خالد جبر لا أعرف كم دفع الدكتور مصطفي الفقي للمحطة التليفزيونية التي خصصت له كل هذا الوقت ليبرئ نفسه ويخلي ساحته في برنامج بعنوان سنوات الفرص الضائعة. كنت أتصور في البداية ان البرنامج مخصص لتوضيح الفرص الضائعة علي مصر في مجالات عديدة.. وهي فرص كثيرة جدا ضاعت ومازالت تضيع بفضل كل من جلس أو مازال يجلس علي كرسي الحكم.. ولكن أصبت بخيبة أمل شديدة عندما أدركت ان كل الفرص التي ضاعت علي مصر كانت بسبب ان الدكتور الفقي لم يكن وزيرا.. أي وزير.. المهم ان يكون وزيرا في دولة السلطان مبارك.. وإلا فكل شيء اسود ومهبب وكل الرجال متآمرون. لم يكتف الدكتور الفقي بكونه دبلوماسيا ناجحا وصل إلي درجة السفير في دولة مهمة ثم ست سنوات كمدير لمكتب الرئيس السابق للمعلومات.. سيبك من حكاية الخناقات اليومية مع الرئيس نفسه أو رئيس الديوان.. كلام لا يصدق وإلا لما جلس في مقعده كل تلك السنوات.. لم يكفه كرسي بالتزوير في مجلس الشعب، كان يعلم تماما انه بالتأكيد والآن يدعي ان الحزب هو الذي ورطه في هذا الكرسي.. طيب لماذا استمريت.. ولماذا قبلت بعد ذلك كرسيا بالتعيين في مجلس الشوري؟ كنت هاتموت علي الكرسي. الدكتور الفقي ذكر أشخاصا عديدين.. من كل صنف ولون.. احياء وأمواتا أو وراء القضبان. المهم انه كان هو بطل كل الحكايات ومحورها الأول.. ثم انه كان ناصحا للرئيس ومربيا لأبنائه وحاملا لواء العفة في بيت للدعارة.. مجاهدا ضد الفساد.. رافضا لما كان يفعله جمال مبارك وأحمد عز.. كارها لسطوة صفوت الشريف وجبروت زكريا عزمي.. وجهل أنس الفقي وبلاهة أحمد نظيف. يا دكتور.. كفاك كرها للناس.. وحقدا عليهم.. كفاك ادعاء للبطولات.. وتزويرا للروايات.. لقد كنت واحدا من النظام وأحد أبناء الجيل الذي لم يترك شيئا لغيره. لقد نلت الكثير.. وبعض كل الكثير لم يكن من حقك.. كان من حقك ان تطمع أكثر.. لان هناك من هو أقل منك وحصل علي ما هو أكثر.. لكن هما فين.. وأنت فين؟.