يعيش علي عبدالعزيز حالة من الالتصاق بالوجدان الشعبي.. والتفاصيل الدقيقة للوطن في ديوانه "قبل النهاية بمشهدين" الذي يبدو كلمحة من لمحات البصر أو طلقة رصاص. يغوص "علي" في مكونات الروح الوطني من تراث وخاصة الغناء القديم الخالد. من رائحة للأحياء الشعبية. ومن مساجد وأولياء.. كما ان التناص مع القرآن الكريم ينال نصيبه في هذا الديوان العامي. وينحاز الشاعر للبسطاء ويستوفي حالاتهم من الحزن والشجن والحاجة والفقر واحساس التيه والظلم. حتي يكاد ينجح الشاعر في تحويل المتلقي إلي جزء من عالمه المهموم هذا.. لكنه لا يقع تحت طائلة السطحية والخطابية. بل يغلب الهمس علي قصائد الديوان عبر الصور الشعرية المرسومة بدقة وبدون حذلقة. ضحك البكا باحساس مرهف. تصوغ أمل يوسف تجربتها الشعرية التي بدأتها قوية بديوانين اثنين أصدرتهما علي نفقتها. هما: ضحك البكا. وحلاوة المر. الديوانان يسيران في اتجاه التعبير عن الروح الشعبي. وارتباطه بالواقع بمرارته الكثيرة وحلاوته القليلة. وعلاقات البشر المتشابكة ما بين الصداقة والحب والوفاء والجحود والأمل والتواصل والقطيعة.. وترصد أمل في ديوانيها كل حالة علي حدة. عبر تعبير تتخلله الصورة الشعرية والجملة البسيطة المنسابة. وان لم تهبط إلي العامية المبتذلة والشائعة. ميسرة وأرقام سرية صدر عن دار صفصافة للنشر الديوان الثالث للشاعر السكندري الشاب ميسرة صلاح بعنوان "أرقام سرية" وان ميسرة قد فاز بهذا الديوان في مسابقة الهيئة العامة لقصور الثقافة العام الماضي كأفضل ديوان في شعر العامية وانتظر ان تسارع البيئة بنشره بعد المركز المتميز.. لكنه اضطر في النهاية الي طبعه علي نفقته الخاصة. وميسرة صلاح شاعر يشهد له النقاد بتميزه الشعري بعد أن تأكدت موهبته بهذا الديوان الثالث "أرقام سرية" وقد صدر له من قبل ديوانان هما "شباك خجل" "وأنا قلبي مش فارس". وتدور قصائد الديوان في دوائر معاناة المواطن المصري من حب وخوف ونقد سواء كان فقد بالهجر أو التغريب الداخلي.