ما بين كامل أبوعلي والعامري

معادن الرجال تظهر دائماً في الشدائد.. وكامل أبوعلي رئيس النادي المصري أحد رموز الرياضة المصرية.. واحد من هؤلاء الرجال الذين تفخر بهم المدينة الباسلة كونه واجهة مشرفة لها.. وقف أبوعلي بشجاعة وإخلاص شديدين يدافع عن حقوق ناديه داخل حدود الوطن.. وخارجه بعد كارثة مباراة الموت.. تحرك الرجل في كل الاتجاهات ومع كافة الهيئات المحلية والدولية.. ولم يدخر وسعاً أو جهداً من أجل إثبات براءة ناديه وسلامة موقفه من تلك الأزمة التي يتحمل مسئوليتها في المقام الأول تفشي ظاهرة الانفلات الأخلاقي قبل الأمني منذ قيام ثورة يناير المجيدة وارتفاع وتيرة الشغب والتعصب والاحتقان والعنف بين تنظيمات جماهير ألتراس الأندية.. والتي وصلت للذروة مع وقوع تلك الكارثة.. وكللت جهود كامل أبوعلي بالنجاح بالحصول علي صك البراءة من المحكمة الدولية الرياضية ليحافظ علي حق ناديه في العودة للدوري الممتاز مع انطلاق الموسم القادم 2013/..2014 وفي الوقت نفسه أدار عملية إعارة لاعبي المصري هذا الموسم بما يحقق أكبر عائد مادي وفني بإتاحة الفرصة لهم بالمشاركة في المباريات وعدم الابتعاد عن الملاعب وعلي الجانب الإنساني لم يدخر كامل أبوعلي جهدا من أجل تحقيق المصالحة مع النادي الأهلي وجماهيره وتعويض أسر الشهداء ماديا ومعنويا وتوجيه الدعوة لباقي رؤساء الأندية ومجالس إداراتها لاتخاذ كل التدابير والإجراءات لمحاربة ظاهرة التعصب والتأكيد علي التعامل مع كرة القدم في حدودها كرياضة الهدف من مبارياتها المتعة والتسلية لعشاقها وصناعة واستثمار لممارسيها من لاعبين وحكام ومدربين وإداريين وانها تقوم علي الخسارة والمكسب وتوطيد العلاقات وأواصر الصداقة والتعارف بين الشباب والشعوب من خلال التحلي بالسلوك الرياضي والمظهر الحضاري داخل الملعب وخارجه.. وإذا كان كامل أبوعلي يستحق كل التقدير والتحية علي ما بذله.. ويبذله تجاه النادي المصري كأحد أبناء المدينة التي تلد المخلصين لأنه لم ينس تلبيبة ومتابعة كل الاحتياجات الإنشائية وخطط التطوير فلابد هنا من الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها العامري فاروق وزير الرياضة منذ توليه المسئولية علي تهيئة المناخ من أجل عودة النشاط المحلي إلي طبيعته واستئناف مسابقة الدوري العام والتي حدد الجبلاية مؤخرا يوم 30 ديسمبر موعداً لانطلاقها بمباريات الأسبوع.. فإنني أنتظر ومعي الكثيرون من الوزير العامري فاروق سرعة إصدار قانون حماية الجماهير والمنشآت والبطولات الرياضية.. لأن هذا القانون سيكون بمثابة المظلة التي تحتمي فيه أسرة الرياضة المصرية وتقودها لبر الأمان حتي نغلق ملف الشغب الأسود في ملاعبنا ويقضي نهائيا علي تلك الظاهرة المقيتة.
وإذا كان مشروع قانون الرياضة الذي يقوم الوزير بإعداده حاليا ليقودها لمواكبة منظومة الرياضة العالمية علي كافة الأصعدة الاقتصادية والفنية والإدارية لتبدأ معه عصرا جديدا.. يحتاج لمزيد من الوقت حتي لو بعد انطلاق مسابقة الدوري.. فنحن لا نريده قانونا "مسلوقا" بل قانونا يحمي الرياضة لسنوات طويلة ولا يستطيع أحد اختراقه ولا الاقتراب منه.. ولن يحدث ذلك إلا بقليل من الصبر والمساندة من العاملين في الحقل الرياضي.. وليته يجد دعماً بدلاً من أن يصحو كل يوم علي سهام نقد.. يحمل باطنها.. غير ظاهرها.