إذا وافق الكونجرس الأمريكي علي اختيار الرئيس باراك أوباما لجون برينان مديرا لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وهذا أمر متوقع فإن برينان البالغ من العمر 57 عاما سوف يدخل موسوعة الأرقام القياسية من باب جديد باعتباره أول مدير للمخابرات المركزية يتحدث اللغة العربية. فالعادة أن يجيد مدير هذا الجهاز أكثر من لغة. وكان معظم من سبقوه يجيدون الروسية أو الصينية أو الاسبانية أو غيرها من اللغات التي تهتم بها الولاياتالمتحدة. وكان منهم من يجيد الفيتنامية. أما برينان فلم يكتف بأن يكون خبيرا في شئون الشرق الأوسط بل قرر أن يدعم هذا التخصيص باتقان لغته الرئيسية وهي العربية. وسبق له أن درس شئون الشرق الأوسط في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وبرينان عموما ليس وجها جديدا علي المخابرات المركزية فهو يعمل فيها منذ 25 عاما. وسبق أن رشحه أوباما مديرا للمخابرات المركزية في ولايته الاولي. لكن الكونجرس رفض إقرار ترشيحه باعتبار أنه كان مؤيدا للأساليب "العنيفة في الاستجواب" التي كانت مطبقة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن. وقد استدل معارضوه علي ذلك بأحاديث عديدة نشرت له في الصحف أكد فيها أن هذه الأساليب أفادت في الحصول علي معلومات مهمة. كما دافع عن تسليم المعتقلين إلي أجهزة مخابرات أجنبية تابعة لدول لا ينتمون إليها. ولم يشأ أوباما وقتها أن يترك هذه "الخبرة الكبيرة" تضيع فاختار له منصبا لايحتاج لتصديق الكونجرس علي من يشغله وهو "نائب مستشار الأمن القومي للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب" ويعتقد أنه كان العقل المدبر وراء برنامج مراقبة التجمعات الإسلامية بالولاياتالمتحدة والذي تضمن فيما تضمن دس عملاء يتحدثون اللغات السائدة بين هذه التجمعات. وبلغت تكلفة البرنامج 135 مليون دولار وأسهم فيه البيت الأبيض بجزء من ميزانيته الخاصة وأثار ضجة عند الكشف عنه. ومن المتوقع أن تثور مسألة "الأساليب العنيفة" في مناقشات مجلس الشيوخ هذه المرة أيضا. لكن يبدو أن أوباما استعد لها جيدا. ويمكن أن تكون المهمة أسهل هذه المرة في ضوء الفضيحة النسائية التي أطاحت بسابقه بترايوس. يشير استقراء سيرة حياة برينان الي أنه بدأ حياته كعميل للمخابرات الأمريكية بعد حصوله علي درجة جامعية في العلوم السياسية في جامعة فوردهام في تكساس. ثم ترقي بسرعة في صفوفها ليصبح محللا لشئون مكافحة الإرهاب ومديرا في دائرة شئون الشرق الأدني وجنوب آسيا. وبحلول عام 1995 كان برينان قد وصل الي منصب المساعد التنفيذي لجورج تنيت نائب مدير الوكالة وقتها والذي أصبح فيما بعد رئاسة الوكالة مدة عبر تاريخها. وبعد ذلك بعام واحد عين رئيسا لمحطة الوكالة في الشرق الأوسط ثم عاد الي واشنطن في عام 1999 ليصح مديرا لمكتب تنيت حتي عام 2001 ثم نائباً للمدير التنفيذي للوكالة حتي عام 2003 وفي عام 2004 ولمدة عامين عين مديرا للمركز القومي لمكافحة الإرهاب التابع للوكالة. وبعد ذلك ترك المخابرات لعدة سنوات عمل خلالها مستشارا لشركات الدفاع والأمن حتي عاد إلي الحكومة والبيت الأبيض بوصول أوباما الي الحكم.