدولة بالإضافة إلي الاندماج في وكالة الفضاء الافريقية وهناك دول جنوب افريقيا ونيجيريا لهما دور ريادي قوي علي الساحة وتليهما الجزائر وكينيا وهناك طموحات كبيرة للدول الافريقية في امتلاك تكنولوجيا الفضاء التي كنا مغيبين عنها لفترات طويلة وجار التنسيق مع الجهات المعنية بالدولة لتحديد دور وأهداف مصر في هذه الوكالة ولهذا نحن في سباق مع الزمن للنهوض ببرنامج الفضاء المصري والتعاون مع الدول الافريقية للقيام بدور قيادي علي مستوي القارة في هذا المجال ولكن الحذر الشديد من الجانب المصري أن يزيد في التأخير.