تصريحات الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية التي تتهم الاخوان المسلمين بالتلون السياسي والتحالف مع التيار المدني ضد الاسلاميين.. هل هي بداية للصدام بين الاخوان والسلفيين؟.. وهو الصدام الذي توقعه الكثيرون منذ بداية التحالف وشهر العسل بين الطرفين.. والذي بدا واضحا في استفتاء 19 مارس 2011 وما تلاه من انتخابات برلمانية ورئاسية وفي لجنة الدستور وأخيرا في الاستفتاء علي الدستور. التصريحات تصدرت جريدة المصري أمس ومثلت هجوما من الدعوة السلفية وحزب النور علي جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وأكد فيها برهامي ان موقف الاخوان يقلل من احتمالات التحالف معهم ويجعله شبه مستحيل. سبب الخلاف كما أوضحه برهامي هو اصرار حزب الحرية والعدالة علي إلزام الأحزاب الأخري بوضع المرأة في ترتيب معين داخل القائمة الانتخابية وهو ما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص كما يقول السلفيون ويهدر مبدأ ان الأولوية للكفاءة بصرف النظر عن كون المرشح رجلا أو امرأة. في نفس سياق الخلاف قال المهندس صلاح عبدالمعبود عضو مجلس الشوري عن حزب النور ان نواب الحرية والعدالة بالمجلس يديرون المجلس علي هواهم ولا يسمحون لباقي الأعضاء بتقديم مقترحاتهم حول قانون الانتخابات!! وردا علي ذلك قال سيد حزين عضو مجلس الشوري عن الحرية والعدالة ان النور له حق الاعتراض لكنه مطالب باحترام الأغلبية حال التوافق علي القانون والعمل به واصفا اتهامات السلفيين بالباطلة!! وهو نفس المنطق الذي كان النور يشاركهم فيه قبلا وطالما ردده معهم في مواجهة الآخرين وقت ان كان الآخرون يطالبون بالتوافق أولا وبذل الجهد من أجل التوافق قبل اقرار الدستور!! وسبحان مغير الأحوال!! سبب آخر للخلاف يؤكد بالفعل ان شهر العسل في نهاياته جاء علي لسان الدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة الذي قال بصعوبة التحالف مع حزب النور في الانتخابات البرلمانية المقبلة لأن حزب النور طالب بالحصول علي 40% من مقاعد مجلس النواب وتقسيم المقاعد الأولي في القوائم بالتساوي بين الحزبين وهو ما رفضه الحرية والعدالة. في رأيي الخاص ان ما يحدث من اختلاف في الرأي والرؤي بين الاخوان والسلفيين سيكون في صالح الديمقراطية.. لأنه في النهاية سوف يقلص من أغلبية الاخوان في مجلس الشعب لتكون في الحجم الطبيعي دون زعامات.. وهذا كفيل بعودة الأداء للاعتدال بدلا من الغلبة ولغة القوة التي سادت منذ الثورة اعتماد أعلي تحالف التيارات الاسلامية.. وهو تحالف كان يجعل السلفيين في ذيل الاخوان ويعطي ايحاء أنهم يستمدون القوة منهم.. والآن من حقهم أن يقولوا "نحن هنا" ولا نحتاج للجري وراء الاخوان.. فهل يحدث هذا.. نحن في الانتظار.