* أنا زوجة ومش زوجة .. لا اتفلسف فمن تعيش مثل ظروفي لن تجد وقتاً أو نفساً للفلسفة وربما تتواري من الناس لتعيش همومها بفردها ولا تنقل كآبتها إلي أي انسان آخر. البداية منذ 3 سنوات .. نظرة فابتسامة فلقاء ثم الزواج من شاب ناجح في حياته العملية.. فاشل جدا في حياته الزوجية .. نعم هذا هو حاله فهو يهتم بعمله أكثر من أي شيء آخر وأنا لا أعترض علي ذلك لكن لابد أن يكون لي نصيب في حياته إذا كان يعتبرني زوجته لا خادمته. يغيب عن المنزل يومين وثلاثة وأحيانا أسبوع .. وأنا مولودة في محافظة أخري تعيش بها كل عائلتي اما في القاهرة فاعتبر مقطوعة من شجرة كما يقال.. اقضي يومي اتنقل بين جدران المنزل لا أجد من أكلمه لدرجة ان احيانا يمل اهلي من اتصالاتي الهاتفية الكثيرة معهم .. وعندما اشكو اليه اسمع اسطوانة جاهزة مثل انني لدي كل شيء وانه يوفر لي حياة كريمة تتمناها اي زوجة. وكأن كل أمنياتي في الحياة هي الأكل والشرب ومشاهدة التليفزيون والجلوس أمام الانترنت .. بدأت أتمرد علي حياتي بعد عامين عانيت فيهما الانهيار .. تذكرت انني خريجة جامعة وبإمكاني الذهاب إلي عمل يشغل فراغي وعندما أخبرت زوجي بالفكرة سخر مني ورفض أن يساعدني. وعدني بأنه سوف يهتم بي أكثر لكنه لم يلتزم بوعده وأصبح ينشغل عني أكثر وأكثر لدرجة أنني بدأت أشك في ان يكون له زوجة أخري وأنا آخر من يعلم لكنه للأمانة ليس من النوع الذي يفعل ذلك لكنه أصبحت له اهتمامات أخري الا وهي الجلوس مع اصدقائه وبدلا من وجود "ضرة " واحدة لي وهي عمله أصبح لي اثنان العمل والشلة. لكن ماذا أفعل هل أنفجر داخل المنزل الذي أصبحت أكرهه .. أشعر أنني تجاوزت الخمسين من عمري علما بأن سني الحقيقية 27 سنة .. الغريب أنني لمحت له بالطلاق لأول مرة منذ زواجنا وعلي غير ما توقعت فوجئت به شخصا آخر هو الذي أحببته ورضيت الزواج منه لدرجة انه كاد يبكي وهو يقنعني بأنه يحبني .. لا أستطيع التفكير وأشعر بلخبطة غير عادية .. ماذا أفعل؟ E - M القاهرة ** بصراحة شديدة أقول ان حيرتي لا تقل عن حيرتك وحاولت ان أفهم شخصية زوجك فتهت بين اقوال تناقضها الافعال .. يؤكد حبه بكلام ثم لا يثبته بفعل .. يصل به الحال الي اهمالك أشد الاهمال ثم يبكي عند التلميح بالفراق ! قصتكما بها حلقة مفقودة تحتاج من يفسرها وانت الوحيدة التي باستطاعتها ان تفعل ذلك .. ولو حاولت تصور سيناريو لحياتكما علي طريقة الكتاب والمؤلفين .. اتصور انك بعد مجالسة الجدران سواء ليوم او اكثر وعندما يعود هو إلي المنزل يجد تكشيرة عريضة في استقباله - ولك حق بالطبع - يصاب هو بالاكتئاب ويبدأ التفكير في الهروب من المنزل! ينقصكما معا كلمة غاية في الأهمية ألا وهي المرونة نعم انها في رأيي مفتاح الزواج السعيد .. فهي تجعل الانسان يتحامل علي نفسه من أجل الآخر .. ماذا سيحدث في رأيك لو انتظرت عودته بابتسامة عريضة وبدلا من ان تتكلمي عن مشكلاتك مع الوحدة وحالة الملل التي تعيشينها .. تغيرين اتجاه البوصلة قليلا فتتكلمي عن المجهود الذي يبذله وكيف يتعب ويواصل الايام في عمله من اجل توفير حياة كريمة لكما. ألا تتفقين معي أنه سيشعر بأن هناك من يقدر مجهوده ويشكره عليه فيبدأ هو في التفكير الجدي في عزلتك ووحدتك .. وبالمثل إذا ذهب إلي الشلة تستقبلين عودته بلهفة وتثنين عليه وكيف انه بحاجة إلي التروية عن نفسه .. أظن أنه سوف يفكر كثيراً قبل ان يتركك للذهاب لهم مرة أخري ولم لا وهو سيجد نفسه في منزله .. لا تظني من كلامي انني احملك مسئولية ما يحدث بينكما لكني اخاطبك بصفتك من سوف تقرأين هذه الكلمات. ابحثي عن حلول ايجابية لحالة الملل ولعودة الاستقرار الي عشكما وابدأي من حيث انهيت رسالتك اقصد من حالة التأثر التي عاشها وانت تلمحين بالطلاق .. نعم الوقت مناسب الان لبداية جديدة وروح حلوة منكما معا بعيدا عن اي انانية من اي طرف علي حساب الاخر .. نعم اتفهم حالتك وما تعانينه لكن رغم ذلك اريدك ان تبحثي عن حلول غير تقليدية تغيرين بها المشهد كاملا بدون فلسفة مني انا ايضا.. وامنياتي لك بالتوفيق والاستقرار.