تجسد الإهمال في صور شتي في جميع مناحي الحياة بالبلاد نالت محافظة سوهاج حظا وافرا. وما من قطاع حكومي أو غير حكومي إلا وتوغل فيه وكان مستشفي الزوك القديم " الملقب بالمرحوم " بمدينة المنشاة أحد ضحاياه. فكارثة حقيقة يعيشها هذا المستشفي أو التي كانت يسمي مستشفي حيث تم اغتياله بقرار الإغلاق أواخر تسعينيات القرن الماضي وتحول إلي مبني مهجور يشكو من الأنين بعد أن أصبح المستشفي مكانا ومرتعا للكلاب والذئاب الضالة وتحولت الغرف فيه إلي أماكن لممارسة الدعارة ووكرا لتعاطي المخدرات. فيما الجانب الأخر وعلي مساحة لا تتجاوز مئات الامتار انشيء مركز صحة الأسرة لكنه لا يفي بالمطلوب خاصة أن المستشفي القديم كان يخدم أكثر من 10 قري بعدد سكان يتجاوز ال200 ألف نسمة يطالبون بتحرك المسئولين لإعادة الإمل والنظر إلي ذلك المستشفي واتخاذ قرار مناسب بشأنها "المساء" كانت علي الموعد وشدت الرحال إلي قرية الزوك الشرقية وتحديد تلك المستشفي التي تبعد عن مدينة سوهاج حوالي 17 كيلو متراً وهي تقع علي طريق سوهاجالقاهرة الزراعي الغربي بجوار الجسر الحربي. رأينا مبني مهجوراً وعندما دخلنا وجدنا مساحات تتجاوز آلاف الأمتار وسالت احد الأشخاص فقلت أين مستشفي الزوك القديم فاخذني خلف المبني إلي مركز صحة الأسرة للقاء الطبيب المختص وعندما سألته رفض الإجابة بأدب شديد عن أية شيء. وقال: اعذرني لأنني جديد منذ شهر وعرفت بان المبني الذي دخلت فيه عند الطبيب هو مركز صحة الأسرة بقرية الزوك الشرقية أنشي بعد إغلاق المستشفي. والمركز لا يوجد به سوي ذلك الطبيب وممرضة وإداريان. ولا توجد به الأدوية الكافية أو العلاج المطلوب هذا ما قاله لنا احد الاهالي عند خروجنا من المبني الصغير. وأضاف بان المستشفي كان يخدم الآلاف من المواطنين وتم إغلاقها منذ سنين .. قمنا بالتجول في جميع أركان المبني القديم الذي كان يقال عنه "مستشفي الزوك" ومحيطه. المساحة أكثر من 12 ألف متر والمبني قديم صادر له قرار إزالة منذ سنين حسب كلام عدد من الاهالي وعندما سألنا عن القرار قالوا لا نعرف لكن هناك قرار إزالة. أو لافتة!! وغرف كثيرة بالعشرات في الدور الثاني مابين غرف كانت تستغل كعنبر الرجال وأخري عنبر السيدات وبه مشرحة ومحرقة وغرفة للعناية المركزة وغرفة رعاية أطفال التقينا بعدد من المواطنين بقرية الزوك يقول خالد علي أحمد العمدة احد أبناء القرية أن المشكلة ليست وليدة اليوم بل هي سنوات ذقنا فيها طعم الإهمال فمستشفي الزوك الشرقية التي خيروا أباءنا وأجدادنا مابين بناء وإقامة مستشفي للقرية أو مجلس قروي فاختاروا المستشفي خدمة لاهالي القرية والقري المجاورة حيث بدا العمل فيها لاستقبال المرضي عام 1952 وكان يخدم أكثر من 250 ألف نسمة من القري المجاورة مثل الزوك الغربية والروهيب والزارة والحريزات الغربية والغريزات وكوم بندار والدويرات وعدد آخر من القري التي ليس بها مستشفي اي أنه كان يخدم ثلاث مجالس قروية وفي النهاية يتم إغلاقه في نهاية التسعينات وقالوا أن هناك قرار إزالة ولا نعرف حتي الآن أين هذا القرار ولماذا أغلق. وتم إنشاء وحدة صحية أو مركز صحة أو طب الأسرة من الناحية الخلفية للمستشفي القديم الذي لا يغني ولا يسمن من جوع يقول أمين شوقي توفيق جامعي: لماذا هذا الإهمال ومذكرات بإعادة العمل إلي مستشفي الزوك الذي