قرار الأممالمتحدة بضم دولة فلسطين إلي الدول الأعضاء في الجمعية العامة. ألغي مقولة جولدا مائير عن أرض فلسطين التي بلا شعب. وقد احتلها شعب بلا أرض. عمل قادة إسرائيل في مدي العقود الماضية بنصيحة بن جوريون. لعبوا علي موت الآباء. ونسيان الأجيال التالية. وتحول عروبة فلسطين إلي ماض مندثر. لكن المواطن الفلسطيني من الأجيال المختلفة حرص أن يحتفظ بحقه في العودة إلي أرضه السليبة. وأن يظل مقاوماً لعمليات التدمير والاغتيال والتسفير والمصادرة. وحتي الآن. فإن الكثير من أبناء الضفة الغربية والقدس يحتفظون بمفاتيح البيوت التي طردوا منها في جرائم وحشية. تضع القيادات الصهيونية في وضع المتكافئ بامتياز مع قيادات النازي. علي الرغم من مساندة واشنطن المعلنة للكيان الصهيوني في محاولاته للحيلولة دون انضمام فلسطين كعضو عامل في الأممالمتحدة. ثم محاولة منع انضمام فلسطين كعضو مراقب. فقد صدر القرار الذي يعكس إصرار المواطن الفلسطيني علي البقاء في أرضه. وعلي المقاومة. ورغم انقضاء أكثر من ستين عاماً علي الاحتلال الصهيوني. فإن المواطن الفلسطيني مازال يتنفس عروبته. وحرصه علي المقاومة. حين سئل بن جوريون عن حدود دولة إسرائيل. قال إنها حيث يصل الجندي الإسرائيلي. كرر حكاية أشعب الذي كان يصدق أكاذيبه. وأن فلسطين أرض بلا شعب. بينما الإسرائيليون هم الشعب الذي سيجعلها واحة للديمقراطية والتقدم. السؤال الذي أثاره قرار الأممالمتحدة: ما حدود الدولة الفلسطينية. العضو المراقب في الجمعية العامة؟ وما حدود دولة إسرائيل التي لم تعلن حتي الآن علي أي نحو؟ أذاعت وكالات الأنباء الغربية في اليوم التالي لصدور قرار الجمعية العامة أن الحكومة الإسرائيلية بدأت في زيادة المستوطنات داخل أراضي الدولة الفلسطينية. في تحد صريح لحق أبناؤها في إنشاء دولتهم المستقلة. ولإرادة المجتمع الدولي. وهو الأمر الذي اعتاده العالم للأسف منذ نسف قرار التقسيم في 1947. ثم في فرض الهدنة علي الجيوش العربية في 1948. بعد أن قاربت استعادة الأرض. ليتحرك التآمر والغدر والمساعدات الغربية والقرارات الدولية التي لا تنفذ. حتي انتهي المشهد الفلسطيني إلي صورته المأساوية. الحالية. عضوية فلسطين في الأممالمتحدة ولو بصفة مراقب يجب أن يتبعها اعتراف دولي بحدود هذه الدولة. فلا تظل خاضعة للابتزاز من الجانب الصهيوني. وعدم الفهم الذي يصل إلي حد تقديم التنازلات من بعض القيادات الفلسطينية.