استبشرت خيرا عندما شاهدت الحملة المكبرة التي قامت بها الشرطة علي محطة مترو المرج الجديدة لإجلاء الباعة الجائلين عنها وتطهيرها منهم فهذه الحملة كانت مطلبا ملحا للمواطنين الذين ضاقوا ذرعا بهؤلاء الباعة الذين يسببون لهم المضايقات أثناء دخولهم اليها وخروجهم منها. فضلا عن الباعة الذين احتلوا المساحات المحيطة بها وأعاقوا المرور في وجه المشاه أو وسائل النقل. مما تسبب في الكثير من المشاحنات والمشاجرات بين الباعة والمواطنين وأصبح هؤلاء الباعة مصدرا لرعب المواطنين..!! سواء تلك الحملة قد بدأها اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق قبل خروجه من الوزارة وحل محله اللواء محمد إبراهيم الوزير الجديد. فنتمني ألا تكون "حملة تفوت ولا حد يموت" فيستكمل الجديد ما بدأه القديم بأن تستمر الحملات للقضاء علي تلك التجمعات والبؤر التي تحمل في طياتها الفساد الأخلاقي والانفلات الأمني بكل صورهما تحت قناع الاسترزاق وأكل العيش. نتمني ألا تكون مؤقتة وتعود ريما لقديم عادتها فبعد ان تنفض الحملة وتغادر الشرطة مكانها يعود الوضع كما كان عليه من قبل.. وهذا هو حالنا مع كل حملة وأي حملة تقوم بها الداخلية. اننا مع استمرار تلك الحملات ليست علي محطة المرج الجديدة أو محطة حلوان فقط بل نريدها ان تمتد الي محطات السادات والعتبة ودار السلام وغيرها ممن احتلها هؤلاء الباعة.. ونأمل أن تطول قلب العاصمة الموجوع التي باتت تئن تحت قبضة الباعة الجائلين والبلطجية من كل صنف ونوع فلقد تحولت القاهرة بميادينها وشوارعها إلي سوق شعبية كبيرة واستولي علي أرصفتها ليس الباعة فقط الذين افترشوا بضاعتهم عليها بل شاركهم في ذلك أصحاب المحلات والمقاهي والمطاعم والكافتيريات واحتلوا جزءا كبيرا من الطريق والويل كل الويل لمن يعترض.. اذ انه سيسمع من الشتائم اقذعها ومن السباب افحشه. هذا ان لم يتم تأديبه بالسلاح الأبيض أو القضاء عليه بطلقة خرطوش .. فالمواطن أصبح ضعيفا أمام تلك البلطجة التي فاقت كل الحدود بعد ان فقدنا كل ما يردع الخارجين عن القانون والنظام. ان الدولة تستطيع ان تحافظ علي ممتلكاتها بالقوة التي يحميها القانون. وتستطيع ان تطبق القانون الذي تحميه قوتها. اما المواطن الذي يبحث عن قوت يومه في تلك الظروف الحالكة السواد فلا أعتقد انه يستطيع ان يقوم بدور الدولة في اقرار النظام والأمن وعدم استعداء الغير علي ممتلكات الدولة التي استحلها البعض لنفسه فأقام اكشاكا بدون تراخيص واستولي علي ما يحيط بها من أرض.. أو يستطيع ان ينظم مرورا يختلط فيه الحابل بالنابل من سيارات تسير عكس الاتجاه أو تسير بسرعة تزيد عن حدها أو سيارات اتخذت من الشوارع مواقف عشوائية لها أو حولتها الي جراجات وساحات انتظار.. أو الانتظار صفا أول وثانيا وربما ثالثا.. وغير ذلك من مظاهر الانفلات الذي حدث بعد يناير .2011 واذا كنا مع عودة الشرطة بكامل هيبتها وكل قوتها لإعادة الأمن والنظام وتطهير البلد من كل الصور والمظاهر السيئة التي تؤثر علي السياحة والاستثمار وهما من المصادر المهمة للدخل.. فنحن في الوقت نفسه نسأل الدولة عما ستفعله لهؤلاء الباعة لايجاد أماكن بديلة لممارسة أنشطتهم وحفاظا علي ارزاقهم فإن معظمهم من المعدمين أو النازحين من الصعيد الذين أهملتهم الدولة علي مدار سنوات طويلة ولم تحاول الاهتمام بتنمية هذه المحافظات النائية وتطويرها واقامة المشروعات التي تستوعب أبناءها وتكفل لهم حياة كريمة وعيشة رغداء آمنة. فمتي تهتم الدولة بكل فلذات أكبادها؟!