فساد الذمم والأخلاق.. بالمصري.. والأفريقي أيضاً!! يبدو أن أمس كان يوم فساد الذمم والأخلاق.. هنا في مصر.. وفي أفريقيا كذلك. إنه الانطباع الذي خرجت به من أربع وقائع تزامنت وتنوعت مصادرها ومفرداتها. وإليكم.. التفاصيل. *** * هذه ليست المرة الأولي التي يهاجم فيها الإخوان د. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية. هاجموه منذ أسبوعين علي تصريحات لم يدل بها.. واتهموه ظلماً وعدواناً بأنه ضد الشريعة الإسلامية.. لأغراض انتخابية. وبالأمس.. هاجموه ثانية - ولن تكون الأخيرة - لأنه وصف جماعة الإخوان بأنها "محظورة" وبأنها لن تحصل علي 88 مقعداً كما حدث في 2005. وقالوا إنه كلام غير قانوني يصدر من رجل قانون ويعني أن الانتخابات سيتم تزويرها!! وأرد عليهم بالآتي: أولاً.. الكلام قانوني مائة في المائة.. لأنه "مفيش حاجة في القانون اسمها جماعة الإخوان".. بل توجد "جماعة محظورة" - بحكم القانون - اسمها جماعة الإخوان. هذا يعني بالفعل أن أي مرشح سيرفع لافتة تقول إنه إخواني أو عليها شعار الإخوان أو أي شعار ديني سيتم شطبه.. وبحكم القانون أيضاً. ثانياً.. بالمنطق فإن الإخوان حقيقة لن يحصلوا علي عدد مقاعد 2005 ليس لأن الانتخابات ستزور.. ولكن لأن ممارساتهم كنواب تحت القبة كانت دون المستوي وكشفوا أنفسهم وفضحوا نياتهم الخبيثة بأنفسهم للناس كافة. ثالثاً.. أن الناخبين عندما اختاروا 88 إخوانياً لم يكن ذلك حباً فيهم كما يروجون بل معارضة للحزب الوطني. رابعاً.. اتهامهم للدكتور شهاب يعني أن انتخابات 2005 لم تزور.. رغم أنهم صدعونا بأنها مزورة. إن فساد الذمم عشش واستوطن في عقول ونفوس الإخوان.. ولا أعتقد أبداً أنهم سيتوقفون عن ترديد نغمة تزوير الانتخابات.. إلا إذا سقط الحزب الوطني وفازوا هم بالأغلبية.. وهذا هو المستحيل الرابع. *** * لا يهمني من قريب أو بعيد أن يعود أو لا يعود إبراهيم عيسي لرئاسة تحرير جريدة الدستور.. ونفس الشئ بالنسبة لإبراهيم منصور كرئيس تحرير تنفيذي. ولا يهمني كذلك أن تظل الدستور علي خطها السياسي أو لا. الأمران يخصان "الملاك الجدد" وحدهم ولا ينازعهم في ذلك أحد. يهمني فقط شيئان آخران: ألا يضار أي صحفي بالدستور وأن يكون للجريدة رئيس تحرير بعيداً عن مزايدات البعض والتي تصل إلي حد الرخص والفحش والابتذال.. وفساد الذمة. جريدة الدستور بالشكل الذي عليه الآن.. غير شرعية.. إذ كيف تكون هناك جريدة.. بلا محررين.. ولا رئيس تحرير؟! *** * للمرة الثانية خلال عشرة أيام تطفو علي السطح جريمة تدخين البانجو في إحدي المدارس.. وفي القليوبية بالذات. المرة الأولي.. عندما قام طالب بإحدي المدارس الصناعية بشبرا الخيمة بتدخين سيجارة بانجو في الفصل أمام أستاذه. وبالأمس.. قام أربعة طلاب في مدرسة أجهور الثانوية بمركز طوخ بطعن زميلهم بالمطواة لأنه حاول منعهم من تدخين سجاير البانجو في دورات المياه. إيه الحكاية بالضبط؟.. هل أصبح الإجرام وفساد الأخلاق شعار المدارس الآن بدلاً من "التربية والتعليم"؟! *** * خسر النادي الأهلي أمس من الترجي التونسي بهدف "يدوي" متعمد وظاهر للأعمي قبل البصير.. وبتحكيم "فاجر" فاق كل تصور. كان واضحاً.. أن طاقم التحكيم الغاني أعد سيناريو "فج.. وبلدي" ونفذه من أول دقيقة حتي النهاية للإطاحة بالأهلي من بطولة أفريقيا. مهاجم الترجي طار في الهواء.. ومد يده ولعب بها الكرة داخل المرمي علي طريقة الكرة الطائرة.. واحتسب هدفاً في مفاجأة من العيار الثقيل لم يتوقعها أحد في استاد رادس أو أمام الشاشات.. ثم قرارات غير مفهومة تحتاج مذكرات تفسيرية وكلها ضد الأهلي.. بما في ذلك حالة الطرد التي تعرض لها محمد بر كات بعد نصف ساعة فقط من المباراة. كان الأجدر بالحكم أن يصعد للمقصورة ويقول للفريق التونسي: مبروك الصعود.. فقد ذبحت لكم الأهلي من أول دقيقة. كلنا بنظرة عابرة يمكننا أن نقرر إذا كان الحكم ضعيفاً تحكيمياً أو غير جاهز بدنياً.. أم لا. لكن.. بالأمس لم يكن طاقم التحكيم ضعيفاً فقط.. بل ملوثاً أيضاً. لذا.. يجب أن يكون للفيفا موقف حاسم ومعلن من هذا "الفساد".. فساد الذمم والأخلاق.