المشهد الانتخابي السائد تعتقد أنه يضع العراقيل أمام انطلاقة حزب التجمع؟ لا يمكن تحديد ملامح مبسطة للمشهد الانتخابي وإيجاد تصور واضح وحقيقي نستطيع من خلاله وضع النقاط علي الحروف. العملية الانتخابية معقدة إلي حد بعيد وتحمل مغالطات ومخالفات متنوعة ترتكبها تيارات تسعي وراء مصالحها. وهنا يبزغ ضياع التكافؤ بين مرشحي الأحزاب وسط زحام الانفاق المالي الذي يكشف عن فساد ذمم وضياع للقيم والمباديء ومحاولة فرضة النفوذ بالأموال. والحزب ليس لديه القدرة علي مجاراة هذه التيارات التي تفسد قيمة الانتخابات التي يتعين عليها التحلي بتكافؤ الفرص بين المرشحين. ستظل اشكالية شراء أصوات الناخبين الخطر الحقيقي الذي يهدد جدية الانتخابات ويطيح بكل بارقة أمل في انتخابات نظيفة وحقيقية. لماذا أعتبرت شراء أصوات الناخبين الخطر الحقيقي علي جدية الانتخابات؟ * نحن أمام شراء للذمم والضمائر وليس البحث عن مرشح قوي يدافع عن حقوق ناخبيا أو حزب يسعي لفتح نوافذ الأمل أمام الناس.. نحن أمام فساد من نوع خاص يستشري في المجتمع والتصدي له واجب وطني لكنه للأسف لا يجد قوة رادعة تواجهه[ الانتخابات] علي هذا النحو تدفع بالمجتمع الوقوف علي حافة الهاوية وايجاد برلمان غير معبر عن مصالح الناس والمجتمع. أتعجب من وقوف القانون مكتوفي الأيدي أمام تجاوزات شراء الضمائر والذمم.. لابد من تطبيق القانون علي هؤلاء وحماية المجتمع وصيانة المباديء والقيم, ولكن مع الأسف الجميع يحتمي بالجميع. رغم تأكيدات القيادة السياسية علي وجود ضمانات حقيقية بنزاهة الانتخابات.. إلا أن حزب التجمع يري أنها غير كافية؟. * الحزب الوطني يتحدث عن نزاهة الانتخابات من وجهة نظره ولا يضع في اعتباراته مخاوف الأحزاب من ضياع تلك الضمانات.. المعضلة ليست في كلام يردده الوطني وإنما في سلوك عليه اعتناقه. عندما يترجم الحزب الوطني كلامه الي واقع حقيقي تتسلمه أحزاب المعارضة والقوي السياسية هنا يسود مناخ الثقة بين الجميع. يقيني بأن الوطني مطالب بقدر أكبر من الشفافية والانضباط وعدم التعامل مع الانتخابات علي أنه الحزب الوحيد, سعي الوطني لذلك في تصوري لا يخرج عن كونه عملا مدمرا للحياه السياسية والحزبية ويقود الجميع إلي الدخول الي نفق مظلم. ولكني أعود وأجدد تأكيدي علي أن إحداث التوازن في الانتخابات وتحول سلوك الوطني الي فعل إيجابي مرهون بإرادة القوي داخل الحزب الوطني.. التي يجب عليها اعتناق أفكار مغايرة. اذا أتاحت لك ظروف الانتخابات فرصة تنسيق مع مرشحي الوطني الي أي اتجاه يسير قرار التجمع؟ * مرشحو التجمع لديهم الساحة الانتخابية علي امتداد طولها وعرضها للتحالف مع جميع الاحزاب والقوي السياسية باستثناء الجماعة المحظورة. ونحن بالفعل ننسق مع بعض مرشحي الوطني في بعض الدوائر ونختار منهم من له سجل ناصع البياض لم يدنسه سلوك مخالف للقيم والاعراف السائدة في المجتمع. وبالنسبة للتنسيق من جانب أي مرشح منكم مع المحظورة؟ * الأمر محسوم ومحدد وقاطع ولا مجال للمناقشة فيه وموقف التجمع من الجماعة المحظورة واضح لكل مرشحي الحزب. وسيكون التعامل مع مرشح الحزب الذي يتحالف مع الإخوان قاطعا كحد السيف ويتم فصله وتنصل التجمع من انتمائه اليه. يتجه التجمع للتنسيق بين مرشحيه ومرشحي ائتلاف المعارضة؟ * يوجد تنسيق.. لكني أقول الكلام يحمل في ثناياه قيما واشياء لا يمكن ضبطها.. في تصوري أن للانتخابات أخلاقيات تسود وحسابات أخري قد تغير في اللحظات الأخيرة حقيقة القرار وتصبح الفاتحه مجموعة فتح. صور البعض عدم دفع التجمع بمرشحين له في بعض الدوائر علي أنه صفقة مع الوطني؟ * أصحاب هذه النوعية من الشائعات مجموعة من المتنطعين والمتربصين بالحزب ورئيسه وشائعاتهم تنطلق وفق هوي في أنفسهم. فاذا فاز التجمع في الانتخابات بعدد كبير من النواب سيقولون هناك صفقة واذا لم نخرج بهذا العدد سيقولون دمر الحزب. ما حدث من إخلاء لبعض الدوائر.. لم يحدث مع الوطني فقط ولكنه حدث أيضا مع الوفد. وعموما في ذلك رسالة للوطني بأنه كلما دفع بمرشحين شرفاء.. فإننا سندعمه وقد فعلنا ذلك مع مرشح الرمل عبدالسلام المحجوب ومرشح محرم بك د.مفيد شهاب.