قضت منطقة قصرالاتحادية ليلة صعبة بالأمس حيث تصاعدت حدة الاشتباكات في ذكري تخلي الرئيس السابق عن السلطة بين قوات الأمن والمتظاهرين بعد ان حاول متظاهرون اقتحام بوابة 4 للقصر الرئاسي وإلقاء الحجارة والمولوتوف داخل حديقة الاتحادية لترد قوات الشرطة بخراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع ورصاصات الصوت لتفريق المتظاهرين. جاءت المصادمات عنيفة واستمر الكر والفر بين قوات الشرطة والمتظاهرين لساعات متأخرة طوال ليلة أمس بعد ان اشتعلت الاحداث عقب اطلاق رصاصات خرطوش في اتجاه قوات الشرطة من قبل ملثمين وعدد من اعضاء حركة البلاك بلوك الذين هاجموا عناصر الأمن بالخرطوش وقنابل المولوتوف بشارع الميرغني والشوارع الجانبية المحيطة بالاتحادية. اشعل عدد من المتظاهرين في اطارات الكاوتشوك وقطع الاخشاب في محاولة منهم للتصدي لرائحة الغاز المسيل للدموع وابطال مفعولها وسقط العشرات من المتظاهرين مصابين بالاختناق وضيق التنفس علي اثر قنابل الغاز التي تم اطلاقها بكثافة لتفريقهم وتم نقل العديد منهم إلي المستشفيات وآخرون تم عمل الاسعافات الأولية لهم وغادروا محيط الاتحادية عقب تحسن حالتهم. واشتعلت كابينة كهرباء بشارع الميرغني بجوار مدرسة الكمال الابتدائية نتيجة تبادل الاشتباكات العنيفة بين الأمن والمتظاهرين. اصحاب المحلات والشقق السكنية اصيب العديد منهم بالاختناق نتيجة رائحة الغاز وغادر أكثرهم منازلهم ومحالهم هرباً من الاشتباكات الدائرة بين قوات الأمن والمتظاهرين. شباب الالتراس والبلاك بلوك لم يتوقفوا عن الهتاف ضد الرئيس ووزارة الداخلية وجماعة الاخوان المسلمين مرددين الهتافات المعادية ومطالبين رئيس الجمهورية بالرحيل والتخلي عن السلطة وسقوط دولة الاخوان علي حد وصفهم. ظهور الصبية الصغار الذين لم تزد أعمارهم علي 12 عاما كان الملفت في المشهد امام الاتحادية وقيامهم بانتشال قنابل الغاز التي تطلقها قوات الأمن وقذفها ناحية افراد الشرطة وظهرت مجموعة من الشباب اطلقوا علي انفسهم "التراس ثورجي" شاركوا المتظاهرين الهتاف ضد الرئيس محمد مرسي ووزارة الداخلية مطالبين باسقاط النظام وتحميل مؤسسة الرئاسة وجماعة الاخوان تداعيات العنف الدائر في الفترة الأخيرة وقام عدد من المتظاهرين بحمل عدد من الحقائب محملة بالاحجار لالقائها علي الشرطة. وتأثرت سيارات الاسعاف التي تمركزت في مدخل شارع الميرغني بقنابل الغاز والمولوتوف التي كانت تتبادل بين قوات الشرطة والمتظاهرين مما دفعها للابتعاد عن مرمي الاشتباكات إلي شارع الخليفة المأمون ولم يتوقف اصحاب القناعات السوداء المنتمين لجماعة البلاك بلوك عن القاء المولوتوف والحجارة باتجاه قوات الأمن مما تسبب في اصابة العديد من ضباط ومجندي الأمن المركزي. التقت "المساء" عدداً من المتظاهرين منهم عبدالرحمن عادل وأمير خليل ومحمد محيي ورامي علاء وإبراهيم اسماعيل وأكدوا انهم لم يأتوا للتظاهر امام القصر الرئاسي للتخريب أو لاثارة الشغب واقتحام الاتحادية كما دعا البلاك بلوك وغيرها وانما جاءوا لايصال اصواتهم وبعث رسالة للدكتور مرسي تحوي رفضهم لسياساته لادارة البلاد ومطالبته بالتخلي عن الحكم والتنديد بسقوط الشهداء والمصابين واصفين ما حدث لهم بأنه جريمة مدبرة لتصفية الثوار. علي حسنين وأحمد محمد وحسين عبدالجواد وسعد أمين اكدوا حق التظاهر السلمي وانهم جاءوا بدافع التعبير عن غضبهم من سياسات الرئيس وحكومته التي أدت لتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي مما دفع بالبلاد إلي الهاوية حسب وصفهم واضافوا انهم لم يرتكبوا أي فوضي أو عنف بدليل عدم مهاجمة أي من المتظاهرين البنوك أو شركات الصرافة أو المحلات التجارية الموجودة في محيط الاتحادية .