بعيدًا عن مليونيات ثورة يناير المستمرة منذ عامين للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة.. "عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية" تحتفل اليوم قارة افريقيا علي أرض مصر المحروسة بأحد أعيادها الرياضية بإقامة القمة الكروية التي تجمع أهلي القرن أسد القارة السمراء وبطل دوري الأبطال وليوباردز الكونغولي بطل الكونفيدرالية الافريقية في صراع مثير علي كأس السوبر الافريقي.. وتبدأ أحداث المباراة في السادسة والنصف مساء باستاد برج العرب بمدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط.. ويشهد تلك الاحتفالية عشرة آلاف من جماهير النادي الأهلي.. و55 متفرجا "كونغوليا" تم دعوتهم لحضور هذه الاحتفالية يتقدمهم عيسي حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم "الكاف". لتسليم كأس البطولة ال 12 للفريق الذي سيحالفه التوفيق ويحقق الفوز. يدخل الأهلي هذا العيد الكروي الافريقي.. من لاعبين وجهاز فني ومن خلفهم الجماهير ولديهم حلم واحد هو إضافة مجد جديد لسجل إنجازاته وأرقامه القياسية التي تجعله متربعا علي قمة القارة برصيد هائل من البطولات التي حصدها في مغامراته بأدغال القارة السمراء ليثبت دوماً أنه الأسد القادر علي الدفاع عن عرينه.. فقد حصد 7 ألقاب لأبطال الدوري و4 لأبطال الكئوس وتوج بطلا للسوبر الافريقي 4 مرات. الأهلي اليوم علي موعد مع اللقب الخامس رغم اختلاف الظروف وصعوبة المواجهة التي فرضت أوضاع جديدة علي الفريق عقب فوزه التاريخي علي الترجي في نهائي دوري الأبطال في عقر داره ومشاركته في مونديال اليابان حيث شاء القدر أن يفقد الفريق 6 من نجومه الأساسيين الكبار والمؤثرين باحتراف الثلاثي تريكة وجدو وأحمد فتحي في الإمارات وغياب الثلاثي وليد سليمان وحسام غالي وسيد معوض للإصابة. وهذا الواقع يمثل أحد التحديات التي تواجه الأهلي في هذه القمة بجانب قوة البطل الكونغولي والذي حضر للإسكندرية ولديه هو الآخر حلمه المشروع في العودة بكأس السوبر الافريقي.. ولكن الأهلي يمتلك دائما ذخيرة حية من الاحتياطي الاستراتيجي القادر علي سد فراغ النجوم في حالة غياب أو أكثر ولذلك فإن جماهيره لا تنظر لمثل هذه المشكلة وتطالب بحصد أي بطولة يشارك فيها فريقها ودائما ما يرفض مدربو الأهلي اعتبار هذه الغيابات تبريرا لأي إخفاق.. والدليل أن الأهلي لديه أكثر من لاعب صاعد متميز أمثال رامي ربيعة وتريزيجيه بجانب امتلاكه لكم هائل من النجوم الكبار أصحاب الخبرة ممن لديهم القدرة علي ترجيح كفته في قمة الليلة وفي مقدمتهم محمد بركمات الزئبقي والصخرة وائل جمعة والدينامو حسام عاشور وفي الهجوم السيد حمدي ماكينة الأهداف الجديدة والذي يعيش أحلي فتراته هذه الأيام بعد أن أعاد حسام البدري المدير الفني اكتشافه.. كما يضم هجوم الأهلي أحمد عبدالظاهر الذي يسعي لإثبات وجوده في القلعة الحمراء وهناك دومينيك وعماد متعب والذي مازال يبحث عن ذاته.. ومن يدري قد تكون قمة الليلة بداية عودته كهداف لا يشق له غبار. وبجانب هؤلاء النجوم يعتمد الأهلي علي نخبة مميزة من لاعبيه أصحاب الخبرات أمثال شريف عبدالفضيل وشهاب الدين والمتألق عبدالله السعيد المدفعجي وأحد مفاتيح اللعب في خط الوسط والفدائي محمدد نجيب المدافع الصلب والفهد المجتهد أحمد شديد قنالوي ومعكم الحارس الأمين شريف إكرامي. ومن حسن الطالع أن الأهلي نجح في شحن معنوياته واستعادة الثقة والتوازن النفسي للاعبين بعد العرض القوي في الدوري المحلي والفوز علي التليفونات بهدفين نظيفين سجلهما أحمد شديد والسيد حمدي ليعوض الفريق خسارته المفاجئة أمام سموحة.. ويطمئن البدري ومعاونه محمد يوسف المدرب العام أن الأهلي أصبح جاهزا معنويا وبدنيا لمواجهة البطل الكونغولي. هذا اللقاء المصيري ولم يعد أمام الجهاز الفني للأهلي سوف منح اللاعبين دروساً خصوصية في تسديد ضربات الجزاء لعدم تكرار أخطاء مباراة التليفونات بعد إهدار ضربتي جزاء دفعة واحدة في اللقاء خاصة وان لائحة قمة السوبر الافريقي تنص علي انه في حالة التعادل في الوقت الأصلي للمباراة يلجأ الفريقان لوقت