في اتصال تليفوني جاءني صوتها همساً بالكاد أسمعه. ولكنها سريعاً ما تماسكت وبدأت تتكلم بطلاقة. فاستمعت إلي قصتها وأنا لا أتوقف عن الإندهاش من كل جملة تضيفها! قالت: عمري 19 سنة. ذهبت إلي الجامعة لكني لم أواصل المشوار فيها لظروف خاصة.. منذ 3 سنوات تعرفت علي شاب وبدأت بيننا صداقة. سريعاً ما تحولت إلي مباديء حب.. ثم تقدم للارتباط بي.. وبصراحة كنت حائرة أوافق أم أرفض. لم أكن أحبه الحب الذي يجعلني أتمسك به وأري حياتي فيه.. كما انني لم أكن أكرهه لدرجة انني أرفضه.. لاحظت بعض العيوب فيه. وقلت انني سأقضي عليها بعد ارتباطنا وزيادة مساحة التعارف.. المهم انني وافقت وتمت الخطبة. لكن رغم ذلك بقي الحال علي ما هو عليه. فلم تتطور علاقتنا إلي الأفضل واستمرت "اللخبطة" ووسط هذه الحالة الرمادية تعرفت علي الآخر.. رجل متزوج ولديه أولاد. علماً بأنه في منتصف العشرينيات. وكان يعاني من مشاكل كبيرة مع زوجته. اقتربت منه.. أحببته.. عشقته. وأصبحت لا أستطيع الاستغناء عنه.. معه شعرت أن لي قلباً وانه الإنسان الذي يشعرني بوجودي.. وقفت بجواره في محنته وعوضني عن خطيبي الذي فشل في اقتحام قلبي.. ثم حدثت مشكلة.. خلافات بين أسرتي وأسرة خطيبي.. استغليت الفرصة وفسخت الخطبة. أما من أحبه فجلس مع أحد أقاربي ليثبت حسن نيته. فنصحنا قريبي بإنهاء العلاقة فوراً. خوفاً عليَّ. وحرصاً علي أسرته.. وبالفعل انقطعت علاقتنا بعد فترة وأخبرني أنه يحبني. لكن هذا هو صوت العقل. شعرت بضيق ثم حدثت ظروف وعدت إلي خطيبي مرة ثانية. وإن كانت المشاعر لم تتغير.. ثم سافر خطيبي للعمل خارج مصر. والمفروض ان زواجنا محدد له بعد شهور من الآن.. وفجأة ظهر في حياتي من جديد الرجل المتزوج ليخبرني بأنه عاد إلي زوجته من أجل أولاده.. لكنه لم يتوقف عن حبي يوماً واحداً. موعد الزواج اقترب.. وأنا لا أشعر بخطيبي ولم أنجح في تغيير صفاته السيئة رغم محاولاتي. وأحب هذا الرجل وحائرة ولا أدري ماذا أفعل؟ م . ز الإسكندرية ** انتهي دور الفتاة في الكلام وجاء دوري فحاولت اختيار كلماتي بشيء من الهدوء. فقلت لها: مشكلتك تنقسم إلي جزءين. أما الجزء الأول وهو علاقتك بخطيبك فهي مشكلة طبيعية. وإن كنت أنت سبباً فيها.. نعم كان يمكنك رفضه أو رفض العودة إليه بعد فسخ الخطبة. لكنك حائرة تائهة لا تعلمين ما تريدين. أما الجزء الثاني غير الطبيعي ولا المنطقي لا يقبل به عاقل فهو حبك لهذا الرجل المتزوج والأب.. هو حب تجاوز حدود الأدب.. هو خيانة منك لنفسك ولخطيبك ولأسرتك أيضاً.. هو حب بلا هدف ولا ميزة ولا خير. رجل يعاني من مشاكل أسرية مع زوجته يجد أمامه فتاة صغيرة تسلمه قلبها فيتسلي بها ومعها!! لم أسمه حباً اقتناعاً مني وإنما مجاراة لك في حكايتك. أما اسمه الحقيقي فهو علاقة خاطئة يجب أن تتوقف فوراً بعيداً عن أحوالك مع خطيبك.. نعم يجب أن تفيقي من الغفوة وتنهي صلتك به. ولكن بشكل تام هذه المرة وبلا عودة إليه مهما حاول وسعي خلفك.. اقطعي صلتك به فوراً. وحافظي علي ما بقي من كرامتك واحترامك لنفسك وأهلك أيضاً.. أما خطيبك. الذي واضح أنه يحبك بكل كيانه. وإن كان لا يجيد التعبير عن مشاعره. لكنه يصل الليل بالنهار ويجتهد ما استطاع ويتحمل وجع الغربة من أجل تدبير نفقات الزواج. ليحقق حلمه الذي يسعي وراءه طوال 3 سنوات. ** أنت أمام اختيارين. فإما أن تستمري في علاقة خاسرة لن تصل بك إلي شيء سوي مزيد من الحيرة والتوتر وأيضاً تفقدك الكثير والكثير من احترام الآخرين لك كما انها تمس سمعتك وتقحمك في مشكلات عدة أنت في غني عنها. أما الاختيار الثاني فهو حب أصيل يشرفك ويرفع من قدرك معه شاب يحبك كما أنه بالتأكيد تحملين له ولو قليلا من الحب. وهذا القليل يكفي لبداية جيدة.. نعم هي علاقة محترمة يعلم بها الجميع وتصل بك إلي ارتداء الفستان الأبيض والطرحة.. وتعيد لك كبرياءك وحياتك.. والاختيار بين الطريقين لن يكون صعباً.. مع تمنياتي لك بالتوفيق والاستقرار.