تختتم بورصة لندن السياحية أعمالها اليوم وسط مشاركة مصرية قوية ضمت أكثر من 60 عضواً من ممثلي الفنادق وشركات السياحة يتقدمهم هشام زعزوع وزير السياحة الذي عقد عدة لقاءات إعلامية ومهنية طوال وجوده بلندن للترويج للسياحة المصرية. أكد وزير السياحة ضرورة إعادة النظر في قيمة ضريبة المسافر البريطاني إلي مصر لأن الضريبة بقيمتها الحالية غير عادلة وترفع سعر الرحلة إلي مصر وتؤثر تأثيراً سلبياً علي حركة السياحة نظراً لعزوف السائح البريطاني عن السفر إلي مصر لارتفاع التكلفة.. جاء ذلك خلال العديد من اللقاءات التي عقدها وزير السياحة علي هامش مشاركته في بورصة لندن والتي استهلها بلقاء اندرو مكاي مستشار رئيس وزراء بريطانيا الذي بحث معه موضوع هذه الضريبة التي يتم فرضها علي المسافرين إلي خارج المملكة المتحدة. طالب وزير السياحة - خلال هذه اللقاءات - بضرورة حل مشكلة الضريبة لأن السوق البريطاني من الأسواق الهامة جداً للمقصد السياحي المصري حيث وصل عدد السائحين البريطانيين إلي مصر في نهاية عام 2010 إلي 5.1 مليون سائح. أعرب زعزوع عن امله ان يتم ذلك في إطار الدعم الدولي والبريطاني لدول الربيع العربي وبخاصة مصر التي تعتبر القلب النابض للعالم العربي وضرورة تقديم الدعم الكامل لها ومساعدة الاقتصاد المصري من خلال الفرص الاقتصادية المتاحة في مجال الاستثمار والسياحة والاقتصاد.. كان وزير السياحة قد عقد لقاءات هامة مع عدد من كبريات الشركات السياحية البريطانية وشركات الطيران ومنظمي الرحلات والتي كان من أهمها شركة مورانش ترافيل جروب والتي تعد من أكبر الشركات السياحية في بريطانيا. أكد مدير الشركة هيج مانجي - خلال اللقاء - علي ضرورة استقرار الاوضاع الأمنية في مصر من أجل الوصول إلي المعدلات التي يستحقها المقصد السياحي المصري. رحلتان أسبوعياً أشار مدير القسم التجاري بالشركة روب جودوين إلي أنه تم رفع رحلات الشركة إلي رحلتين أسبوعياً من مدينة برمنجهام إلي مدينة شرم الشيخ علي الرغم من أحداث الربيع العربي مؤكداً أن شرم الشيخ تحظي باهتمام خاص من السائح البريطاني ويعتبرها مقصداً متميزاً للاستمتاع بالشمس والشواطيء فيها. قال وزير السياحة إن الوزارة ستعمل بقوة علي دعم السياحة الكلاسيكية والتي تهم جزءاً كبيراً من السوق الانجليزي وخاصة إلي مدينتي الأقصر وأسوان بالإضافة إلي القاهرة التي تعاني من ضعف الاقبال السياحي حالياً بالمقارنة بالسياحة الشاطئية. أكد الوزير لمسئولي الشركة علي تفعيل وزارة السياحة لنظام التتبع مع سيارات السياحة للحفاظ علي سلامة السائحين علي الطرق المصرية. كما بحث وزير السياحة مع بيت كوستانت رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة توماس كوك - والتي تعتبر من أكبر الشركات السياحية في العالم - تخصيص قسم خاص لمصر علي موقع الشركة علي شبكة الإنترنت. وأكد الوزير دعمه لكل ما يتطلبه تطوير عمل الشركة في المقصد المصري وبخاصة لاثراء السياحة الكلاسيكية والثقافية والتي تتميز بها مصر عن الدول الاخري المنافسة لها. كما بحث وزير السياحة مع كيفين دوك ورث رئيس "شركة بريستان ترافيل جروب" مشكلات دخول وخروج السائحين عبر منفذ طابا البري والذي تم افتتاحه مؤخراً وتطوير العمل فيه بالإضافة إلي تناول كيفية زيادة حركة السياحة إلي مصر. أكد منظمو البرامج والرحلات في السوق البريطاني - خلال لقائهم مع وزير السياحة - علي ضرورة دعم السياحة الكلاسيكية والثقافية مثلما يتم بالنسبة للسياحة الشاطئية باعتبار أن هذا النوع من السياحة يجد رواجاً كبيراً في السوق البريطاني وارتفع الطلب عليه.. اعتبر وزير السياحة هشام زعزوع أن الترويج لمسألة تحذير بريطانيا لرعاياها من السفر إلي مصر أو حظر السفر إلي مصر بأنه مقصود وسييء النية متهماً المتربصين بمصر بأنهم وراء هذا الترويج