هناك لغة عتاب قاسية تتعرض لها الصحف القومية بسبب عدم احتجابها. وأيضا ماسبيرو لأنه لم يسود شاشاته.. حدادا علي وأد الحريات عامة وحرية الصحافة والاعلام والابداع خاصة وتضامنا مع الصحف الخاصة والحزبية وبعض القنوات المستقلة في رفض الاعلان "غير" الدستور والدستور "المسلوق". واقولها مجددا وبصراحة انه لا الصحف القومية تستطيع الحداد والتضامن. ولا ماسبيرو أيضا.. طالما انهما ملك للدولة. لا أحد ينكر ان الصحافة القومية والتليفزيون الرسمي يكتظان بالكفاءات المهنية المتميزة. وان غالبية القيادات اللامعة في الصحف الخاصة والحزبية والفضائيات الحرة هم اصلا من الصحف القومية وماسبيرو والاسماء معروفة للكافة. ولا ابالغ اذا قلت ان الغالبية العظمي من المحررين بالصحف القومية والاعلاميين بماسبيرو يرغبون بحق وعن قناعة في الاحتجاب وتسويد الشاشات. ولكن كيف ومالك الصحف هو مجلس الشوري. ومالك التليفزيون هو الحكومة نفسها.. بل ان الذي يسيطر علي هذا المبني ويتحكم في مفاتيح كل ابوابه وغرفه وستوديوهاته هو وزير الاعلام شخصيا؟!! كيف تحتجب الصحف القومية وتسود شاشات ماسبيرو حدادا وتضامنا والوضع القانوني الحالي لهما يمنع ذلك ويجعلهما مكبلين بقيود صلبة لافكاك منها تضع العاملين في المجالين بين نارين: * اذا امتنعوا عن العمل سواء استجابة لقرار من مجلس نقابتهم أو اضربوا عن العمل من تلقاء انفسهم.. فسوف يتعرضون للمساءلة والعقاب ويتهمون بأنهم متآمرون مع "غوغاء"- كما يحلو للبعض ان يسمي كل معارض- لهدم البلد وزغزعة الاستقرار.. مع ان أي منصف يري الأوضاع علي حقيقتها وبمنظار محايد لن يجد بلدا ولا استقراراً بالمعني المعروف. * واذا رفضوا الاحتجاب والتضامن والحداد واستمراوا في عملهم.. اعتبرهم "البعض" متخاذلين عن نصرة اخوانهم وانهم حكوميون وملكيون أكثر من الملك نفسه. من هنا.. أقول للعاتبين- يبقي الود ما بقي العتاب- ان الصحف القومية لن يتغير مسارها الا اذا تحررت وخرجت من تحت عباءة الدولة ونفس الشيء بالنسبة لماسبيرو. كيف يعمل صحفي أو اعلامي رغم كفاءته. ويتخذ قراره الذي يرضي ضميره بالعمل أو الاضراب في حرية كاملة وفوق رقبته "سيف المعز" الذي تتضاءل امام توابعه وكوارثه أي جبال من الذهب؟.. فما بالك وليس هناك لا ذهب ولا فضة؟. ساعدونا علي التغيير.. ثم عاتبونا علي التقصير