ضاع الأهلي أمام حرس الحدود علي نفس الملعب الذي شهد تتويجه بطلاً للسوبر الأفريقي منذ أيام قليلة وجاءت خسارته بمثابة الفضيحة الكروية بعدما أسقطه الحدود بثلاثية نظيفة علي عكس المتوقع تماماً. لم يكن الأهلي في حالته وبدا كأنه فريق آخر غير الذي انتزع الكأس الأفريقية فهجومه كان فاشلاً ولم يترجم أي هجمة إلي أهداف وأهدر كل الفرص التي سنحت له وأيضاً دفاعه كان شوارع وترك لاعبي الحدود يصولون ويجولون به ويصلون إلي مرمي شريف اكرامي بفرص سهلة. ولم يقم خط وسطه بدوره وكان تائهاً تماماً وأمام هذه الثغرات وتلك الأخطاء الفادحة وقف حسام البدري حائراً وكأنه خارج الخدمة حيث لم يحاول ايجاد حلول لفريقه المهلهل. في المقابل فإن حرس الحدود قدم أقوي عروضه وعرف من أين يؤكل الكتف واستثمر لاعبوه ثلاث فرص من التي سنحت لهم وخرج فائزاً بأهدافه الثلاثة ليحصل علي أغلي ثلاث نقاط من الأهلي الذي فشل حتي في احراز هدف انقاذ ماء الوجه ليعود من الاسكندرية خالي الوفاض بعد تعرضه لتلك الهزيمة القاسية. ولم يكن أكثر المتفائلين بنادي حرس الحدود يتخيل ان يفوز الفريق علي الأهلي بهذه الثلاثية لاسيما بعد العرض القوي للفريق الأحمر أمام ليوبارد الكونجولي بل وكان التعادل أفضل ما يطمح فيه الحرس جهاز فني ولاعبين. ولأن الكرة تعطي من يعطيها فقد حصل الحرس علي ما يستحق في المباراة وسجل ثلاثة أهداف جميلة وحصد ثلاث نقاط وضعته علي القمة بفارق الأهداف عن الأهلي وإنبي. سقوط الأهلي لم يكن بسبب غياب أو نقص لاعبين وإنما لغياب التفاهم والتعاون بين اللاعبين ولأن الحرس كان الأفضل تنظيماً وانتشاراً في الملعب بما يعني ان الحرس فاز لأنه الأفضل وليس لأن الأهلي كان سيئاً فقط. لم يستفد الأهلي من اللعب برأسي حربة أحمد عبدالظاهر وعماد متعب لأن الثنائي كانا عبئاً علي الفريق في المباراة وحاول البدري المغامرة في الشوط الثاني ودفع بكل الحلول الهجومية لكن دون جدوي. تحذير مبكر من الحدود جاء الشوط الأول سجالاً بين الفريقين تفوق خلاله حرس الحدود بهدف للاشيء سجله أحمد حسن مكي وعاند الحظ خلاله الأهلي كثيراً وابتعد التوفيق عن لاعبيه فلم يستطع بطل السوبر الأفريقي ادراك التعادل رغم ان الحرس أطلق تحذيراً مبكراً للأهلي ببداية هجومية وفرصة هدف ضائع من أحمد حسن مكي بضربة رأس تصدي لها شريف إكرامي إلا أن أحدا لم يلتفت وما ان جاءت الدقيقة الخامسة حتي استثمر أحمد حسن مكي نفسه الإعادة الخاطئة من جانب أحمد شديد للكرة إلي شريف إكرامي فانقض عليها مثل انقضاص الأسد علي فريسته وسجل هدف الشوط الوحيد. وبدأ الأهلي رحلة البحث المبكر عن التعادل بواسطة مهاجميه عماد متعب وأحمد عبدالظاهر ومحمد بركات وعبدالله السعيد والمساندة من رامي ربيعة لاعب الوسط وينظم حرس الحدود صفوفه الدفاعية بصورة جيدة بوضوح بدءاً من خط الوسط محمد حليم وإينو وإسلام رمضان ففرض الحرس