إضافي من شوطين لمدة نصف ساعة وإذا استمر التعادل يتم الاحتكام لضربات الجزاء الترجيحية التي سبق وحسم بها الأهلي بفوزه بكأس السوبر مرتين 4/2 في الأولي علي الجيش الملكي المغربي عام 2006 باستاد القاهرة وفي الثانية فاز علي النجنم الساحلي التونسي 5/4 عام ..2007 ورغم التركيز الذي حظيت به تدريبات ضربات الجزاء خلال المعسكر المغلق الذي دخله الفريق بالإسكندرية منذ الخميس الماضي غير أن حسام البدري ولاعبيه تعاهدوا علي السعي لحسم اللقاء في الوقت الأصلي فهم يعلمون أن 90 دقيقة فقط تفصلهم عن إضافة مجد جديد لأنفسهم ولناديهم خاصة وأن ضربات الحظ الترجيحية تمثل مغامرة غير مضمونة العواقب والفريق لمنصة التتويج. وانطلاقا من خبرة نجوم الأهلي الدولية والمتراكمة بقيادة النجم الزئبقي بركات ملك الحركات ومعه الصخرة وائل جمعة فإن الطريق الأمثل لتحقيق الفوز والصعود لمنصة التتويج يعتمد علي ضرورة اللعب السريع المباشر والتحلي بأعلي درجات التركيز والهدوء والثقة بالنفس والالتزام بجماعية الأداء في التحرك هجوما ودفاعا والتسلح بروح الفانلة الحمراء القتالية وإرادة النصر والذي يتطلب أيضا الالتزام بتوفير الكثافة العددية الهجومية لكشف الثغرات في الدفاع الكونغولي وهنا لابد أن يلعب ظهيرا الجنب دورا في توسيع جبهة الهجوم من الأجناب وعدم التردد في الاستفادة من سلاح التسديد البعيد من خارج المنطقة.. ويتحمل السعيد أيضا مع حسام عاشور وباقي اللاعبين دورا هاما بالضغط بقوة علي لاعبي ليوبارد بوسط الملعب لإجهاض أي محاولة للوصول لمرمي شريف إكرامي مبكرا ولابد من التركيز أيضا علي حرمان فريق ليوبارد امتلاك أي مبادرة بمنطقة المناورات.. بالضغط عليه في نصف ملعبه ويبقي دور القناص السيد حمدي ومعه بركات وعبدالظاهر في استغلال أخطاء الدفاع وأنصاف الفرص في التسجيل مستفيدين من مهارات وخبراتهم ومن الدعم الجماهيري الكبير الذي سيحظي به الأهلي ويمثل عنصر ضغط آخر علي البطل الكونغولي ومن شأنهم أن يسهم في نجاح المارد الأحمر بالحصول علي الكأس السوبر ورسم البسمة علي وجوه عشاقه وإدخال الفرحة في قلوبهم للتخفيف عنهم من وطأة الاضطرابات السياسية وحالة الاحباط والكآبة التي يعاني منها المواطن البسيط بعد أن توقفت أحلامه المشروعة بعد الثورة عند إسقاط النظام السابق فقط لا غير..!! ليوبارد الطمعان وإذا كانت أغلب الظروف مهيأة أمام أهلي القرن لإضافة بطولة جديدة لدولاب بطولاته وللكرة المصرية.. فإن البطل الكونغولي ليوبارد حضر بطموحات كبيرة أيضا في إمكانية عودته بكأس البطولة من الإسكندرية مستندا في ذلك انه يحمل لقب بطل الكونفيدرالية وأن قدرات لاعبيه قادته للفوز في النهائي علي بطل مالي وجوليبا الحالي 2/1 بعد التعادل معه 2/2 في ملعبه وقبل وصوله للنهائي أطاح بكل الفرق العربية التي واجهته عندما تفوق علي الصفاقسي التونسي في دور ال 32 بالفوز عليه 3/2 في مجموع المباراتين ثم أخرج حامل لقب الكونفيدرالية العام الماضي المغربي الفاسي بالفوز 2/1 في مجموع المباراتين. وكان المريخ السوداني آخر ضحاياه بالفوز علثيه 2/1 ذهابا والتعادل سلبا في الخرطوم.. وتلك النتائج تعكس مدي خطورة هذا الفريق وامتلاكه خط هجوم قادراً علي غزو مرمي المنافسين وخبرات لاعبيه وجهاز فني قادهم للتفوق علي فرق الشمال الافريقيِ العربي رغم ما تتمتع به من إمكانيات فنية ومهارية ووعي خططي وخبرات هائلة للاعبيه ولكن كل هذا لم يشفع لها أمام البطل الكونغولي. وهنا يؤكد مدرب ليوبارد انه يعلم كل صغيرة وكبيرة عن الأهلي وانه جاهز لمواجهته والتعامل مع كل احتمالات ومجريات اللقاء يدعمه في ذلك خبرات لاعبيه وامتلاكهم سلاح السرعة واللياقة البدنية العالية والتي تؤهلهم للانتشار الجيد في الملعب واستغلال المساحات الخالية بصورة إيجابية تقوده للوصول لمرمي المنافسين خاصة وإنه يتميز بقوة خطي الهجوم والوسط حيث يعتبر لاعبو الدفاع الأقل نسبيا في الفريق لذلك فإنه يعلن التحدي للأهلي في عقر داره ويعد بأنه لن يكون صيدا سهلا لأن هدفه منصة التتويج لقناعته بأن فرصته متساوية تماما مع الأهلي في الفوز بالبطولة.