أحد المتطرفين الوهابيين الذين ابتلي بهم الله مصر في العقود الأخيرة أفتي بتحريم تهنئة البابا تواضروس باختيار المسيحيين له أباً روحياً للكنيسة الأرثوذكسية!! ولو لم يفعل هذا المتطرف الوهابي هذا لكان الأمر مستغرباً!! فالطبيعي لدي هؤلاء المدسوسين علي دين الله ومن في قلوبهم غلظة وفي أخلاقهم بداوة الصحراء أن يحرموا كل شيء وأن يعذبوا الناس في الدنيا قبل الاخرة!! وأن يصوروا الخالق سبحانه كما لو كان قد خلق البشر لا لشيء إلا لتعذيبهم!! وهم - أو أكثرهم - مع تحريم ما لا وجه لتحريمه حتي الدولة السعودية نفسها يكفرونها من الألف إلي الياء في بعض مؤلفاتهم المنشورة!! هم مع كل هذا يبيحون بتصرفاتهم وعنفهم وجهامتهم ما هو محرم بالضرورة فكثيراً ما تسمع عن ضبط بعضهم متلبساً بالكذب مرة ومرات ولا تري اخرين منهم إلا منافقين لكل سلطان وكل نفوذ وكل منصب وهم أصحاب ثراء وملايين الريالات والدولارات وإن سألتهم عن مهنتهم وعملهم في الحياة لكي يكونوا جديرين كبشر بخلافة الله في الأرض لا تجد لهم عملاً معتبراً ومنتجا بل يحمل أكثرهم مسمي "داعية" ولا نعرف أي علم حصلوه ولا أي قدوة يقدمونها للناس ولا أي زهد وورع وسماحة هم عليها حتي ينصبوا أنفسهم "دعاة" بينما أهل العلم والجدارة بالدعوة يتحرجون من هذا المسمي ولا يجنون قرشاً ولا مليماً ولا شهرة إذا أدوا واجبهم الذي تخصصوا فيه!! هذا البلاء غير المنسجم مع سماحة الاسلام ووسطية مصر وتاريخها وعظمتها يفتي بما يفرق الأمة ويقسم الناس شيعاً وأحزاباً وفرقاً ويتجرأ علي مواطنين مصريين أصلاء صالحين من وجهة نظر الوطنية والدين والواقع والمنطق.. "..ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري. ذلك أن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون" فاخوتنا في وطننا العظيم مصر التي يجهلونها هم أهل مودتنا وتواصلنا وكلما زاد أحدهم في علمه اللا هوتي اقترب من الدين الحق وجوهر رسالة السماء الواحدة.. فميزة من ميزات المسيحيين.. طبقاً لكتاب الله "أن منهم قسيسين ورهباناً" مما يوجب علينا احترامهم ومبادلتهم المودة بمودة كما كان الأمر فعلاً علي مدي 1500 عام قبل هذه الهجمة الوهابية الصحراوية المتطرفة التي بدأت بوادرها المشئومة منذ أيام الشيخ محمد رشيد رضا ومجلة "المنار"!! إن إنساناً مصرياً صالحاً - بصرف النظر عن دينه خير لمصر من أي متطرف من هؤلاء ينشر الكراهية ويحرض علي الفتنة ويتجرأ علي دين الله ويتاجر به!! لقد تأذي البابا الجديد من هذه الفتوي التخريفية ولكن كان ردهم: إننا نحب الجميع !! ونحن نؤكد له أن كل مصري ينتمي هذا الوطن وتاريخه وتراثه ودينه السمح يهنئك أيها الحبر العظيم والمصري الفاضل.