لفت انتباهي مناقشة ساخنة في برنامج العاشرة مساء حول قضية علاج المصابين بفيروس "سي" ومرض السكر بلبن وبول الابل وكان ضيف البرنامج د. هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد وشيخ سلفي وشاركهما هاتفياً د. جمال شيحة أستاذ الجهاز الهضمي والكبد ود. عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ود. زينب السميني استشاري الابل الصحراوية والفنانة وفاء عامر وسيدة كانت تعالج ابنتها من فيروس "سي" ببول ولبن الابل في مزرعة للابل بمرسي مطروح. بدأت الفقرة أو البرنامج بتقرير مصور من داخل مزرعة للابل بمطروح يتردد عليها مرضي الفيروس "سي" ومرضي السكر للعلاج عن طريق شرب لبن وبول الابل والخرافات التي تتم في طريقة العلاج ومدي جهل المواطنين بطبيعة العلاج العشوائي الذي يضر بصحة المواطنين وعندما سأل مقدم البرنامج الشيخ السلفي عن صحة هذا العلاج استدل علي ذلك بحديث لا أعرف مدي صحة هذا الحديث من ضعف الراوي ولكن هذا الشيخ يؤكد أن العلاج ببول ولبن الابل صحيح مائة في المائة. رد عليه د. هشام الخياط بأن طبيعة البول فيه سموم لأنه يعتبر من إفرازات الجسم فكيف يعقل أنه يعالج فيروس "سي" أو يعمل علي إنتاج الانسولين في جسم الإنسان وهذه خرافات ونصب واحتيال علي المرضي ولابد أن تكون هناك وقفة من وزارة الصحة للقضاء علي هذه الخرافات وحماية المرضي من استغلال الدجالين. أما د. زينب فكان لها رأي آخر حيث قالت لقد قدمت بحثاً عن العلاج ببول الابل في أكاديمية مبارك إلا أنهم رفضوه ووضعوه في الأرشيف ورغم ذلك تؤكد جدوي هذا البول. بينما تدخل د. شيحة وقال إن العلاج ببول الابل جريمة وينبغي أن يعاقب من يروج لها وطالب وزير الصحة الحالي بالتدخل السريع وإبلاغ النائب العام بصفته هو المسئول الأول عن صحة المواطنين في مصر ولابد أن يتحرك حتي يسد الطريق أمام هذه الخرافات التي تضر بالمريض المصري. قالت الفنانة وفاء عامر إننا أصبحنا في حيرة بين من يؤكد صحة العلاج ببول الابل وبين من يرفضه وطالبت بأن يكون لوزارة الصحة دور فعال في إبطال هذه الخرافات أو التأكيد علي أن بول الابل مفيد بعد تبنيها التجارب إذا كانت هناك نية للرد علي المشككين. وفي المقابل تدخل أحد النشطاء الحقوقيين في مداخلة تليفونية وقال إن المواطن معذور لأنه يبحث عن علاجه بأية وسيلة ومن هنا يصبح المريض صيداً ثميناً لتجار المرض وخاصة في ظل غياب وزارة الصحة التي تعتبر في إجازة منذ قدوم الوزير الجديد. هذه المناقشة الساخنة شدت انتباه جميع المشاهدين الذين مازالوا يبحثون عن حقيقة الموضوع لأن الحوار كان فيه المؤيد للعلاج ببول الابل وفريق طبي علي أعلي مستوي يعارض وينفي هذه الخرافات ويعتبرها استغلالاً للمرضي وفوضي لا يسيطر عليها سوي الجهلاء. كنت في انتظار وزارة الصحة للرد علي هذه المزاعم ولم نجد طبيباً من اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية يتدخل في الحوار أو يرد علي هذه الإدعاءات ويكذبها علمياً أو نسمع الرأي العلمي للجنة القومية لعلاج أمراض السكر في هذه الخرافات كما أنه لم يصدر أي بيان عن مجمع البحوث الإسلامية أو مشيخة الأزهر لتوضيح معني الحديث الشريف الذي أعلنه الشيخ السلفي بشأن صحة العلاج ببول الابل من عدمه ومازلنا حائرين بين المؤيدين والمعارضين ووزارة الصحة في غيبوبة.