* حرصت ان اشاهد واسمع ما يقوله الدكتور مصطفي الفقي في برنامجه علي قناة النهار "سنوات الفرص الضائعة" وكان مقصوداً بالطبع السنوات التي ضيع فيها الرئيس مبارك فرصاً لا تقدر وبدلاً من ان نسمع من الفقي الرجل الذي خدم في عصر مبارك عن قرب ان مبارك ضيع علي نفسه وعلي تاريخه وعلي مصر كلها فرصة كبيرة كانت من الممكن ان تغير تاريخ هذا الشعب وتغير تاريخه هو شخصياً ألا وهي صناعة ديمقراطية حقيقية.. نري ونسمع الرجل وهو يتصنع الحكمة والفلسفة وتصنع قراءة الأحداث ويسقطها بقصد علي احوال البلاد ما بعد الثورة وأوشك ان يقول ان مبارك كان ديمقراطياً وراح يذكر محاسنه ونتقده برفق ويمدح عصره ويبدو ان عنوان برنامجه "سنوات الفرص الضائعة" لم يكن اسما علي مسمي فلم يتوقف عند الفرص الضائعة التي فقدها مبارك ولم يقل انه ضيع فرصاً علي مصر فلولاه لكانت مصر الآن مثل تركيا وماليزيا وغيرهما من النمور الصاعدة فقد استباح الرجل حرمتها وضيع هيبتها وافقد شعبها وذل رجالها وافسد كل شيء فيها.. مبارك لم يفعل شيئاً إلا لحاشيته وأسرته وترك الشعب يأكل بعضه.. لقد استنفد مبارك كل فرصه وكل رصيده وبات منتهياً قبل الثورة بأكثر من 15 سنة ولا يستحق كل هذا اللطف وهذا التحسيس والتدليس والنقد المستحي. * لقد حاول الدكتور الفقي ان يمتدح مبارك ويمجده وكأنه يهيئ الرأي العام لقبوله والبكاء عليه والترحم علي ايامه وضرب مقارنات غير موضوعية وغير موضوعة اصلاً في موضعها بين الرئيس مرسي والرئيس مبارك وكأنه يريد ان يقول الضد يظهر حسنة الضد. * كنا نتمني من الفقي ان نعرف منه وهو رجل النظام السابق والقريب منه رغم ان ما يشيعه عكس ذلك.. نتمني ان نعرف منه الفرص التي اضاعها مبارك بغبائه وضيق افقه وطمعه وخضوعه لزوجته وتركه لاولاده يركبون البلاد وينهبون العباد.. فرصة الضائعة في تحويل مسار تاريخه من الصفحة الأولي إلي صفحة الحوادث.