من أجل محاولات إفشال النجاح المصري في صناعة السياحة.. أكد وزير السياحة إن ارتباط إطلاق هذا التحذير قبل ساعات من إنطلاق بورصة السياحة الدولية في لندن والتي تعد ثاني أكبر بورصة للسياحة في العالم وتشهد زخما في المشاركة من العاملين في صناعة السياحة من مختلف دول العالم إنما يدل علي أن هناك من يريد تحطيم وإفشال المحاولات المصرية لاستعادة قوتها السياحية وبالتالي الاقتصادية ثانية. أوضح أن اتصالاته ومباحثاته مع المسئولين البريطانيين حول هذا التحذير الذي تردد جاءت كلها لتؤكد عدم وجود أو صدور أي تحذير بهذا الشكل وأن ما حدث هو خطأ فقط معتبراً أن الركون إلي أن ما حدث خطأ غير مقصود هو أمر غير مقبول وبخاصة أنه تم ترديد هذا الخطأ قبل يومين فقط من إنطلاق بورصة لندن وهو ما يدل علي سوء النية في إطلاق هذا الامر. أشار إلي أن المسئولين البريطانيين أكدوا اعتذارهم عن هذا الخطأ وتصحيحه علي الفور مؤكدين أن مصر لا توجد بها أية مشكلات أمنية تدفع إلي إطلاق مثل هذا التحذير. شدد زعزوع علي استمراره في العمل بقوة من أجل إعادة السياحة المصرية إلي سابق معدلاتها في عام 2010 بل وتتجاوز تلك الأرقام علي الرغم من كافة المعوقات التي يمكن أن تواجهها مصر خلال الفترة المقبلة مؤكداً أن القيادة السياسية والحكومة المصرية بأكملها مهتمة كل الاهتمام بدعم صناعة السياحة وتوفير كل ما تتطلبه الصناعة من أجل إعادتها علي طريقها الصحيح وهو ما يتضح من تلبيتهم لكافة المطالب التي يتقدم بها قطاع السياحة علي الفور. قال وزير السياحة إن حركة السياحة البريطانية إلي مصر خلال عامي 2011 و 2012 دعمت هذه الصناعة بشكل كبير معبراً عن شكره لشركات السياحة البريطانية ومنظمي البرامج السياحية في بريطانيا والسائح البريطاني والحكومة البريطانية التي لم تقم طوال الثورة المصرية بتغيير نصائحها للسائح البريطاني. أضاف في مؤتمر صحفي خلال اليوم الأول لسوق السياحة العالمية في لندن أنه في 2010 استقبلت مصر مليوناً و450 ألف سائح بريطاني وهو العام الذي شهد ذروة الحركة السياحية إلي مصر ولكن هذه الحركة تأثرت بالوضع السياسي في مصر عام 2011 حيث انخفضت ولكن ليس بشكل كبير وذلك بسبب أن الحكومة البريطانية كانت الوحيدة التي لم تصدر أية تحذيرات للسياح البريطانيين من زيارة مصر وهو موقف متميز لن تنساه مصر معبراً عن شكره للحكومة والشعب البريطاني الذين دعموا مصر خلال هذه الفترة الصعبة. مليون سائح أوضح الوزير أن حركة السياحة البريطانية إلي مصر في العام الماضي وصلت إلي نحو مليون سائح وهو انخفاض ولكنه ليس بنسبة كبيرة في إطار التطورات في مصر. قال زعزوع: "أعتقد أن السياحة البريطانية إلي مصر خلال العام الحالي ستتجاوز حجم المليون سائح والسائح البريطاني يأتي في الترتيب الثالث علي مستوي العالم في زيارة مصر بعد روسيا والمانيا التي ستحتل المرتبة الثانية في العام الحالي". وحول تطورات الوضع الأمني في مصر في أعقاب الأحداث في سيناء أكد الوزير المصري أن الوضع في مصر أمن تماماً بالنسبة للسائح الأجنبي وأن السائح لم يكن أبداً هدفاً لأي أحداث في مصر خلال الثورة وخلال الفترة اللاحقة مشيراً إلي الشباب من الثوار الذين قاموا بحماية المتحف المصري الواقع في ميدان التحرير وسط المظاهرات ضد أي محاولات للعبث. وقال إن مصر دائماً وأبدا ترحب بحركة السياحة العالمية إليها وخصوصاً من بريطانيا. وعبر الوزير عن إدانته للتغطية الإعلامية للأحداث في مصر حيث أشار إلي ان الإعلام دائماً يركز علي التطورات السلبية القليلة والتي قد يكون لها تأثير كبير علي حركة السياحة إلي مصر. وأشار إلي أن الحكومة المصرية لن تتواني في الدفاع عن زائر إلي مصر ضد أية مخاطر غير موجودة في الأساس مشيراً إلي أن مصر تكاد تخلو من أية مشاكل أمنية مع السياح الأجانب والعرب.