يخرج علينا كل يوم في برنامجه سنوات الفرص الضائعة , الذي يذاع علي قناة النهار , في حلقات طويلة يصل بعضها إلي ما يزيد عن الساعة , يتحدث فيها الرجل عن ما أسماه صراحة كعنوان بسنوات الفرص الضائعة , العنوان الذي يثير تساؤلات اكثر مما يجب وأشمل وأعم من مضمون الحلقات , فكل الحلقات بلا إستثناء , تتبع مسارات بعينها لا تكاد تخرج عنها , تشوية , تجميل , ندم فيختار الفقي في الحلقات الشخصيات التي لم يختلف عليها أحد , في فسادها مثلا ويحاول بكل الطرق لي عنق الحقائق بحواديت كواليس الرئاسة من ان فلان اتصل وإجتمعنا وتحدثنا واخبرت الرئيس ورد علي الرئيس واتي الرئيس وقرر الرئيس إلخ , من تعبيرات لا تخلو من التأكيد علي تجميل صورة مبارك بالرغم من الإنتقاد الظاهر للأمور , والغريب في الأمر انه لم يقم أبدا في حلقاته التي اسمتعت إلي اغلبها بالإشارة لمبارك علي انه الرئيس المخلوع , كما لو كان يريد أن يعيد في أزهان الشعب المصري كرامات مبارك وعدالته التي وسعت الأخضر واليابس فلم تبقي منها شيئا. ووسط كل هذه الإمكانات التي لا أعلم من أين تأتي ومن يسمح بكل هذه السفاهات , فالفقي لا يحكي تاريخا , ولا يؤرخ لأحداث بعينها فلا وثائق ولا مستندات , اللهم إلا من بعض الصور التي ألتقطت في مناسبات إجتماعية , والتي تجمعه مع الشخصيات التي يتحدث عنها. وفي إحدي الحلقات في الأسبوع السابق لنشر هذا المقال , تحدث الفقي عن أمثر من 10 شخصيات عملت في وزارات مبارك المتعاقبه , ركز فيها علي كل ما هو حميد وجيد , وما يمكن أن يثير داخل وعي المواطن أشجان الماضي بأمن واهي وثبات واستقرار , ويتحدث مستطردا عن وزراء , شهد لهم الجميع بالنزاهه , ويقفز علي وزراء يعلم الجميع كم المصائب التي حطت علي رؤس الجميع من وراءهم وأكثر مالفت نظري هو حديثة عن عاطف عبيد , الرجل الذي أسس مباديء تدمير الأقتصاد الوطني وفتح الباب علي مصراعيه لبرامج الخصصخه المشبوهه وعمليات بيع أصول الدولة بتراب الفلوس , يتحدث عنه كما لو كان عيبه الوحيد ( ان الراجل مكنش بيحب يزعل حد) ثم يتحدث قبله وبعده عن الكفراوي ويصفه بجيل البنائين , ويتبع عبيد بالجنزوري بصرامته وعدم قدرته علي الصمت علي الخطأ يريد منا الرجل علي إستحياء ان نستحضر صورة عصر مبارك ونقارنه بما نحن فيه اليوم من أوضاع غريبه , وبالطبع تكون النتيجة الحتميه هي النكوص والإرتداد , فأحوال ما بعد الثورة لا فارق بينها وما بين قبل الثورة , الفارق الوحيد ان نشر الفساد كان له حدود , ولما قامت الثورة كسرت هذه الحدود فأصبحنا نقرأ كل يوم عن ما يحدث بدلا من أن نقرا مايريدون له أن يحدث. إن الإنفجار الإعلامي الذي حدث , والذي أدي إلي إستمرار ظهور النخبة بنفس الوجوه العكره , وهي تحاول جاهده أن تتلمس خطي جديدة لتجميل صورتها وصورة النظام القديم الذي ضيع مصر , لهو المعني الحقيقي الذي لا يختلف عليه احد لحال مصر هذه الأيام , جزار الأمس يريد أن يصبح طبيبا لنفس الذبيحه التي ذبحها علي محراب الفرص الضائعة. إنني أستمع لهذه الحلقات , وانا اتعجب من هذه الشخصيات , ومن أمثال مصطفي الفقي , ولا اخفي عليكم إنني اتذكر أفلام الخيال العلمي , التي تتحدث عن الكائنات الفضائية , هي كائنات فضائية يتمني الدكتور مصطفي الفقي أن تنزل للأرض مره أخري فتقوم بإختطافه حتي يستطيع أن يعوض الفرص التي ضاعت عليه في العصر البائد وما هو أت. علاء سعد خبير نظم معلومات مرشح محتمل من الشباب للإنتخابات الرئاسية