كان لي الشرف في ان أكون ضمن بعثة النادي الأهلي الكبري في نهائي أفريقيا عام 1982 عندما لعب مع كوتوكو بطل غانا يوم 12 ديسمبر من نفس العام المباراة الثانية والفاصلة وكان الأهلي فائزاً في اللقاء الأول 3/صفر وظن الجميع ان الرحلة سهلة جداً ولكنها حقاً كانت في غاية الصعوبة ولكن ظرفاء العصر من نجوم الأهلي وعلي رأسهم الكابتن مصطفي عبده استطاع ان يهون علي البعثة الوقت الطويل جداً داخل الطائرة الحربية التي كانت تقل البعثة برئاسة العميد طيار حمدي شعلان.. تعليقات وقفشات ومواقف قبل الوصول إلي أكرا ورحلة 16 ساعة طويلة جداً مع توقف في مطار الخرطوم لمدة ساعتين للتموين.. المهم كانت أيام جميلة جداً قضتها البعثة قبل اللقاء في مدينة كوماسي الجميلة الرائعة بالفاكهة النادرة والعملة هناك كانت السيدي بدولار واحد تحصل علي 200 سيدي كان يرأس بعثة الأهلي الراحل العظيم الكابتن صالح سليم رئيس النادي ومعه مجموعة من المسئولين عن الفريق الكابتن محمود الجوهري مديراً فنياً والكابتن عبدالعزيز عبدالشافي مديراً للكرة وأحمد ماهر مدرباً مساعداً وحازم كرم مدرباً لحراس المرمي وسمير عدلي إدارياً ومعه أيضاً عزيز مبروك رحمه الله ومجموعة من النجوم البارزة في ذلك الوقت علي رأس هؤلاء الكابتن محمود الخطيب وإكرامي ومجدي عبدالغني وربيع ياسين وماهر همام ومختار مختار ومدحت رمضان والراحل ثابت البطل وأحمد شوبير ومحمد عامر وطاهر أبوزيد ومع البعثة أيضاً مجموعة من المسئولين عن الرياضة الدكتور عبدالأحد جمال الدين ويوسف أبوعوف وحسين الألفي ومن اتحاد الكرة الحاج محمد لهيطة. يوم المباراة النهائية لم يكن هناك موضع لقدم داخل استاد مدينة كوماسي يتقدمهم رئيس الجمهورية الذي نزل أرض الملعب بطائرة خاصة وشاهد المباراة النهائية تسيما رئيس الاتحاد الأفريقي في ذلك الوقت والجمهور شجع فريقه بكل الطرق المشروعة ولم يخرج إطلاقاً عن إطار الروح الرياضية حتي عندما تقدم فريقهم بهدف ظنوا أن الأهداف سوف تتوالي وكان الأهلي كعادته دائماً في المواقف الصعبة خارج ملعبه يظهر معدنه الأصيل كافح بكل قوة ولم يخش كثرة الجماهير أو دقات الطبول أو الأهازيج أو أفعال السحر.. صمد نجوم الأهلي الأبطال بكل عزيمة وقوة في الغربة حتي جاء الفنان والهداف والقناص محمود الخطيب الذي خطف القلوب والأضواء وسجل هدف التعادل الذي قلب الموازين وانتهت المباراة بالتعادل الايجابي وكانت فرحة عارمة للبعثة المصرية التي خرجت من استاد كوماسي وسط 80 ألف متفرج دون ان تحدث مشكلة واحدة حتي الوصول إلي فندق سيتي وحمل مصطفي يونس كأس البطولة وحدث هناك غير المتوقع اتخذ الراحل العظيم الكابتن صالح سليم قراراً بعودة البعثة علي طائرة الشركة الوطنية حيث قال للدكتور عبدالأحد جمال الدين يهمني في المقام الأول راحة اللاعبين بعد عناء السفر من الطائرة الحربية وانقسمت البعثة إلي فريقين الأول النادي الأهلي وذهب معهم الدكتور عبدالأحد جمال الدين وغادرت الطائرة الحربية بالفوج الثاني الذي ضم رجال الإعلام والتليفزيون والمسئولين عن اتحاد الكرة. المهم وصلت طائرةالأهلي التاسعة مساء في حين وصلت الطائرة الحربية إلي مطار شرق القاهرة في الخامسة صباحاً ولكننا لاحظنا عند وصولنا ان القاهرة لم تذق طعم النوم أفراح في كل مكان لأن البطولة بالذات عندما تجيء من خارج مصر تكون لها طعم آخر.. المهم ان النادي الأهلي حقق في هذه البطولة انجازاً كروياً من فم الأسد مثل الذي حدث في ملعب رادس تماماً.. ولكن الظروف كانت غير متشابهة مثل بطولة 82 المكافآت لم تتعد مبالغ قليلة والرحلات في أفريقيا كانت في غاية الصعوبة.. الهواية كانت هي السمة الأساسية في الساحرة المستديرة لم تكن هناك قنوات فضائية بالشكل المتوافر الآن حتي الصحف الجمهورية والأخبار والأهرام والمساء والتعاون والمصور فقط ولم يستطع الكابتن ميمي الشربيني نقل المباراة تليفزيونياً علي الهواء مباشرة بسبب قطع خطوط الاتصالات.. المهم كان العنوان الرئيسي ل "المساء" يوم فوز الأهلي بالبطولة "الأهلي ضحك علي الملك نانا وخد الكأس من غانا" لأن الملك نانا كان زعيم لقبيلة الأشانتي في كوماسي وكان يرغب في حمل الكأس ولكن الأهلي كان الأحق بالكأس الغالية.