تعد المزلقانات جزءاً من حركة القطارات في مصر. منذ بدء تسيير أول قطار في منتصف القرن التاسع عشر. تمتد المزلقانات علي طول الطريق من الإسكندرية إلي أسوان. تخترق مدن الدلتا والصعيد.. لكل مزلقان خفير يغلقه عند اقتراب القطار. العادة أن المارة والسيارات يواصلون السير عبر القضبان. دون أن يصغوا إلي تحذيرات الخفير. أو إلي الجرس ذي الرنين المتقطع. العالي. كانت أعداد القطارات قليلة. وأعداد عابري المزلقانات قليلة كذلك. بالإضافة إلي التزام الخفير المسئول. بحيث تخلو القضبان من الحركة تماماً. ترقباً لقدوم القطار. تغيرت الأحوال فيما بعد بالقطارات الحديثة. الأشد سرعة. وتقلص القطار القشاش الذي يوقفه من يشير إليه. وزيادة أعداد المارة والسيارات بين ضفتي المزلقانات. وصار منع وقوع الحوادث من أولي مسئوليات سكك حديد مصر. هيئة السكك الحديدية فيما بعد. تزايدت حوادث المزلقانات. العابرون من مارة وسيارات وماشية علي حالهم في إهمال تحذيرات الخفير. أو رنين الجرس الذي يعمقه ومضات متوالية يتعاملون بمنطق "لسة بدري" علي القطار. ثم يفاجئهم ما لا يتوقعونه. المتأمل لحوادث القطارات في العقود الأخيرة. يجد أن المزلقانات هي السبب الأول لقيامها. تتعالي الأصوات عقب كل حادثة. تطالب بتأمين السلامة للمواطنين. وتتخذ إجراءات تفرضها شدة الغربال الجديد. لكن ريمة تعود إلي عادتها القديمة. وتتوالي حوادث القطارات التي تكون المزلقانات سبباً رئيسياً لها. من الخطأ في زمن العلم الذي نحياه أن نترك الحفاظ علي حياة المواطنين لخفير طيب. قد يغلبه النوم. أو يبتعد عن المكان ضرورة. أو تعجز تحذيراته عن منع الناس من عبور المزلقان. المأساة المروعة التي راح ضحيتها مواطنون بسطاء. عند قرية شبشير الحصة بمحافظة الغربية. وقبلها الحادثة التي استشهد فيها أطفال صغار كانوا في الطريق إلي مدرستهم بمنفلوط في أسيوط تدفعنا إلي عدم الاقتصار علي المسكنات بقبول استقالة فلان. وتعيين علان بدلاً منه.. يجب أن يكون للتكنولوجيا دورها المهم في إيقاف ها الخطر الدائم. فلا تظل أرواح المواطنين عرضة للموت في مأساة أطرافها رنين جرس لا جدوي. وخفير يعاني قلة الحيلة. ومواطنون يثقون بالاتكالية إلي أن القطار لسه بعيد! قدموا من شئتم إلي التحقيقات وعاقبوا المخطئين. لكننا لن نستطيع مغالبة الخطر إلا بوسائل علمية. أكثر تقدماً.