تترقب جماهير بورسعيد بقلوب قلقة جلسة النطق بالحكم غدا علي المحبوسين احتياطياً من أبناء بورسعيد المتهمين في القضية المعروفة بمذبحة النادي المصري في أول فبراير من العام الماضي والذي راح ضحيتها 72 شاباً ويخيم علي المدينة وعلي أسر المحبوسين جو من القلق والتوتر والمحبوسين حيث ينتظرون حكماً عادلاً غير مسيس علي حد قولهم. ومن ناحية أخري منحت هيئة قناة السويس ومصانع الاستثمار للعاملين فيها اجازة رسمية غدا تحسباً لأي مظاهرات أو عنف جراء أي أحكام غير مرضية لشعب بورسعيد خاصة ان المودعين بالسجن بينهم 9 من ضباط الشرطة منهم مدير الأمن الأسبق وثلاثة من قيادات النادي المصري منهم اللواء محسن شتا مدير عام النادي المصري. ونحسبا للمخاطر التي قد تقع في أعقاب الحكم كما حدث يوم 26 يناير الماضي فقد أعطت الترسانة البحرية ببورفؤاد التابعة لهيئة قناة السويس اجازة لجميع العاملين بها اليوم وغدا. وأغلقت مجموعة من شباب الألتراس وبعض الغاضبين الطريق المؤدي إلي شركة قناة السويس للحاويات شرق التفريعة باحراق مجموعة من الأشجار مما أدي إلي عدم وصول العاملين فيها وعددهم قرابة ألفي عامل وموظف في كل وردية مما أحدث تكدسا علي أرصفة تراسي السفن. وفي سياق متصل ازدحمت المخابز والأسواق بأبناء بورسعيد الذين يقومون بشراء احتياجاتهم تحسباً لأي شيء يؤدي إلي إغلاق المخابز أو الأسواق أو قطع الإمداد. وعلي صعيد الاشتباكات والمناوشات اليومية بين أبناء بورسعيد وقوات الشرطة في المنطقة المحيطة بمديرية الأمن وديوان عام المحافظة شهدت المنطق هدوءا حذرا بعد ان نجح بعض العقلاء في عمل لقاء يضم بعض الشباب والناشطين مع بعض ضباط الشرطة والجنود في محاولة للتهدئة والتوصل معا إلي هدنة إلا ان الاتفاق سرعان ما تبخر وتجددت بعده الاشتباكات بين الطرفين في محيط مديرية الأمن حيث يقوم جنود الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع من وقت لآخر. أكد الدكتور حلمي العفني مدير عام الشئون الصحية ان أمس انخفضت أعداد المصابين حيث سجلت البيانات إصابة 37 مواطناً بورسعيديا منهم 20 بالاختناق و17 إصابات بطلقات الخرطوش و6 مواطنين ما بين جروح قطعية جراء القذف بالطوب والحجارة أو الكدمات والسحجات بينما احرق المتظاهرون 8 إطارات من الكوتش في الميدان. كان المتظاهرون قد اقتحموا صباح أمس المنطقة العامة للاستثمار ببورسعيد بعد فشل محاولتهم منع دخول العاملين لمصانع الملابس الجاهزة وطلبوا من العاملين الانضمام إلي صفوفهم لمواجهة الداخلية وجنود الأمن المركزي المرابطين بمحيط مديرية أمن بورسعيد. انطلق المتظاهرون بمسيرة داخل منطقة الاستثمار يدعون العاملين من الشباب والفتيات والنساء داخل 29 مصنعا للانضمام إليهم للتوجه إلي مديرية الأمن لاجبار قوات الأمن المركزي علي الانسحاب وتسليم مديرية الأمن لقوات الجيش الثاني الميداني. قطع عدد من المتظاهرين الطريق الرئيسي لشارع محمد علي المتجه لمنطقة الاستثمار ومنفذي الرسوة والنصر الجمركي لإصابة الطريق الرئيسي بالشلل التام.