شيعت عصر أمس جنازة الموسيقار عمار الشريعي بمسقط رأسه مركز سمالوط بمحافظة المنيا حيث قامت عائلة الشريعي باستقبال المشاركين في العزاء ونصب السرادق علي طريق مصر أسوان الزراعي أمام منزل العائلة. وحضر العديد من المشيعين والمحبين للفقيد. وصل جثمان الفقيد في الثانية عشرة ظهر أمس ثم جلس الفنانون المصاحبون له بدوار عائلة الشريعي بسمالوط وبعد ذلك توجه الجميع إلي مسجد المحمدي لصلاة العصر. ثم الصلاة علي جثمان الفقيد وتم وضعه في مثواه الأخير حيث تلتصق مقابر عائلته بالمسجد الأثري الذي قام المرحوم والده ببنائه منذ أكثر من 100 عام إلا أنه تم تجديده منذ سنوات. لم تتمكن أسرة الفقيد بعد صلاة العصر من الخروج من الباب الرئيسي للمسجد لدفن الفقيد لوجود آلاف من محبي الفقيد الراحل والمشيعين له مما تسبب في حدوث أزمة مرورية بالطريق الزراعي وتوقف سير السيارات بالاتجاهين لمدة تزيد علي النصف ساعة. الفقيد لديه 6 أشقاء "5 رجال وسيدتان" وهم: محمد سفير مصر باستراليا سابقا. ونائب الشوري السابق نجيب. والمهندس علي عمدة منشية الشريعي. وشقيقه المتوفي المهندس مراد. كما لديه شقيقان وهن متوفيتان. توفي والده وكان وقتها الفقيد لديه 16 عاما وقام شقيقه الأكبر بتربيته هو وأشقائه. شارك في الجنازة العاملون مع الفقيد بالاستوديو والفنان علي الحجار. والمطرب الكويتي عبدالله الرويشد. والفنان عمرو سليم. والمنشد محمود ياسين التهامي. والفنان محمد عبدالحافظ. والملحن سيد حجاب. وأمير عبدالمجيد الملحن. ومحمد مصطفي السمان. وصديق الفقيد إبراهيم القرش. والمحامي حسن علي. والدكتور قاسم أعز أصدقاء الفقيد. والدكتور رضا رجب وسليمان عبدالكريم مدير استوديو الفقيد. والمهندس علي حامد والمهندس محمد عبدالقادر ومحمد السمان والمهندس إيهاب نبيل. رفض الفنان علي الحجار التحدث وكان يردد عبارة "لا حول ولا قوة إلا بالله". قال الفنان محمد عبدالحافظ بأن الفنان عمار الشريعي كان قامة كبيرة تستحق كل تقدير واحترام وأن مصر خسرت فنه. ومن الصعب وجود بديل للشريعي بفنه وذوقه الراقي. بينما أكد المنشد محمود التهامي أن الشريعي استطاع أن يشكل وجدان الفن المصري الجميل من فن. وأن مصر تحمل له جميلا كبيرا. أضاف الفنان عمرو سليم بأن حزنه علي الشريعي فاق أي حزن لأنه كان صديقه الشخصي في مشوار حياته. طالب مراد نجل الفقيد الشعب المصري بأن يكثروا الدعاء لوالده بأن يكون مثواه الجنة وأن يلهم أهله الصبر والسلوان. الغريب في الأمر هو عدم حضور القيادات الأمنية والتنفيذية تماما أثناء تشييع الجنازة كما غاب رجال المرور فحدث تكدس للسيارات وتوقف مرورها أكثر من نصف ساعة. كما وجد الفنان علي الحجار صعوبة بالغة عندما حاول المرور للطريق المؤدي إلي الطريق الصحراوي الغربي. وتعطلت حركة السيارات والمارة. مما أدي إلي تجمع الحشود مع المواطنين لمساعدة الفنان للخروج من الأزمة المرورية بالطريق الزراعي مصر أسيوط. قال محمد مصطفي السمان بأنه عمل مع الفقيد الراحل لمدة 40 عاما بالاستوديو الخارجي. فكان الأب والأخ والصديق الغالي علي قلوبهم طوال مشوار عمله معه وأنه تعلم منه الكثير مثل الصبر والوفاء والعزيمة واتقان العمل والحب والإخلاص. ومهما