نظمت الادارة العامة للنشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة حفل توقيع الاعمال الكاملة لبشر فارس بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتي بحضور الشاعر محمد ابوالمجد رئيس الادارة المركزية للشئون الثقافية. الشاعر عبدالعزيز موافي د. عبدالناصر حسن رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية د. عبدالمنعم تليمة ود. جابر عصفور ولفيف من المهتمين بالثقافة والابداع. بدأت وقائع الحفل بالقاء الناقد د. محمد سيد اسماعيل ثلاثة نماذج شعرية لبشر فارس موضحا انه قام بالكتابة عن كل فصول العام في باريس نظرا لارتباطه بها كمدينة محب لها شأنه شأن الرواد من جيله أمثال شوقي. وهي "الربيع في باريس" "الصيف في باريس" "انشودة الفجر". تلي ذلك قيام د. عبدالناصر حسن بتقديم للشاعر بشر فارس حيث قال انه شاعر وكاتب ومفكر ولد بقرية من قري لبنان وتوفي بالقاهرة اسمه الحقيقي هو ادوارد وقد استوطن مصر واختار له اسم بشر. تلقي علوم الابتدائية والثانوية في القاهرة ثم رحل الي باريس ودرس بالسربون وحصل علي الدكتوراه في الادب العربي عام 1932 عن اطروحة بعنوان الشرف عند عرب الجاهلية درس الفلسفة والفن وتاريخه وكان له ولع خاص بكل ما ستصل بلغة العرب. ثم قصد المانيا وبريطانيا لدراسة فلسفة اللغة والاساليب ثم عاد لمصر ومارس التدريس في الجامعة المصرية. كتب بحوثا باللغتين العربية والفرنسية. تناول د. عبدالناصر تاريخ بشر والمناصب التي تقلدها والجوائز التي حصل عليها والقصائد التي نشرت له. واشار الي ان له مسرحيتين هما "مفرق الطريق" من فصل واحد ومسرحية "جبهة الغيب" وهما مسرحيتان رمزيتان مزيج من الشعر والنثر. وله مجموعة قصصية قصيرة بعنوان "سوء تفاهم" له دراسات في اللغة العربية والحضارة وفلسفة الفن وصدرت له كتب ومقالات في الصحافة المصرية منها "مباحث عربية في اللغة والاجتماع" "الظلال في الأدب" "سوامح مسيحية وملامح اسلامية" بالاضافة الي قصص ومقالات باللغة الفرنسية. وفي كلمته وجه د. جابر عصفور التحية للشاعر عبدالعزيز موافي لدوره الذي قام به في التأريخ وجمع المواد في الحداثة المصرية علي وجه التحديد وان ما جمعه من شعر بشر فارس وابراهيم شكر الله وحسين عفيف وما قدمه عن هؤلاء الشعراء في دراسات مطولة عن الشاعر وشعره والتيارات التي ينضوي تحتها. ثم تطرق للحديث عن قيمة بشر فارس كممهد للحركة الرمزية وكرائد سئ الحظ شأنه شأن اقرانه من الرواد لانهم يمهدون الطريق لكنهم في سبيل ذلك التمهيد لم تكتمل لهم أشياء تضعهم موضعا لايزال باقيا. ولان الشاعر الحقيقي هو الذي ان مات يظل موجودا وان بشر فارس من هؤلاء الذين لايتمتعون بدرجة كبيرة من الشعرية التي تجعل من شعرهم وجودا حاضرا مستمرا عبر الزمن والاجيال. ثم قارن بينه وبين الشاعر سعيد عقل رائد الحركة الرمزية العربية والذي يظل لشعره وجود حيوي يجد فيه القارئ المعاصر شيئا قليلا علي الاطلاق. كما اوضح انه قد فجع في شعر بشر فارس وتساءل لماذا لم يبق هذا الشاعر ولم يكن شأنه شأن غيره من الكتاب الذين عانوا في ان الشعر أدي بهم الا ان يسهموا في الحركة الرمزية المصرية؟ ومجيبا انه اكتشف ان السبب في ذلك ان الرجل كان مغتربا في مصر حيث انه نصف مصري ولد لابوين لبنانيين وعاش في بيئة في الغالب هي بيئة لبنانية فرنسية وحاول الاقتراب قدر الامكان من الثقافة العربية. وانه لا يدري السبب في اختيار موضوع الدكتوراه الخاصة به وهو "الشرف عند عرب الجاهلية" بمعني انه سيدرس القيم البدوية الحقيقية في عمق التاريخ القديم للعصر القديم. وان هذا من حيث القيمة الفنية وان اعطاه التمكن من الصياغة الغربية الكلاسيكية لكن لم يعطه من المفردات الشعرية ما يجعله قادرا علي ان يبحر في بحار الرمزية. ثم قارن بينه وبين الشاعر علي محمود طه والذي هو اقل من بشر فارس في الثقافة العربية الا اننا نري في قصائده التي مارس فيها الرمزية مثل قصيدة "التمثال" امام شاعر ما زال موجودا اما في اشعار بشر فارس فنجد اننا امام ديباجه عربية فصيحة وصحيحة لكنها خالية من الوهج لعدم امتلاكه موهبة الشعر الحقيقية والعميقة. ومن هنا حدث نوع من الازدواج الذي اطار بالقيمة الشعرية من شعره فأصبح نظما وليس شعرا. ولهذا فأنني اري ان شعر بشر فارس هو شعر تاريخي ليس له من القيمة الفنية وفي بداية كلمة د. عبدالمنعم تليمه وجه الشكر للهيئة وخاصة في مجال النشر. كما وجه الشكر للمؤلف علي مجهوده. ثم اوضح انه يقف عند هذا الكتاب عن بشر فارس وقفة خاصة لانه يخوض في مسائل بالغة الاهمية لاتتصل ببشر فارس ولكن تتصل بفلسفة الفن ومذاهبه واتجهاته ومدارسه في أدبنا العربي وفي الاداب الاخري. في بعض القديم وكثير من الحديث. اما الشاعر عبدالعزيز موافي فقد تحدث عن بشر فارس وتأثره بما تأثر به الرواد من جيله مثل انتمائه للشمولية في الكتابة حيث كان الرواد امثال طه حسين وشوقي واخرون يكتبون في الفن والشعر والثقافة.. الخ مما اثر علي بشر في شعره وجعله متصفا بالرومانسية التقليدية. واننا في شعر بشر فارس نجده قد جمع بين النص الفلسفي والنص الصوفي وكلاهما في الشعر يتضاد مع الاخر حيث نجد ان النص الفلسفي يعتمد في الشعر علي التجريد اما النص الصوفي فيعتمد علي التصوير ما افقد شعر بشر فارس الرومانسية.