نظمت الإدارة العامة للنشر التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، حفل توقيع الأعمال الكاملة لبشر فارس بقصر ثقافة الطفل بجاردن سيتى. حضر الحفل الشاعر محمد أبو المجد -رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافة-، والشاعر عبد العزيز موافى، و دكتورعبد الناصر حسن -رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية-، ودكتور عبد المنعم تليمة- أستاذ الأدب الحديث-، ودكتور جابر عصفور -وزير الثقافة السابق-. وتناول الدكتور عبد الناصر حسن حياة الشاعر، وقال إنه ولد بقرية من قرى لبنان وتوفى بالقاهرة، وتلقى علوم الابتدائية والثانوية فى القاهرة ثم رحل إلى باريس ودرس بالسربون وحصل على الدكتوراه فى الأدب العربى عام 1932عن أطروحة بعنوان "العرض عند عرب الجاهلية". وأضاف أن "بشر" درس الفلسفة والفن، وكان له ولع خاص بكل ما يتصل بلغة العرب، ثم قصد المانيا وبريطانيا لدراسة فلسفة اللغة والأساليب ثم عاد لمصر ومارس التدريس بالجامعة المصرية، وكتب بحوثا باللغتين العربية والفرنسية. وأشار حسن إلى أن له مسرحيتين هما "مفرق الطريق"، من فصل واحد ومسرحية "جبهة الغيب"، وله مجموعة قصصية قصيرة بعنوان "سوء تفاهم"، موضحا أن بشر يعد طليعة الشعراء الرمزيين الذين مهدوا لحركة الحداثة فى الشعر العربى. وأوضح رئيس الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق المصرية، أن رمزية الشاعر ارتكزت على تأثير غربى وموروث عربى صوفى فضلًا عن تأثره بتيارات مهجرية ذات نزعة تجريدية. ووصف جابر عصفور فارس بمبشّر للحركة الرمزية ، وأضاف أن هذا الشاعر من هؤلاء الذين لا يتمتعون بدرجة كبيرة من الشعرية التى تجعل من شعرهم وجود حاضر مستمر عبر الزمن والأجيال، ثم قارن بينه وبين الشاعر سعيد عقل رائد الحركة الرمزية العربية والذى يظل لشعره وجودا حيويا يجد فيه القارئ المعاصر شيئا من القيمة . وقال:" إننى أرى أن شعر بشر فارس هو شعر تاريخى ليس له من القيمة الفنية إلا بما هو تاريخى، أما من حيث القيمة الشعرية فينبغى أن يُدرس باعتباره واحدًا من الرمزيين الذين حاولوا أن يكتبوا شعرا رمزيا فلم ينجح إلا أن يكتب شعرا تقليديا ". وأشار إلى أن لغة فارس الشعرية تقليدية شأنه شأن الشعراء التقليديين الذين لم يتجاوزوا المرحلة الرومانسية. ورأى الدكتور عبد المنعم تليمة أن قيمة بشر فارس التاريخية تفوق قيمته الفنية، مضيفا "أن القصيدة فى شعر فارس ليست تعبيرا عن ذات نفس الشاعر بل هروبا من نفسه وهروبا بشخصيته، لأن الأمر يختلف بين الرومانسية الرمزية والرومانسية العاطفية، كما أجمع الأوروبيون والعرب على أن للثقافة أربعة أعمدة أولها وأخطرها الفن وثانيها الدين وثالثها "الفكر" وأخيراً العلم. وأشار إلى عبارة لبشر وهى "أن الشاعر ينظر إلى الشعر لا فيما قاله بل فى كيف يقوله"، وتابع :"ومع ذلك هذا لا يبعدنا عن حقيقة تاريخية لشاعرنا أنه كان أحد أدباء قصيدة النثر ويحسب له هذا الأمر وبذا يضع مكانته فى تاريخ الأدب العربى". Comment *