احتشد الليلة الماضية آلاف المتظاهرين المعارضين لقرارات الرئيس مرسي الأخيرة في مليونية أطلقوا عليها اسم "الكارت الأحمر" التي دعا إليها أكثر من 21 حزباً وحركة سياسية ثورية للتظاهر أمام قصر الاتحادية للتأكيد علي رفضهم الإعلان الدستوري وإصرار مرسي علي إجراء الاستفتاء علي الدستور في موعده إلي جانب التنديد بالأحداث الدامية التي شهدها محيط قصر الرئاسة وأسفرت عن استشهاد "6" متظاهرين وإصابة المئات منهم. استقرت جميع المسيرات الحاشدة التي انطلقت من مختلف مناطق القاهرة أمام الجدار الذي أقامته قوات الحرس الجمهوري والشرطة لحماية القصر وعدم السماح للمتظاهرين بالتسلل عبر الأسلاك الشائكة. حيث انطلقت مسيرة حاشدة تضم المئات من المتظاهرون من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر وحتي محيط الاتحادية وأمام الجدار الخرساني هتف المتظاهرين فيها هتافات مناهضة للرئيس مرسي وجمعة الإخوان المسلمين مثل "الشعب يريد إسقاط النظام" و"ارحل ارحل" و"دستور الإخوان باطل". وكذلك مسيرة أخري لحزب مصر القوية بقيادة د.عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس الحزب وانطلقت من المطرية ومسيرة أخري من سراي القبة ضمت العشرات من شباب التيار الشعبي وحركة 6 أبريل والاشتراكيين الثوريين. وشارك المئات في مسيرة مسجد مصطفي محمود من أعضاء أحزاب المؤتمر والعدل والعمل وشباب من أجل العدالة والحرية وحركة فاسدون وحملوا لافتات "لا للدستور" و"يسقط مرشد الإخوان" و"هتفوا" هما اتنين ملهومش أمان العسكر والإخوان و"عبدالناصر قالها زمان الإخوان ملهوش أمان". اتحدت مطالب جميع المتظاهرين خلال مسيراتهم إلي الاتحادية حول ضرورة اسقاط الإعلان الدستور قبل إجراء الحوار مع الرئيس حول الأوضاع وكيفية إخراج البلد من هذه الازمة الطاحنة وخاصة بعد اعتداء أعضاء جماعة الإخوان المسلمين علي المعتصمين السلميين أمام قصر الاتحادية عقب مليونية الإنذار الأخير التي دعوا إليها أمام القصر الثلاثاء الماضي وإلي جانب رفض الإعلان الدستوري أكدوا علي ضرورة وقف التصويت علي الدستور الجديد وتأجيل موعد الاستفتاء عليه بعد تلافي المواد التي عليها اعتراض وقال د.هاني أشرف.. إن المتظاهرين فاض بهم الكيل من تجاهل الرئيس مطالبهم وكان من الطبيعي أن يزداد الموقف اشتعالاً بعد الخطاب المحبط والمخيب للآمال للرئيس حيث كان ينتظر فيه المتظاهرون بادرة أمل واستجابة لمطالبهم. شهد محيط قصر الرئاسة توافد آلاف المواطنين والمتظاهرين للمشاركة في فعاليات المليونية حيث أقاموا منصة صغيرة علي سيارة نقل رفعت أعلام حزب الوفد وهتفت "ارحل ارحل" و"يسقط يسقط حكم المرشد" و"دستور إخوان باطل" و"قول ماتخافشي المرسي لازم يمشي" و"علي وعلي وعلي الصوت دول عايزين الثورة تموت" واصطف المئات من أعضاء التحالف الشعبي الاشتراكي حاملين لافتاتهم بالقرب من الجدار الخرساني وظلوا يهتفون "ثورة حر في كل مكان الإخوان" و"ثورة ثورة حتي النصر" وتجمع أيضاً مجموعة من الشباب حملوا علماً كبيراً مرسوماً عليه صورة الشهيد جابر صلاح "جيكا" شهيد شارع محمد محمود في الاحداث الأخيرة وهتفوا علي سكان المنازل المجاورة للقصر لمشاركتهم في مظاهرتهم ضد الرئيس وهتفوا "انزل متبقاش جبان الشعب يريد اسقاط النظام" وفي الوقت الذي مل تجد فيه المنصة اذاناً صاغية أو استجابة من المتظاهرين خلال دعوتها للمشاركة في عصيان مدني حتي يسقط النظام حيث ردد القليلون هتاف المنصة "عصيان عصيان حتي اسقاط النظام" واستقبل متظاهرو الاتحادية المسيرة القادمة من محافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس مرسي بالأفراح والزغاريد وهتفوا بمجرد وصولها" "الشعب يريد اسقاط النظام" و"ثوار أحرار هانكمل المشوار". وحد المتظاهرون أمام قصر الاتحادية الليلة الماضية هتافاتهم التي هزت محيط القصر بسبب علوها نظرا لتعليق المتظاهرين ميكروفونات في جميع الأعمدة المجاورة للقصر التي أحضرها الناشط المهندس ممدوح حمزة وأشرف علي تركيبها في الأعمدة قبل أن يرحل أو يختفي من المشهد هناك حيث هتفوا "يا رب يا رب"ورفعوا أيديهم إلي السماء وهتفوا "مسلم ومسيحي ايد واحدة" واشعل هتاف فتاة صغيرة لم يتعد عمرها 16 سنة حماس المتظاهرين والتفوا حولها وهتفوا معها "ولاعياط ولاشطور.. احنا اللي هانعمل دستور" و"ياللي بقيت في السلطة إله.. لا اله الا الله" في الوقت الذي طافت فيه سيرة شباب التيار الشعبي محيط الاتحادية حمل فيها الشباب الملثم الطبول والأعلام حتي أذاعت المنصة آذان العشاء وانتظم المتظاهرون في الصلاة التي رفعوا ايديهم إلي السماء خلالها والدعاء إلي مصر بالاستقرار وبثبات المتظاهرين. حاول بعض المتظاهرين في الشوارع الجانبية المحيطة بالقصر الرئاسي في التسلل واقتحام الأسلاك الشائكة وهتفوا في وجه قوات الحرس الجمهورية المتواجدة للتأمين "الجيش والشرطة والشعب ايد واحدة".