أعداد قليلة من الشباب وبعض الأسر خرجت للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية علي الكباري وكورنيش النيل وفي المراكب النيليلة وتناول حمص الشام والترمس والكشري والبطاطا والذرة والشاي.. بينما فضل الأغلبية الاحتفال بالمنازل والاستمتاع بالجو الأسري ولم شمل العائلات في ظل الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد واضطراب الوضع الأمني بالشارع.. كما تأثرت الاحتفالات ببرودة الطقس. رصدت عدسة "المساء" احتفالات المصريين بعام 2013 مودعين عامهم القديم بكل ما يحمل في طياته من آلام وأوجاع وتناحرات سياسية بين أطياف المجتمع واعتصامات تسببت في وقت حال الجميع. تمني المصريون المحتفلون أن يحمل لهم عام 2013 مفاجآت سعيدة وأن يشهد نهضة للاقتصاد مع دوران عجلة الانتاج. أكد أصحاب وعمال المراكب النيلية ان إقبال المصريين علي التنزه جاء ضعيفا عماكان عليه قبل الثورة.. مشيرين الي أن السبب في ذلك يرجع الي خوف الأسر من انعدام الأمن بالشارع وكثرة السرقات "عيني عينك في عز الظهر". يقول أحمد فؤاد "مراكبي" لقد تأثرنا بالاعتصامات والمليونيات بميدان التحرير ولم نعد نستطيع دفع الضرائب والتأمينات التي تراكمت علينا بسبب قلة العمل وإحجام الناس عن ركوب البواخر والمراكب النيلية. أضاف ان الاحتفال بليلة رأس السنة كان يمثل لنا عيدا ومصدر رزق كبيراً وهذا العام تأثر الاحتفال بالأحداث السياسية الجارية بالبلاد.. وعوضناعلي الله. قال: قبلت فقط مجموعات قليلة من الشباب لارتياد المراكب النيلية ليلا للاستمتاع بجو النيل والهواء الطلق وسط الموسيقي الصاخبة ورقصات بعض الشباب والبنات والأغاني الشعبية التي تفاعل معها الجميع.. وكل ذلك ب 5 جنيهات فقط في رحلة نيليلة قصيرة لمدة نصف ساعة. أما علي الكورنيش فقد انتشرت أعدادا كبيرة من باعة الترمس والفيشار وحمص الشام والبطاطا والذرة.. ولكن جاءت حركة البيع والشراء بطيئة جدا مما أغضب الباعة وكان الاقبال محدوداً علي ركوب الحنطور واكتفي الجميع بالتقاط الصور الفوتوغرافية لأبنائهم الصغار علي الخيول. أسرة وجيه عبدالفضل فضلت الخروج ليلا للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية علي كورنيش النيل وتناول الترمس والاستمتاع بالمشي في الهواء الطلق.. وتقول الزوجة سماح عبدالقادر لقد اغتنمنا فرصة وجود زوجي معنا حيث لا أراه وولدي يوسف ومنة الله الا قليلا بسبب عمله كسائق باحدي الشركات وهذا يجعله في دوامة طوال أيام الأسبوع ولذلك فضلنا الخروج بدلا من رتابة الجلوس بالمنزل. أما علي كوبري قصر النيل فلم يكن المشهد كما كان خلال الاعوام السابقة حيث تواجدت أعداد قليلة من الشباب والفتيات واكتفوا بالوقوف أمام أسوار الكوبري.. وكان من الغريب انطفاء كشافات وأعمدة الانارة علي كوبري قصر النيل ليلة الاحتفال برأس السنة وهذا ليس بعادة فكما قال البعض انه لأول مرة تنطفيء الأنوار منذ وقت طويل. أكد باعة الشاي وحمص الشام أنحالهم لا يسر "عدو ولا حبيب" فلبعد أن استعدوا لهذه المناسبة وقاموا بشراء كراسي ووضعها علي أرصفة الكباري بعد تنظيفها لاستقبال زبائنهم في هذه اليلة فوجئوا بحالة من الركود وغياب الأسر مؤكدين أنهم رخصوا الأسعار وتركوا الزبون يدفع ما يشاء أملا أن يتعدل الحال وتأتي أي "سبوبة". أكد وائل محمد "بائع شاي" والسيد علي "بائع ترمس" وحسن اسماعيل "صاحب عربة بطاطا" انهم لم يتوقعوا احجام المواطنين عن الاحتفال بليلة رأس السنة وتخيلنا انهم سوف ينتهزون هذه الليلة للخروج من حالة اليأس التي انتابتهم خلال العامين الماضيين ويخرجون للتنزه والاستمتاع بجو القاهرة واشترينا كل ما يلزم للاستعداد لذلك ولكن.. يا فرحة ماتمت. وأثناء تجولناعلي كوبري قصر النيل وجدنا ثلاثة زملاء بأحد الكازينوهات يلعبون "الطاولة" وهم عرفة علي وعزت محمد وحسن محمد أكدوا انهم من بعد الثورة وهم يحتفلون بعيد رأس السنة بلعب الطاولة والشطرنج علي كوبري قصر النيل في الهواء الطلق لأن عملهم في السياحة انضرب ولم يعد هناك إقبال للمصريين أو الأجانب علي الكازينوهات والمقاهي النيلية بعدما انعدم الأمن من الشارع المصري وكثرت الاعتصامات والمظاهرات.