حالة من السخط والاستياء سيطرت علي الشارع المصري بصفة عامة والشارع السوهاجي بصفة خاصة اثر الاعتداء وسحل "حمادة صابر محمد" السوهاجي أمام قصر الاتحادية. "المساء" ذهبت إلي نجع الجعران التابع لقرية بني هلال مركز مغاغة محافظة سوهاج حيث أهل وأقارب وبلدة "حمادة صابر" وعندما قررنا الذهاب لم يكن الهدف إلقاء ضوء حول نجعه وأهله وأقاربه بقدر ما هو معرفة نبض وآراء نبض من عاش معهم وتربي بينهم وتزوج منهم حيث مسقط رأسه خاصة ان الجميع أدان ما حدث. أكد التهامي الذي اوصلنا إلي أهل حمادة بنجع جعران بأنهم اصيبوا بصدمة شديدة عندما عرفوا ان الشخص الذي تم سحله أمام الاتحادية واحد من أبناء النجع فالمصيبة كبيرة والصورة تغني عن الكلام وعندما وصلنا إلي المنطقة التي كان يسكن فيها حمادة قبل رحيله وأسرته إلي القاهرة بحثا عن لقمة عيش وتحديداً. شارع النجع رأينا احتفالا وعندما سألنا عنه قالوا انه مولد وإحياء ذكري مولد النبي صلي الله عليه وسلم ورغم حزنهم علي ما أصاب حمادة إلا ان هذا لم يمنعهم من إحياء تلك الذكري التي يقيمونها كل عام. قال محمد أحمد نجيب "مزارع" نسيب وجار حمادة أصررنا علي الاحتفال بالمولد النبوي رغم ما حدث لحمادة لأننا صوفيون من "آل البيت" مضيفا ان حمادة صابر أحد أبناء نجع جعران ترك النجع منذ سنوات هو وزوجته وعزم علي العيش وأسرته بمدينة القاهرة بحثا عن لقمة عيش نظيفة وحياة كريمة مثله مثل الآلاف من مواطني النجع حيث يعمل مبيض محارة "أرزقي" وفي العقد الخامس من عمره وهو طيب وبسيط ولم يذكر ان قام بأية مشكلة ولا نعرف حقيقة ما حدث بالضبط ولانعرف من نصدق في البداية هناك كلام بان الشرطة سحلته وبعد ذلك نفاجأ بتغيير الكلام مشيراً إلي ان هناك ضغوطاً تم ممارستها علي حمادة لتغيير أقواله ثم عاد أمس ليؤكد ان الشرطة هي التي سحلته. أضاف ان أهالي النجع يريدون معرفة الحقيقة واخراجه من مستشفي الشرطة لمعرفة الحقيقة.. هناك شئ غامض نريد معرفته مطالبا بإقالة وزير الداخلية ورئيس الوزراء ومحاسبة المتسببين لما حدث لابن عمه ونسيبه. أما جمال عبدالحفيظ عبداللطيف "عامل" ابن عم حمادة فيقول: عرفنا ان الشخص الذي تم سحله من أبناء النجع من خلال أجهزة التليفزيون والفضائيات لقد حزنا شديداً قلنا في البداية هناك خطأ لكن بعد ان تأكدنا انه حمادة لاتعرف شعورنا قلنا بينا وبين أنفسنا ماذا حدث ولماذا يحدث ذلك هل لهذه الدرجة تهان كرامة المصري أيا كان ما فعله أو ما قام به لكن ان يتم سحله بهذه الطريقة شئ لا نصدقه حتي الآن أين كرامة المصري؟ ممدوح جاد الكريم مؤذن النجع وجار حمادة أكد ان جميع الأديان السماوية ترفض ان تهان كرامة مواطن بتلك الطريقة فما أبشع ما حدث مشيراً إلي ان المصريين جميعا شعروا بالآسي لما حدث وليس النجع أو المحافظة متسائلاً أين كرامة المسلم لقد أوصي بها الله ورسوله الكريم ان حمادة شخص مؤدب ولا يحب المشاكل وعمله يحتم عليه ذلك ويتجنب المشاكل وليس لديه آية انتماءات سياسية لكن الشئ الذي يحيرنا هو تناقض الكلام في ما قاله حمادة لانه يختلف عن ماشاهدنا وسمعنا في الفضائيات وان المنظر صعب جدا علي العين ان تراه فما بالنا إذا كان الشخص قريباً أو جاراً اننا نريد الحقيقة وليس سواها. أما عبدالرحيم شلبي موظف بالضرائب العقارية واحد خيلان حمادة فقال: لقد شعرنا كلنا بالآسي لما حدث لحمادة فما كنا نتخيل ان يحدث له ذلك مشيراً إلي ان هناك أسئلة كثيرة نطرحها علي المعنيين الذين يقولون ان حمادة السبب هل الشرطة تسلم سيارتها للمتظاهرين؟ وإذا كانت الداخلية غير مدانة لماذا يخرج لنا وزير الداخلية ويعتذر عن ما حدث لحمادة وهو غير مدان؟! وإذا كان هناك خطأ يتحمله ومسئول عنه صاحبه هذا ما يقوله المنطق ان حمادة اصيب بضرر بالغ وليس حمادة فقط بل المصريون كلهم اصيبوا من جراء تلك الفعلة الشنعاء التي يجب ألا تمر مرور الكرام. أضاف عبدالسلام زيدان دبلوم صنايع ابن عم حمادة ان حمادة صابر وأسرته تركوا القرية منذ سنين وشد رحاله إلي القاهرة وتحديدا إلي منطقة المطرية حيث يعيش هو وأسرته وترك قطعة أرضه الصغيرة علي مساحة 300 متر "أرض فضاء" هي كل ما يملكه حمادة في تلك القرية علي أمل ان يجمع مبلغا مناسبا لكي يبني مسكنا حتي إذا ما عاد هو وزوجته وابنته وابنه في إجازة سنوية يجد المأوي لكن الحياة هناك صعبة وما حدث لحمادة من تجريده من ملابسه لا يرضي أحداً وما حدث يشير إلي النظام السابق مازال يحكم فأين الثورة؟ المنطق يقول هناك قانون يحكم الجميع علي افتراض ان الشخص أو أي شخص أخطأ مثلا هل العقاب بتلك الصورة التي رأيناها في التليفزيون!!! أما محمد خلف أحمد بالبترول وأحد أبناء نجع الجعران فيقول: إننا لم ننتخب الرئيس مرسي لكي تهان كرامة المصري انه مسئول عن ما حدث لحمادة فان ما شاهدناه عودة لأيام حبيب العادلي بوسائل أمن الدولة القمعية ان ما حدث جريمة في حق النظام وهو المسئول الأول عنها ويجب ان يتحمل تبعاتها مطالبا بالقصاص العادل وان يسترد حمادة حقه. طالب محمد البكري ابن عمة حمادة بخروجه من مستشفي الشرطة ومعرفة الحقيقة الكاملة دون ضغوط عليه. أضاف ان القرية وأهالي حمادة لا يطالبون إلا بشئ واحد وهو الحقيقة ومعرفة حقيقة ما حدث لحمادة ومن المسئول عنها الأمور مطالبين جميع المسئولين بإجراء تحقيقات عاجلة وعرض النتائج أمام الرأي العام في واقعة السحل وانهم لا يريدون شخصنة الأمور لانهم أناس بسيطة يعيشون في قرية معدومة من الخدمات.