عندما تولي اللواء محسن الجندي مديرية أمن سوهاج طالبه الجميع بعودة الأمن في المقام الأول فعمل الرجل علي تلبية ذلك مستشعرا قيمة أن يشعر المواطن بالأمان في ظل ظروف صعبة استثنائية تحيط بالبلاد. فوضع نصب عينيه ذلك المطلب الأساسي خاصة وأنه سبق له العمل بسوهاج نائبا لمدير الأمن السابق قبل توليه المديرية فاكتسب حب الشارع السوهاجي بسرعة فائقة تحسب له رغم مرور فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر. بل شهدت ولايته مبادرة تسليم الأسلحة غير المرخصة دخولها حيز التنفيذ وقام بعض المواطنين بتسليم أسلحتهم طواعية للأجهزة الأمنية بسوهاج. "المساء" ذهبت إلي اللواء محسن الجندي مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج والتقت به في مكتبه بالمبني الذي انتقلت إليه المديرية مؤقتا لحين العودة في حوار تحدث فيه بصراحة عن أهم الموضوعات التي تهم وتشغل المواطنين والشارع السوهاجي. رسالة في البداية أكد اللواء الجندي علي أن أول يوم تولي فيه المسئولية اعتبر أن ذلك رسالة يجب عليه أن يؤديها علي أكمل وجه فوضع المواطن السوهاجي نصب عينيه مشيرا إلي أن أكثر شئ يحزنه شعور المواطن بالخوف أو الرعب من تعرضه لبلطجي أو مشابه ذلك. قائلا كانت توجيهاتي مواجهة البلطجة بكل أنواعها وبث الطمأنينة في قلوب المواطنين وأكد علي انه عندما تولي المسئولية أصدر أوامره لجميع القيادات بالمديرية بتكثيف الحملات الأمنية بصفة مستمرة ليلا ونهارا كي يشعر المواطن بتواجد الأمن والأمان والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه ترويع المواطنين أو التعدي عليهم بأي شكل من الأشكال والضرب بقبضة من حديد علي أيدي جميع المخالفين والخارجين عن القانون. نجاحات كما أوضح اللواء الجندي بأن أهم الملفات التي تواجهه بسوهاج هي قضايا الخصومات والثأر وضبط الأسلحة النارية وتفعيل القرار الجمهوري بتسليم السلاح وملف الاشغالات والباعة الجائلين والمرور والتموين مشيرا إلي انه الفترة الأخيرة شهدت تسليم الأسلحة من عدد من المواطنين بسوهاج طواعية وهذا دليل علي نجاح الأجهزة الأمنية وشعورهم بأنهم ليسوا في حاجة إلي حمل السلاح أما بالنسبة للخصومات الثأرية فقد أكد مدير الأمن بأن الأجهزة الأمنية في الفترة الأخيرة نجحت في إنهاء خصومات ثأرية وعقد 22 صلحا بالتنسيق مع لجنة المصالحات بالمحافظة برئاسة المستشار أحمد أبوالمجد رئيس اللجنة كما اعتبر اللواء الجندي أن لقاءاته واجتماعاته مع القيادات والضباط والأفراد والعاملين المدنيين والخفراء ملف من الملفات التي يعمل علي تطبيقها للتواصل والوقوف علي المعوقات والعمل علي إزالتها. وعن نجاح أجهزة أمن سوهاج باستعادة الأسلحة المسروقة من نيابة إحراز طما أشار اللواء الجندي إلي أن الحادث فردي وما يعنيه البحث عن المتهمين الذين قاموا بسرقة الأسلحة وهناك خطة تم وضعها وسوف نصل إلي من قام وارتكب الواقعة قريبا. وعن حوادث الخطف بسوهاج أكد مدير الأمن علي انه لا يجب المبالغة والانخراط وراء الشائعات ونبه إلي أن المسئولية الأولي تقع علي الأسرة قائلا هي "التربية" وضرب المثل الأول بفتاة جرجا التي قام والدها بتقديم بلاغ عن اختفائها وتم تشكيل فريق بحث تبين وتوصل إلي أن خلافات أسرية وراء غيابها لسوء معاملة الأسرة لها. ورفضهم خطبتها من أحد الأشخاص. حملات بالنسبة لزيادة معدلات الجريمة في المناطق الحدودية للمحافظة مثل دار السلام وطما والبلينا أشار مدير الأمن إلي أن هناك بعض المناطق الجبلية يتخذها المجرمون وكرا لهم ونقوم بالعديد من الحملات الأمنية عليهم في تلك المناطق. عن كثرة زياراته لعدد من المراكز والأقسام ووحدات المرور بالمحافظة والهدف منها قال مدير أمن سوهاج: لقد قمت بالعديد من الزيارات المفاجئة للاطمئنان علي سير العمل وتفقد الحجز والسجن والقيام