تكلم فلن يستطيع أن يعبر عما بداخله ومصر فقدته. أكد المهندس تامر حسن بأن الموسقار يمتلك استوديو خاصاً بمنزله والآخر بالخارج. وأنه عمل معه منذ عام 1994 وتعلم منه الكثير. فكان قامة عظيمة في الفن والموسيقي وقدم الكثير بسخاء دون أن يبخل علي أحد بشيء كان الأخ والصديق والمعلم لهم علمه الكثير والكثير. وعندما سمع بخبر وفاته انهار تماما في البكاء. لأنه خسارة كبيرة لمصر ولعالم الفن. أثناء تشييع الجنازة لفت الأنظار سيدة مسنة تصرخ بصوت عال وتدعي "ثريا علي مرسي" وتقول: يا ابني خلاص مش هشوفك تاني. وعندما اقتربنا منها وسألناها عن مدي صلتها بالفقيد فأخبرتنا بأنها كانت تعمل في منزل عائلة الفقيد. وانه كان إنسانا طيبا ومحبوبا للجميع منذ طفولته يحب الجميع. لم يبخل بشيء في يده فكان يعطي بلا حدود ويساعد المحتاجين والفقراء. أضاف حسن عبدالحكيم أحد الجيران بأنه تقابل منذ عامين بالفقيد في العيد وقال بأن جده محمد باشا الشريعي ووالده علي الشريعي هم من قاموا بإنشاء مسجد المحمدي بأبعدية الشريعي. وبجواره من الناحية البحرية المقابر الملاصقة للمسجد. ولها باب من داخل المسجد والآخر من الخارج وأن الفقيد تم دفنه بجوار جده ووالده وأشقاء والده مصطفي وأحمد وإسماعيل. أضاف سيد محمد بأنه يعمل مع أشقاء الفقيد منذ عام 2002 وتقابل مع الفقيد وكان عطوفا عليه وعلي أسرته محباً للخير معطياً للفقراء والمحتاجين. وقال نلت الشرف وأخذت صورة تذكارية معه قبل الوفاة بعامين حيث قابلته في يوم تكريمه بمحافظة المنيا ومرة أخري أثناء زيارته لسمالوط. أكد الحاج محمد طنطاوي الشريعي ابن عم الفقيد بأنه تقابل معه في شهر سبتمبر الماضي وكانت دائما لا تفارقه الابتسامة وانه كان رجل خير يحب فعل الخير باستمرار. ويعطف علي الفقراء شهريا. ويتبرع للأيتام والفقراء بلجنة الزكاة. مؤكدا بأنه كان يحتضن الفقراء والمحتاجين والأيتام ويسأل عنهم بصفة مستمرة. أضاف بأن الفقيد خريج جامعة القاهرة كلية الآداب قسم الانجليزي كان محباً للفن والموسيقي منذ الصغر. قال القس داود ناشد وكيل مطرانية سمالوط بأن الفقيد كان صورة مشرفة للمصري الأصيل والوطني الجميل الذي يحب الكل وأحبه الكل. وذاع فضله وفنه ليس علي مصر فحسب. بل علي مستوي العالم. بفنه الراقي الجميل وكلمة العطاء التي كانت تنبض بالحب والمحبة من قلب صاف يحب الوطن. فهو صورة مشرفة للجميع ونموذج نحتذي به. وقدوة لكل شباب مصر. أشار توفيق محمود شعبان مدير عام الضرائب بأن الفقيد ليس خسارة علي عائلة آل الشريعي وحدها. بل هو خسارة علي العالم العربي ككل. لأننا فقدنا موسيقارا مرهف الحس ذا خبرة ونغم حي يعبر عن نبض الشارع المصري وكان محبوبا للكل والكل كان يحبه كما رأيت خرج شعب سمالوط وأبناء المحافظة لتشييع جنازة الفقيد الراحل. أضاف اللواء نبيل فرح بأن الفقيد الراحل يعز علينا فراقه ولكن هذا هو حال الدنيا الكل من والي التراب جئنا لنقدم واجب العزاء لأسرة الفقيد الذي ترك فراغا كبيرا بعدما أطربنا وسمعنا العديد من موسيقاه وأعماله الفنية المجيدة ومؤلفاته الغنائية في حب البلد فكان يتمتع بالسمعة الحسنة والأفعال الطيبة التي وجدت صدي في قلوب كل من تعامل معه من حب وعطاء