يبدو أن كبار نجومنا لا يعترفون بالأزمة الاقتصادية التي تواجه مصر حاليا.. ويعاني منها غالبية قطاعات الدولة. فقد كشفت مصادر وثيقة الصلة بقطاع إنتاج الدراما إلي ارتفاع أجور النجوم بشكل لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي.. مؤكدة ان الفنان عادل إمام يرفض أن يقل أجره عن المسلسل الواحد عن 30 مليون جنيه بينما يحصل محمود عبدالعزيز علي 25 مليون جنيه ومحمد سعد علي 20 مليون جنيه. أما الممثلان الشابان كريم عبدالعزيز وأحمد السقا فيحصلان علي 17 مليون جنيه.. بينما يحصل النجم الكبير يحيي الفخراني علي 15 مليون جنيه والنجم الكبير نور الشريف علي 10 ملايين جنيه. وبالنسبة للممثلات فتحصل كل من يسرا وغادة عبدالرازق علي 10 ملايين جنيه اما نبيلة عبيد وفيفي عبده فتتقاضيان 5 ملايين جنيه وكذلك ليلي علوي وسمية الخشاب وإلهام شاهين. الفنان الكبير يحيي الفخراني أكد استقرار ثبات أجور الفنانين وخاصة الأجور المحددة من قبل شركات الانتاج الكبري التي تتولي تنفيذ تلك الأعمال. مشيرا إلي أنه ليس منطقيا أن ترفع تلك الشركات الأجور في الوقت الذي تعاني فيه من الأزمات المالية. أوضح الفخراني أن شركات الانتاج الضعيفة هي التي لا تستطيع الاستعانة بفنانين كبار لارتفاع أجورهم. ولهذا فإن أزمات توقف التصوير لا تعانيها شركات الانتاج الكبري. رأت الفنانة انتصار استحالة رفع شركات الانتاج أجور الفنانين في الوقت الذي تعاني فيه هذه الصناعة مشيرة إلي أن معظم الأجور التي أعلنت في بعض الصحف والمواقع الالكترونية غير دقيقة وقد تهدف إلي رفع أسهم بعض الفنانين. أكدت أنها بادرت بخفض أجرها بنسبة 40 في المائة عقب بدء ثورة 25 يناير لدفع عجلة الانتاج وتضامنا مع ضرورة تجاوز الأزمات الراهنة. مشيرة إلي اتجاه شريحة كبيرة من الفنانين لتخفيض أجورهم. من جانبه أكد المخرج محمد علي أن الأجور التي يتقاضاها الفنانون غير ثابتة ولا تخضع لقواعد محددة. مشيرا الي وجود معايير معينة تحكم الأمر لافتا الي أن الأزمة التي تعانيها الصناعة أزمة تسويق وليس أزمة إنتاج. وقال إنه علي الرغم من تعرض العديد من شركات الانتاج للعديد من الأزمات في بعض الأحيان إلا أنه ليس منطقيا أن تبرم تلك الشركات تعاقدات مع الفنانين والنجوم ولا تفي بالتزاماتها تجاههم باستثناء غير الملتزمين منهم. ويؤكد الفنان مجدي كامل أنه حصل علي أقل من نصف أجره في الأعمال التي قدمها في رمضان الماضي ومن بينها مسلسل "ابن ليل" لكي يخرج العمل للنور. وأضاف أن الانتاج يعتمد علي التسويق وعلي العرض و الطلب وأنه لا يمكن لأي فنان خلال الفترة الحالية التي تعاني فيها مصر من ضعف في الاقتصاد أن يطالب بزيادة أجره ولو حدث ذلك يكون علي نطاق قليل وأجره يزيد بنسبة قليلة جدا لا تذكر. وطالب مجدي كامل الفنانين بأن يقدموا تنازلات خلال الفترة المقبلة لكي تنتعش صناعة السينما مرة أخري وتزدهر ولكي نري أعمالا أفضل من الناحية المهنية. ويري حسن حامد رئيس مدينة الانتاج الاعلامي ان استمرار ارتفاع أجور النجوم خلال الفترة الأخيرة خصوصا في ظل الانتاج الكبير الذي شهدته الدراما في رمضان الماضي ينذر بحدوث كارثة في مجال الدراما ومن الممكن أن تنهار صناعة الدراما كما انهارت صناعة السينما خلال الفترة الأخيرة ولفت حامد إلي أن مغالاة النجوم في أجورهم لا يوجد لها أي مبرر خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها مصر حاليا. وطالب القائمون علي الانتاج الفني بعمل سوق درامي جديد مواز للسوق الرمضاني لكي نخرج من حالة الزخم غير الطبيعية التي شاهدناها في رمضان الماضي ويري حامد أن الأجور في الفترة المقبلة ستشهد نوعاً من الانخفاض أو الاستقرار بسبب ضعف التسويق وإحجام القنوات الفضائية عن دفع مبالغ هائلة في أي عمل..أكد المنتج صفوت غطاس أن أجور الفنانين لم ترتفع ولم تنخفض بعد الثورة ولكنه شدد علي أن الأجور في المرحلة المقبلة ستنخفض بشكل ملحوظ بسبب عدم وجود أموال كافية لدي المنتجين وعزوف عدد كبير من القنوات الفضائية عن دفع المبالغ الطائلة التي كان يتم دفعها من قبل مقابل التعاقد علي أي عمل سواء كان سينمائيا أو دراميا مما يؤدي بالتالي إلي فشل عمليات التسويق لأي عمل فني. وأشار إلي أن أجور الفنانين لم تنخفض أو ترتفع بعد الثورة لأن كل الأعمال التي تم تقديمها خلال الفترة الماضية تم التعاقد عليها قبل الثورة أما في الوقت الحالي فالسينما المصرية في أسوأ وقت لها وتعيش في حالة انحدار لم تشهده من قبل وأصبح الجمهور يخاف من فكرة الذهاب للسينما. عرض وطلب ويشير المنتج اسماعيل كتكت إلي أن مسألة الأجر يجب أن تتوقف علي العرض والطلب فهي مسألة اقتصادية بحتة وعموما فإن سوق الانتاج تعرض في الفترة الأخيرة إلي عدة ضربات أدت إلي ضعف العملية الشرائية. وتوقف الانتاج في بعض الدول العربية وخاصة تلك التي شهدت ثورات الربيع العربي. وأوضح أن الممثل من العناصر الأساسية في الانتاج وطالما تعرضت العملية الانتاجية لانتكاسة فلابد أن تتأثر أجور الفنانين وبالفعل تنازل بعضهم عن الأجور العالية التي كانوا يحصلون عليها بينما رفض البعض الآخر المساس بأجره وقال: الجميع لابد أن يتعاونوا حتي نمر من هذه الأزمة الطارئة وتخفيض الأجر لا يعني أبدا التقليل من قيمة الفنان.