عقد الدكتور إحسان كميل جورجي كبير الأطباء الشرعيين ورئيس مصلحة الطب الشرعي اجتماعا مع قيادات المصلحة والأطباء الشرعيين وكيميائي المصلحة لكتابة التقرير النهائي للصفة التشريحية لجثة الناشط السياسي محمد الجندي الذي لقي مصرعه في الرابع من فبراير الجاري قبل إرسالها إلي النيابة اليوم. علمت "المساء" أن التقرير النهائي تم إعداده في أكثر من 12 صفحة من بينها 6 صفحات لكتابة الرأي الطبي واستند إلي شكل الإصابات للمجني عليه واثار الكدمات المتفحمة في الوجه وتحت العين والأماكن البارزة في الجسم.. كما تطرق التقرير إلي بعض حالات الإهمال الطبي من جانب المستشفي الذي كان يعالج به الجندي قبل وفاته وان التقرير النهائي حول الجندي مثبت به كافة التفاصيل وسيجيب علي كافة التساؤلات الفنية للجميع بالإضافة إلي مرفق به صور فوتوغرافية للمجني عليه لإثبات أماكن وقوع الإصابات خشية التعرض لأي تشكيك في النتائج النهائية للتقرير. اتفقت المصادر في تحديد الاصابات ولكن اختلفت في تحديد وقوعها بين تصادم أو تعذيب كشفت مصادر رسمية مطلعة بمصلحة الطب الشرعي رفضت عدم ذكر اسمها ان التقرير النهائي يحوي الكثير من التفاصيل المهمة. مؤكدا ان التقرير النهائي استند واستقر في النهاية علي أن وفاة المجني عليه جاءت نتيجة حادث تصادم سيارة وليس تعذيبًا. مستندة علي ذلك في وجود كسور في 5 أضلاع للمجني عليه وكسر شرخي في الجمجمة وإصابات طفيفة بالقدم. مما يدلل أن المجني عليه قد يكون تعرض للاصطدام بسيارة "ميكروباص" من الطرف أثناء تحركه. في نفس الوقت كشف مصدر رفيع المستوي بالمصلحة عن عدم معقولية وفاة "الجندي" في حادث سيارة بميدان التحرير خلال الذكري الثانية لثورة 25 يناير نظرا للزحام الشديد أعلي وأسفل كوبري 6 أكتوبر فضلا عن عدم معقولية قيادة سيارة بسرعة 60 كيلو مترا في الساعة في هذا الزحام والشلل المروري علي الأرض والكباري. أوضح المصدر أن حادث السيارة المنخفضة تصيب الشخص في ساقيه وتقذفه لأعلي ليرتطم بزجاجها الأمامي وينزلق تباعا علي الأرض. ويصاب بجروح وكدمات رضية وخدوش أو إصابات طفيفة حسب سرعة السيارة. أضاف المصدر ان السيارة الأعلي تصطدم بالشخص وتطرحه أرضاً وإما تقذفه أمامها أو تمر عليه حسب السرعة مشددا علي انه في كلتا الحالتين لا يمكن بحال من الأحوال حدوث كسر بالجمجمة في منتصفها العلوي. أكد المصدر أن التقرير النهائي للصفة التشريحية للمجني عليه محمد الجندي سيخالف ما جاء علي لسان وزير العدل وسيتم مراجعته أكثر من مرة دون الالتفات لمؤثرات أو ضغوط خارجية مهما كان الثمن. اختتم قائلا ان كسر جمجمة الجندي يعد إصابة رضية أي اصطدامها بجسم صلب موضحا ان الوفاة في حادث سيارة له شكل معين ومعروف للأطباء الشرعيين والوفاة الناتج عن الاصابات بأجسام صلبة وآلات حادة له شكل معين معروف أيضا للأطباء الشرعيين. فيما قال الدكتور أيمن فودة كبير الأطباء الشرعيين الأسبق ومسئول إعداد تقرير الطبي الشرعي الموازي عن حالة الجندي ان الملابس التي كان يرتديها المجني عليه قبل وفاته واثار الدماء عليها والتي قامت المستشفي بتسليمها إلي النيابة لحظة دخوله تطرح الكثير من التساؤلات ويجب التعامل معها كدليل علي تعذيب المجني عليه بالإضافة إلي عدم وجود إصابات في ساقيه مما يبرز عدم تعرضه للاصطدام بسيارة.