بالتفتيش علي نماذج المحبوسين والتأكد من قانونية حجزهم كما تفقد سبل الرعاية للمحبوسين والمسجونين وأهمية انتقال مفتش الصحة لفحصهم بصورة دورية وفي حالة وجود حالات تستدعي النقل للمستشفي يتم إخطار النيابة العامة واتخاذ الاجراءات القانونية نحو ذلك علي الفور كما تم التشديد علي نظافة السجن والحجز ونظام الاطفاء ومدي صلاحية الاستخدام وتفقد عنبر السلاح والأسلحة والذخيرة والقيود الحديدية والأجهزة اللاسلكية ومدي صلاحياتها وكذا القوة المعينة لتأمين عنبر السلاح وتفقد غرفة الاتصال والأجهزة اللاسلكية وكذا المرور علي وحدات المرور وطالبت بسرعة انتهاء التراخيص. عن التعديات علي الأراضي الزراعية بسوهاج أوضح اللواء الجندي بأنها تنامت أعقاب الثورة ومن أهم أسباب ذلك حالة الفراغ الأمني الذي حدثت ولكنها بدأت في التراجع في الوقت الحالي بصورة ملحوظة مشيرا إلي انه عندما يأتي قرار إزالة لانتواني في تنفيذه حيث قمنا بإزالة العديد من حالات التعدي علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة والمنافع بالتنسيق مع الوحدات المحلية ومسئولي حماية الأراضي ومديرية الزراعة. قواعد كما أوضح مدير أمن سوهاج بأنه لا توجد معوقات لترخيص السلاح للمواطنين وان عملية ترخيص السلاح تتم وفقا للقواعد القانونية ولا توجد أية مشكلة في الترخيص مادام الشخص حسن السير والسلوك والسمعة ولديه سبب للترخيص. عن ما يثار حول تجاوزات البعض من رجال الشرطة القانون وتكاسل بعض الضباط في أداء عملهم أوضح مدير الأمن علي أن سوهاج من المحافظات العريقة التي لا يحدث فيها ثمة تجاوزات للقانون ويتبادل فيها رجال الشرطة والمواطنون أرقي طرق التعامل وتبادل الاحترام قائلا إن بابه مفتوح لأي شكوي وانه لن يتاون في البحث فيها. تعاون أمني كما أكد مدير أمن سوهاج علي وجود تعاون أمني بين المحافظة والمحافظات المجاورة مشيرا إلي انه بالفعل هناك تنسيق وتعاون مستمر بين المحافظة والمحافظات المجاورة وخصوصا في ضبط الخارجين علي القانون أو اي متهم مهما كان شخصيته وكان آخرها القبض علي أحد ضباط الشرطة بمحافظة سوهاج الذي كان متهماً في إحدي القضايا. تحدث اللواء الجندي مدير أمن سوهاج عن وجود خطة أمنية سيتم تطبيقها في سوهاج خلال المرحلة الحالية حيث أوضح أنه بصدد تنفيذ منظومة تم وضعها بعناية ومقسمة علي عدة محاور منها محور الخصومات الثأرية والخطة المرورية مشيرا إلي جهد المحافظ في رصف الشوارع المزدحمة وتشكيل لجنة من جامعة سوهاج بالتعاون مع جامعة عين شمس لإعادة تخطيط مدينة سوهاج. منظومة أمنية أضاف أن المنظومة الأمنية تتضمن أيضا عمل مربعات أمنية عبارة عن مراكز شرطة متنقلة موجودة بأكشاك بميادين المدن سوف تساهم المحافظة في تنفيذها لتكون موجودة بالقرب من المواطن العادي يمكنه اللجوء إليها في وقت أو الاتصال بها لتكون بذلك أسرع في الانتقال لمكان الحدث. وبالنسبة للقري أعلن عن تعيين 1500 خفير لضبط الحالة الأمنية بقري المحافظة بمعني انه سيكون هناك عدد 2 خفير علي مدخل كل قرية بالاضافة إلي المتجولين وكذلك تكثيف الدورات الراكبة وتطوير العمل الأمني في نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة بالطريق السريع وذلك لإحكام السيطرة الأمنية علي تلك الطرق. كما تكليف مدير إدارة المرور ورئيس قسم المرافق بإعداد خطة موسعة تشمل إعادة الانضباط للشارع السوهاجي وتوجيه مدير إدارة مباحث التموين باستمرار لحملات قوية تستهدف كبار تجار السوق السوداء خاصة في مجال البوتاجاز السولار الدقيق وهو الأمر الذي يحقق الردع للمتلاعبين في تلك السلع ويساعد علي ضبط الأسعار. وفي نهاية الحوار أكد اللواء محسن الجندي مدير أمن سوهاج ل "المساء" علي حيادية جهاز الأمن في التعامل مع جميع المواطنين بمختلف انتماءاتهم واتجاهاتهم وميولهم وعقائدهم.