وتسامح وإخلاص. أشار عبدالرحمن عبد الحميد بأنه جاء من أجل تشييع جنازة الفقيد الراحل رجل البر والخير فهو علي علاقة بأسرة الشريعي وتقابل مع الفقيد في شهر رمضان 2008 بالقاهرة. وأخبر بأنه يحب الصعيد وخاصة سمالوط مسقط رأسه ومصر عامة وأوضح بأن العالم قد فقد عمار الشريعي لأنه من الشخصيات الوطنية فهو كان الأب الروحي للعديد من أهل الفن وكانوا يستشيرونه في مختلف الأمور. فإننا نتقدم بخالص العزاء للشعب المصري ولأسرته بسمالوط. يلتقط أطراف الحديث منتصر حسن من نجع العكروت من أهل البادية قال: جئنا لنشيع الفقيد الراحل فنحن نحبه ونكن له كل الحب والمحبة له. قال دبركي حسن الشريعي ابن عم الفقيد بأن عمار كان شغوفا بحضور موالد الشيوخ "عبدالملك وأحمد الغربي" فكان مولد الأول خلف الدوار. وكانت تلك المساحة بها العديد من ألعاب الموالد من المراجيح والألعاب النارية والأحصنة. وكان وقتها عمي عمدة القرية فكان الخفراء يصطحبون الفقيد لحضور الموالد. فكان غاويا متلهفا لسماع الأغاني والفن بالموالد سنويا سواء بالمولد الأول أو الثاني منذ كان عمره 6 سنوات وهو شغوف بحضور الموالد من أجل سماع الطرب والأغاني والمزيكا والربابة والعود. فكانت هي الدافع الأول لنمو شرارة الانشغاف بالموسيقي والتلحين عندما كان طفلا مطيعا ومحبا للخير فكان كثيرا ما يعطف علي الخفراء والبوابين وكل من تعامل معه كان يعلم أنه سيكون له شأن عظيم. كما قضي معظم فترة تعليمه بالقاهرة وأضاف بأنه حينما يحضر البلد كان يتوافد الأهالي للسلام عليه لما يتمتع به من شعبية ضخمة. قال السفير محمد وعلامات الحزن لم تفارق وجهه بأن شقيقه عمار من مواليد 1948 تعلم بالمركز النموذجي الانجليزي في حي الزيتون بالقاهرة والتحق بكلية الاداب قسم اللغة الانجليزية وكان عاشقا للموسيقي والفن منذ صغره. وكان دائما يشترك بالفرق الموسيقية في المدارس والجامعة. أكد بأن الفقيد كان طيبا ومرحا يمتاز بالذكاء وكان يحب ركوب الخيل والسباحة ويعشق صيد السمك رغم إعاقته فكان رمزا لتحدي الإعاقة. أضاف بأن شقيقه ساءت حالته في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد نزوله في ميدان التحرير ومشاركة الثوار مما أدي إلي سوء حالته الصحية كما أمره الطبيب الخاص بعدم النزول إلي ميدان التحرير في ثورة 25 يناير لحين تحسن حالة الصحية. أضاف بأنه كان من المنتظر سفره إلي أمريكا لإجراء عملية بالقلب وكان في انتظار تحسن حالته الصحية لأنه كان يعاني من أمراض الفشل الكلوي والبولينا ومياه علي الرئة. علي الرغم من عدم حضور المحافظ لمراسم الدفن إلا أنه قرر تخليد اسم الفقيد ابن المنيا علي أحد الميادين أو الشوارع الرئيسية تكريما لما قدمه من فن لشعب مصر العريق. قال سمير عزيز كفيف صديق الطفولة للفقيد ان عمار كان مرحا طوال حياته ومهتما بالموسيقي والفن بدأ مشواره الفني بالأورج ثم العود كما كان يحب الاشتراك بالفرق الموسيقية وهو طالب كان يحب الضحك والتهريج والقفشات. وأكد أن أول أغنية قام بتلحينها كانت للمطربة مها صبري "امسكوا الخشب" ثم قدم العديد من الألحان لمعظم الفنانين. منهم محمد ثروت وعلي الحجار وعفاف راضي وغيرهم وكان دائما علي اتصال به للاطمئنان عليه.