أغلق المعتصمون بميدان التحرير الليلة الماضية مداخل ومخارج الميدان مرة أخري بالحواجز الحديدية بدلا من الأسلاك الشائكة وشكائر الرمال التي ازالتها الحملة الأمنية التي رافقت اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة خلال تفقده أحوال الميدان لإزالة الاشغالات والباعة الجائلين منه تخفيف حالة التكدس المروري. عاد الوضع إلي ما هو عليه داخل الميدان وانتشر عدد من الباعة مرة أخري علي أطرافه وكذلك ظهرت من جديد نصبات الشاي التي أصبحت داخل كل خيمة بالميدان. لم يكتف المعتصمون بالميدان الليلة الماضية بإغلاق مدخل الميدان فقط من ناحية المتحف المصري وانما اغلقوا أيضاً جميع الشوارع المؤدية إلي الميدان بالحواجز الحديدية مرة أخري بعد رحيل رجال المرور الذين كانوا متواجدين لتسيير حركة المرور من وإلي الميدان. حيث أغلقوا شوارع عمر مكرم ومحمد محمود والفلكي والجامعة العربية ونقضوا عهدهم مع مدير أمن القاهرة خلال جولته التفقدية حيث اتفق مع المعتصمين علي فتح الميدان لتسيير المرور منذ الصباح وإعادة إغلاقه في العاشرة مساء وهو ما لم يحدث. شهد الميدان أكثر من مشادة كلامية وصل بعضها إلي الاشتباك بالأيدي بين سائقي السيارات وأفراد اللجان الشعبية الذين أصروا علي إغلاق الميدان وعدم مرور السيارات وهو ما أدي إلي استفزاز السائقين وعلت أصواتهم حول عدم وجود قانون يعطي المعتصمين واللجان الشعبية الحق في إغلاق الميدان والتحكم في أروقته في الوقت الذي توعد فيه أفراد اللجان الشعبية السيارات المارة بغير إرادتهم بالتدمير عند مرورها. دارت الكثير من الحالات النقاشية بين رواد الميدان وعدد من المعتصمين حول الأحداث التي يتعرض لها الميدان وضرورة الاستعداد لذكري الثورة وكذلك حول إزالة الاشغالات وطرد الباعة من الميدان في الوقت الذي اختفت فيه أعداد كبيرة من الخيام التي كانت منصوبة بالجزيرة الوسطي ولم يصبح هناك سوي مجموعة علي أطراف الجزيرة أصحابها من الباعة المنتشرين بالميدان وبعض مصابي الثورة أو من يدعون أنهم مصابو الثورة ولم يأخذوا حقوقهم وهو ما دعاهم للاعتصام بالميدان حتي الآن.