لا يعمل منذ سنوات بالرغم من أنها كانت تضم غرف عمليات وصيدلية ومشرحة ومعمل تحليل وبه العديد من الأجهزة الطبية المتكاملة وفجأة أغلقوه ونقلوا كل متعلقات المستشفي من أجهزة وسرائر وحتي الأطباء إلي مستشفي الحميات بالنشاة ولم يترك هنا إلا جدران وحوائط وغرف مهجورة لترتع وتمرح بها الكلاب الضالة بل مأوي للخارجين عن القانون ويتم فيه كل ما هو متوقع من سرقة ودعارة بل أصبح وكرا للمخدرات وبدلا من أن يعمل المستشفي ليخفف المعاناة ويقدم العلاج إلي المرضي من القرية أصحت وبالا علي اهالي القرية لقد عانينا ومازلنا نعاني بسبب الإهمال الجسيم بترك وإغلاق المستشفي القديم بالزوك الشرقية علي ما هو عليه الآن ويضيف طلعت عدلي شنودة مزارع من اهالي القرية أنهم لا يعرفون السبب في إغلاقة حتي الآن ويقولون لنا هناك مركز صحة فبالله عليكم مركز صحة لا يعمل بعد الساعة الثانية ظهر ا فأين يذهب مرضي قري يتجاوز عدد سكانها المئات من الآلاف وزاد الطين بلة إننا نري في تلك الغرف المهجورة بقايا مخدرات وبرشام بل رأينا كثيرا وعلي فترات ملابس داخلية نسائي مما يشير إلي أنه وكر للدعارة والبلطجة. ويؤكد أسامة محمود محمد تاجر بالقرية بان مركز صحة أو طب الأسرة الذي تم افتتاحه في التسعينات لا يفي بالمطلوب فالأدوية التي توجد غير كافية وليست ملائمة ومناسبة للعديد من الأمراض التي يعاني منها مرض القرية. فابسط شيء مصل العقرب لا يوجد هناك فلقد حدث منذ فترة أن أصيب احد المواطنين بلدغة عقرب جئنا إلي هناك قالوا لا يوجد المصل. والله أحضرنا المصل من مدينة المراغة مشيرا إلي ان المستشفي كان يعمل علي أكمل وجه منذ أكثر من 20 سنه وكان يلبي احتياجات قريتنا والقري المجاورة وفجأة تم إغلاقها وحتي الآن الإههمال مازال متواجدا بعد أن تجسد وترعرع مع مرور الزمن إبان العهد البائد ولا احد يسأل عن السبب في ترك مستشفي الزوك بالمنشاة هكذا ويشير شعبان محمد عبد الرحمن من أبناء قرية الزوك إلي أن الجميع فرح بقدوم ثورة 25 يناير المجيدة وإزالة نظام جثم علي قلوبنا عقودا من الزمن نشر الفساد والإفساد وكأن الإهمال عصي اتكأ عليها. فاستبشرنا خيرا بالثورة. لكن مع مرور الأيام والشهور بل السنين كأن شيئاً لم يكن. وكأنها ثورة علي الورق والدليل ذلك المستشفي القديم التي لم يفكر فيه احد ولو بالنظر إليه والحال فيه يسير من سيء أسوا فالواقع يقول الثورة لم تصل الي سوهاج وتحديدا مدينة المنشاة في قرية الزوك الشرقية يؤكد عبد الرحمن علي عبد الرحمن ببنك التنمية والائتمان الزراعي واحد ابناء القرية علي أن ذلك المستشفي الذي أصبح بلا لافتة معلقة عليها هو بالفعل يمثل إهدار مال عام من الدرجة الأولي فمبني بحجم ذلك المستشفي ومساحته والارض المحيط به يبلغ 12600 متر وهذا المبني المكون من طابقين كان يخدم العشرات من الآلاف من المواطنين وبه أجهزة طبية علي مستوي عال كم تكلف عند بنائة ؟آلاف من الجينهات بل ملايين من الجنيهات!! ألا يستدعي ذلك المسألة والمسؤلية ومحاسبة من قام بإغلاقه دون معرفة السبب الحقيقي!! حملنا العديد من الأسئلة وتوجهنا بها إلي المسؤلين. فسيد شعيب رئيس مدينة المنشاة قبل رحيله أكد لنا انه وجد تلك المستشفي كما هو عليه الآن منذ أن أتي إلي المنشاة!! وان المستشفيات ليس من اختصاصه بل مسؤولية مديرية الصحة بسوهاج.