انني لا أتفهم أبداً تصريحات بعض المسئولين من حركة حماس التي هاجمت اغلاق الجيش للانفاق الحدودية واغراقها بالمياه واعتبار ذلك حصاراً رسمياً لقطاع غزة. وأتفهم تماماً تأكيدات العقيد أركان حرب أحمد علي المتحدث العسكري الرسمي بأن القوات المسلحة مستمرة في عملها بسيناء حتي اغلاق جميع الانفاق في رفح والقضاء علي البؤر الاجرامية. وبداية أقول إن مصر التي ضحت بالكثير من الدماء وخاضت العديد من الحروب دفاعاً عن القضية الفلسطينية لا يمكن أن تحاصر الشعب الفلسطيني لكي ينال منه المحتل ويقهره فهذا أبعد ما يكون عن الخيال عند كل المصريين. واقع التاريخ يؤكد أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن مصر في المقام الأول.. لكن الانفاق التي تمت اقامتها علي طول الحدود تمثل بؤرة خطر من الناحية الأمنية والاقتصادية علي البلاد.. والأمران في مجملهما يتطلبان تحركاً عملياً علي أرض الواقع لإحكام السيطرة علي الحدود بوقف تهريب السلاح والخارجين علي القانون.. وأيضاً بمنع تسرب السلع المدعمة عبر هذه المنافذ إلي القطاع حيث يستفيد من ذلك حفنة من الانتهازيين علي حساب الاقتصاد الوطني الذي يعاني نزيفاً مستمراً.. وربما الطوابير الممتدة علي محطات الوقود في طول البلاد وعرضها تكشف حجم الحاجة إلي السولار والبنزين المدعوم الذي يتم تهريبه في غفلة من القانون.. فهل هذا معقول؟! سلعة تدعمها ميزانية الدولة ونحتاج إليها ونقف في طوابير بالساعات للحصول عليها ثم نسمح بتهريبها علي هذا النحو رغم أن المثل الدارج يقول: "إن مايحتاجه البيت يحرم علي الجامع". ماينطبق علي الوقود يمتد إلي السلع التموينية بمختلف أنواعها خاصة أن وزير التموين أعلن منذ ساعات أن رصيدنا من القمح المحلي والمستورد علي حد سواء يكفي 100 يوم ورصيد السكر يكفي 66 يوماً.. أما الزيت والأرز فالرصيد يكفي حتي نهاية ابريل فقط!! كلنا نعلم أن أصحاب الانفاق هم المستفيدون من تهريب هذه السلع إلي القطاع.. وأن اجمالي الربح الذي يحققه من يمر النفق في أرضه يصل إلي مليون جنيه.. فهل من المنطق أن نسمح باستنزاف اقتصادنا لصالح آخرين؟! لسنا ضد قطاع غزة أو سكان القطاع.. فهم أخوة وأشقاء.. لكننا ضد أن تتحلل سلطة الاحتلال من تبعاتها ومسئولياتها عن القطاع أو تحاول أن تلقي بها علينا لكي تنفض يدها من مشاكله وتريح نفسها منها وتصدرها إلينا. الأمر الثاني إذا كان ولابد أن تصل هذه السلع إلي الأخوة والأشقاء في القطاع فلماذا لا يكون بسعرها الرسمي الذي تدفعه ثمناً لها عبر تجارة مشروعة ومعترف بها ومن خلال منطقة تجارة حرة أو ماشابه ذلك وأطر قانونية يتم الاتفاق عليها.. لكن ترك الحبل علي الغارب علي هذا النحو أمر خطير ولا يمكن السماح به.. ولنذكر حوادث الدم التي ذهب فيها دماء أولادنا من الجنود علي الحدود ومازال الملف مفتوحاً ولا نعرف من قام بالجريمة.. وأيضاً ضباط الشرطة المفقودين قبل قيام الثورة بشهور والذين تتردد أقاويل كثيرة بشأنهم وربما لهذا السبب التقي الرئيس د. محمد مرسي بذويهم منذ أيام لتطمينهم بأنه يتابع القضية.. هذا فضلاً عن عمليات الإرهاب والتفجير لخط الغاز. كل هذه الأمور وغيرها الكثير والكثير يتطلب ضبط الايقاع علي الحدود والسيطرة عليها حماية للأمن القومي المصري وعملاً بالمثل القائل: "إن كنتم إخوات اتحاسبوا".. وبالطبع فإن هذا اجراء يجب ألا يغضب الإخوة الفلسطينيين؟! بصراحة من واجبنا أن نحمي اقتصادنا الوطني.. وأن نوقف بؤر التهريب في السلع والسلاح وعبور الخارجين علي القانون حماية لمصر الدولة والوطن ومن يعترض أو يغضب فلا حق له من قريب أو بعيد!! هل وصلت الرسالة؟! أتمني. لقطات : ** تمكنت قوات الأمن من ضبط 12 مخزناً مليئاً بالوقود قرب الشريط الحدودي وضبط عدد من المواتير والمضخات والخراطيم التي يجري عبرها تهريب هذا البنزين والسولار. كما تعرضت شاحنة بترولية للسطو المسلح من قبل مجموعة من الملثمين علي الطريق الدولي بشمال سيناء. * النماذج تغني عن أي تعليق!! ** ناشدت عائلة الأسير الفلسطيني ضرار أبو سيس المعتقل انفرادياً في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عامين مصر التدخل العاجل للافراج عن نجلها. * الكبير.. كبير. ** سألني صديقي: لماذا ظلت مشروعات التنمية في أرض الفيروز حبيسة الادراج في عهد النظام السابق؟!.. ولماذا لم نزرعها بالبشر حماية للأمن الاستراتيجي ولاستعادة السيادة علي كامل التراب الوطني في سيناء؟! * قلت: غباء سياسي بعيد عنك!! ** أكدت وزارة الري أننا دخلنا مرحلة الفقر المائي حيث تراجع نصيب الفرد من 2800 إلي 660 متراً مكعباً سنوياً فقط!! * عايزين خطة.. للمواجهة!! ** الفقراء في أسيوط 90% وفي سوهاج 56%.. الاحصائيات أعلنها د. يحيي كشك محافظ أسيوط ود. يحيي عبدالعظيم محافظ سوهاج. * استر يارب من ثورة جياع! ** أعلنت أجهزة الأمن أن 40 ألف سيارة تمت سرقتها في العام الماضي فقط وتم ضبط 15 ألفاً و469 سيارة منها بمعدل يتراوح بين 30 و35 سيارة يومياً. * احنا رايحين علي فين!!