صدمة جماهيرنا كبيرة لتعادل الأهلي والترجي وكأن هذا التعادل هو نهاية العالم .. مع ان الأهلي مر بظروف أشد صعوبة في منافسات عديدة وخرج منها منتصراً ومعتزاً بنجومه وجماهيره.. إلا ان هناك تفسيراً وحيداً لحالة الصدمة من هذا التعادل. وهو ان حلم الجماهير كان كبيراً جداً للفوز باللقب الافريقي من ملعب برج العرب والذهاب إلي رادس في تونس من أجل الاحتفال.. فالجماهير في اشتياق بالغ لبطولة كبري بعد ان حرمت حتي من مجرد المشاهدة من الملاعب.. فذهبت في تلك الليلة إلي ستاد برج العرب وهي تتعشم في الاحتفال باللقب قبل موعد التتويج الرسمي في رادس.. وكانت الصدمة من نصيب اللاعبين والجهاز الفني بقيادة البدري لان البطولة الافريقية تمثل بالنسبة لهم الشيء الكثير والكبير جداً حتي تكون هديتهم إلي أرواح شهداء الأهلي وحتي تحقق لنجوم نادي القرن الصحوة الجديدة في هذه الظروف المعتمة.. فلاعبو الأهلي عاشقون للعب في مونديال الأندية وقد سبق لهم هذا الشرف في ثلاث بطولات مونديالية متتالية.. فهم عاشقون لهذه البطولة ومجرد الإحساس بأن حلم العودة إليها قد أخذ في التبخر أو بات بعيداً فإن هذا الإحساس يكون مزعجاً جداً ومحزناً أيضاً.. فمشاعر الصدمة عند لاعبي الأهلي لا تقل عن مشاعر جماهيرهم ولابد ان تقدر ذلك.. ولكن المهم ألا نستغرق طويلاً في هذه الحالة وان يستفيق لاعبو الأهلي سريعاً ويعودوا إلي الاستعداد القوي لمباراة الإياب في رادس وبداية الاستعداد تكون بمراجعة أخطاء مباراة برج العرب.. وهي أخطاء واضحة لا مجال لتناولها في هذا المقال القصير ولكني أوجزها في كلمات قصيرة .. مثل عدم اللعب بفاعلية علي الأجناب والاصرار علي الاختراق من العمق وغياب التسديد المحكم وبطء الدفاع عندما اشتد علي لاعبيه الضغط التونسي وخطأ الحارس إكرامي في انتظار الكرات العالية وعدم الذهاب إليها. وعدم المرونة في التحول التكتيكي خلال احداث كل شوط.. وكان الثمن الذي دفعه الأهلي لهذه المشكلة انه عجز عن التهديف طوال الشوط الأول.. وارتبك للهدف التونسي معظم الشوط الثاني ثم تعملق الفريق وأصبح جباراً في آخر 15 دقيقة عندما تخلي لاعبوه عن الضوابط التكتيكية الرتيبة جداً وتحرروا وتعاملوا مع أجواء المباراة فجاء هدف التعادل وكان يمكن للأهلي ان يخرج فائزاً لو امتد به الوقت واستمر علي اكتساحه لخطوط الترجي بلا رحمة.. هذه الدروس ستكون مفيدة جداً لمباراة رادس.