تقرير مكتب شكاوي المجلس القومي لحقوق الانسان جاء مفاجأة لم يكن يتوقعها الكثير من المصريين وذلك عندما أكد ان حوالي 64% من النساء وفتيات مصر يتعرضن للتحرش في الشوارع والميادين ووسائل المواصلات ومواقع العمل وفي عيادات الاطباء سواء باللفظ او الفعل.. حتي ان مصر اصبحت في المرتبة الثانية علي العالم بعد افغانستان في التحرش الجنسي!! اشار المجلس الي مرور الشارع المصري بأزمة كبيرة نتيجة تعرض النساء للتحرش بشكل يومي مما يستدعي توفير الحماية الامنية باستمرار لمنع تلك الجرائم خاصة عقب تحذير العديد من الدول الاجنبية لرعاياهم في مصر من التعرض للتحرش الجنسي!! تحركت اخيرا مجموعات من الشباب المصري الواعي الي الشوارع والميادين الرئيسية التي اشتهرت بالتحرش مثل شارع جامعة الدول العربية وميدان التحرير وميدان طلعت حرب بهدف مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تسئ الي مصر وتهدد السياحة.. حيث تمكنوا من القبض علي العشرات من هؤلاء الشباب المتحرش وكتبوا علي ظهورهم عبارة "انا متحرش" ثم سلموهم الي الشرطة. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هذا يكفي لمواجهة الظاهرة؟! والاجابة : بالطبع لا! اننا نحتاج الي ثورة ثانية ولكن هذه المرة ضد التحرش من خلال سن قوانين جديدة تجرم المتحرش وتعاقبه بالسجن المشدد لانه حتي الان مازال القانون المصري لايوقع عقوبة علي المتحرش وانما يكتفي فقط بجريمة هتك العرض او الاغتصاب بينما لا تنفذ عقوبة ارتكاب فعل فاضح في الطريق العام علي المتحرش!! او فرض عقوبة رادعة علي المتحرش لايكفي.. ولكن لابد من القيام بحملات توعية مستمرة في المدارس والجامعات والمساجد والكنائس وغيرها لكشف خطورة هذه الظاهرة علي المجتمع كله.. ويأتي دور الاعلام سواء كان صحافة او قنوات فضائية.. لتخصيص مساحات متميزة لمناقشة هذه الظاهرة وكشف اضرارها علينا جميعا لابد من ثورة ضد التحرش للقضاء علي هذه الظاهرة تماما.. وإنا لمنتظرون!