خلال الفترة القادمة وبعد رحيل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن البلاد هناك شخصيات معارضة عديدة يتوقع لها المراقبون ان تبرز علي الساحة السياسية في تونس خلال الفترة المقبلة وبعض هذه الشخصيات شاركت بالفعل في حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية التي تشكلت هناك للاعداد للانتخابات وبعضها ظل خارج تلك الحكومة ويأتي في مقدمة تلك الشخصيات المعارضة نجيب الشيبي مؤسس الحزب الاشتراكي التقدمي عام 1980 والذي عين وزيراً للتنمية الإقليمية في الحكومة الجديدة كان واحداً من أشد منتقدي نظام حكم بن علي وبينما اختار عدد كبير من المعارضين مغادرة تونس إلي المنافي الاختيارية "فرنسا في الغالب" فقد أصر الشيبي علي البقاء في تونس مما عرضه لتحرشات عديدة من جانب السلطات فضلاً عن الهجوم المستمر عليه من جانب وسائل الإعلام الحكومية وقد ظل رئيساً للحزب حتي عام 2006 عندما تنحي عن الرئاسة تطبيقا للديمقراطية التي كان ينادي بها وفي عام 2006 تم استبعاده من ترشيحات الرئاسة لأنه ليس رئيساً لحزب ويكاد الشيبي ان يكون غير معروف إلا في أوساط المثقفين ونشطاء المعارضة. ويأتي بعد ذلك أحمد إبراهيم زعيم حزب التجديد المعارض "الشيوعي سابقاً" الذي عين وزيراً للتعليم العالي بقي إبراهيم في تونس أيضاً ولم يغادرها ويتوجه هذا الحزب أساساً إلي جماهير الشباب التونسي مما جعله يتعرض لمضايقات عديدة من السلطات في أعمال العنف الأخيرة بتهمة التحريض عليها كما تم استبعاد مرشحه محمد علي حلواني من انتخابات الرئاسة عام 2004 التي فاز بها بن علي وهو يحتل حالياً ثلاثة مقاعد برلمانية فقط. ومن الشخصيات المعارضة التي لم تدخل الوزارة رجل الدين المعروف راشد الغنوشي الذي غادر تونس إلي منفاه الاختياري في لندن منذ تولي بن علي الحكم عام 1987 ولا يزال الغنوشي في لندن حتي كتابة هذه السطور وان كان قد أدلي بتصريحات حول اعتزامه العودة إلي تونس وكان الغنوشي قد أسس حركة ذات اتجاه اسلامي باسم النهضة حظرتها الحكومة في مطلع التسعينيات بتهمة محاولة الاطاحة بالنظام العلماني في تونس وقد اعتقلت المئات من أعضائها وقدمتهم للمحاكمة بينما فر المئات إلي خارج تونس. ويردد الغنوشي دائماً ان التعدد الحزبي أمر لا يرفضه الاسلام ومن غير الواضح ما إذا كانت حركة النهضة سوف تستطيع خوض الانتخابات القادمة في ظل القانون التونسي الذي يحظر الأحزاب ذات الأسس الدينية. ولم يدخل الحكومة أيضاً المنصف المرزوقي الزعيم السابق لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعروف باتجاهاته اليسارية والمحظور في تونس منذ 2002 وهو يتهم أحزاب المعارضة التي فازت بمقاعد في البرلمان التونسي بأنها أحزاب مستأنسة لم تقدم شيئاً للشعب التونسي. وكانت للمرزوقي علاقات بعض الوقت بأحزاب إسلامية رغم ما يعلنه من الاتجاه العلماني لحزبه وقد عاد المرزوقي بالفعل من باريس التي أقام فيها لعدة سنوات كان يدير خلالها الحزب من هناك.