لمصلحة من تلك المحاولات المستميتة التي يقوم بها بعض من يطلق عليهم النخب أو القوي السياسية لتعطيل صدور الدستور وخروجه إلي النور؟ الغريب أن بعض أعضاء الجمعية التأسيسية المخولة بوضع الدستور والذين شاركوا في إعداد مواده من البداية وعلي مدي ما يزيد علي خمسة أشهر فجأة اكتشفوا ان تلك المواد التي توافقوا عليها مع بقية الأعضاء من قبل واستغرقت وقتا طويلا في مناقشتها ليست علي هواهم ولا تلبي طموحاتهم ولا تعبر عن أطياف المجتمع المختلفة وزعموا أيضا ان لجنة صياغة النصوص لا تلتزم بما اتفق عليه وأنها تريد "سلق" الدستور فقرروا الانسحاب من الجمعية التأسيسية ليلتقوا مع أقرانهم من أولئك السياسيين أو النخبويين في نفس الهدف وهو رفض أو تعطيل الدستور والعودة إلي المربع صفر وإعادة تشكيل الجميعة التأسيسية من جديد بحيث يتخلصون من الاسلاميين الذين يزعجونهم بالشريعة والهوية الاسلامية. أنني اتعجب من هؤلاء الذين يدعون أنهم وطنيون ويعملون لصالح هذا الشعب ثم تجدهم في نفس الوقت يعرقلون أي خطوة تسير بالبلد إلي الامام وتحقق له الاستقرار والخروج من عنق الزجاجة. ان المرحلة التي نمر بها تحتاج منا ان نتجرد من أهوائنا ومصالحنا الشخصية وان نتناسي خلافاتنا السياسية والايدلوجية ولو مؤقتا- وأن نسارع الخطي نحو انجاز الدستور ثم اجراء الانتخابات التشريعية وبناء مؤسسات الدولة حتي نعبر بمصرنا إلي بر الأمان ونكمل مسيرة ثورة يناير المباركة.. وإلا.