سيطرته الميدانية وكان الأحسن تنظيماً. ويلجأ الأهلي للتسديد عن طريق رامي ربيعة إلا ان كرته تخرج بعيداً عن المرمي لاسيما في ظل غياب التعاون بين ثنائي الهجوم الصريح عماد متعب وأحمد عبدالظاهر وتوهان عبدالله السعيد بينهما. ويسود أداء الأهلي حتي منتصف هذا الشوط ارتباكاً واضحاً وتوتراً بدون داع رغبة في ادراك التعادل بسرعة قبل انتهاء الشوط الأول حتي لا تتصاعد الضغوط في الشوط الثاني ويحاول الأهلي ضاغطا مع اعتماد الحرس علي الهجمات المرتدة السريعة واستغلال سرعة ومهارة أحمد حسن ولكن دون فاعلية وايجابية فتضيع أي فرصة للأحمر. متعب خارج الفورمة وينفرد عماد متعب البعيد عن مستواه فنيا وبدنيا بالمرمي ولكنه يهدر الفرصة بصورة غريبة جداً وقبل نهاية الشوط الأول مباشرة ينقذ الهردة مرمي الحرس من هدف أكيد من علي خط المرمي من تسديدة عبدالله السعيد ليحافظ علي تفوق حرس الحدود بالهدف الوحيد الذي سجله أحمد حسن مكي. قوة هجومية ولكن حرص الأهلي في الشوط الثاني علي زيادة القوة الهجومية بسحب وائل جمعة والدفع بالموريتاني دومينيك مع عودة رامي ربيعة للدفاع ووجود محمد بركات وعبدالله السعيد ومحمود حسن تريزيجيه كثلاثي الوسط. ومثلما بادر الحرس بالتهديف في الشوط الأول وأربك حسابات الأهلي فعلها من جديد في الشوط الثاني وزاد من ارتباك بطل السوبر الأفريقي ولكن هذه الكرة كانت عن طريق معتز إينو لينتقم لمن أبعدوه عن الفريق في الموسم قبل الماضي ويتقدم الحرس بهدفين وتزداد الصعوبة علي الأهلي فيما يمنح الهدف الثاني المزيد من الثقة للحرس. وبعد الهدف الثاني ينقل المدير الفني للحرس حلمي طولان تعليماته للاعبيه بعدم التهاون والتركيز حتي آخر دقيقة حتي لا يفرط الفريق في هذا الفوز الكبير. يدفع البدري بالسيد حمدي لتنشيط الجانب الهجومي ولكن التنظيم الدفاعي للحرس أفسد كل محاولات الأهلي تماماً الباحث عن احراز التعادل ولكن غاب عن الأهلي التجانس تماماً في الشوط الثاني وبدا الفريق مفككا بصورة غريبة للغاية فلا ترابط بين الوسط والهجوم والدفاع مرتبك والتعليمات الفنية من المدير الفني حسام البدري ليست ذات جدوي. بينما الحرس مع حلمي طولان يؤدي بثبات ورغم قلة فرصه علي مرمي شريف إكرامي إلا ان القليل منها كان أكثر خطورة وأقرب للتهديف. ويبحث البدري عن مزيد من القوة الهجومية بسحب شريف عبدالفضيل ودفع بأحمد شكري بدلاً منه ولكنه لم يضف جديداً واستمر الحال علي ما هو عليه بل وأحرز أحمد حسن مكي هدفاً ثالثاً في مرمي الأهلي ليحسم المواجهة تماماً قبل انتهائها بعشر دقائق. ويحاول الأهلي جاهداً علي مدار أكثر من عشر دقائق تحسين النتيجة ولو احراز هدف واحد لحفظ ماء الوجه لكن الحرس كان الفريق الأفضل انتشاراً في الدفاع والهجوم فتمكن من الحفاظ علي تفوقه بثلاثة أهداف نظيفة ليحصد ثلاث نقاط ثمينة يرتقي بها صدارة المجموعة الأولي عن جدارة واستحقاق.